أبوبكر أحمد ولي

الجودة المستدامة متطلب رئيس للتميز

الأحد - 05 يونيو 2022

Sun - 05 Jun 2022

الجودة النوعية والجودة الشاملة ومؤشرات قياس الأداء والنتائج والتحسين المستمر مصطلحات دخلت علم الإدارة عبر فترات زمنية متفاوتة.

بدأها ويليام شوهارت في عمليات الإنتاج ثم إدوارد ديمنج وجوران وكروسبي وفيقينبوم وبالدريج.

شارك ديمنج في نشر المنهج الإحصائي في اليابان كما شارك جوران في نشر مبادئه في إدارة الجودة ثم ظهر خبراء الجودة في اليابان مثل تاي إتشي أونو وإشيكاوا وتاقوشي وشيقيوشنقو.

كل هؤلاء الخبراء يؤكدون على المنهج الإحصائي والتحسين المستمر لتحقيق الجودة في المنتجات والخدمات وقبل ذلك تحقيق الجودة في جميع الإجراءات داخل المؤسسات بمختلف مجالاتها.

الجودة مصطلح مهم جدا بدأ منذ خلق الله الكون: الإتقان في الخلق.

ثم اهتم الإنسان بالجودة في حياته اليومية من خلال البحث المستمر عن أفضل سبل الحياة.

واستمر الاهتمام بالجودة حتى دخلت في كل المجالات كعلم نظري وتطبيقي، وأصبحت الجودة في العصر الحديث هي الفلسفة والمنطلق الرئيس لتحقيق الأفضل في الإجراءات والمخرجات.

فلسفة الجودة هي العمل المستمر لتحقيق الأفضل من خلال التحسين المستمر والإبداع والابتكار بهدف تحقيق رضا المستفيد الداخلي والخارجي ورضا المجتمع، ولا شك أن لهذه الفلسفة مبادئ وأدوات تساعد مديري المؤسسات لتحقيق نتائج منافسة محليا وعالميا.. فمن مبادئها يأتي: التركيز على المستفيد والقيادة برؤية وتطبيق منهج العملية والتحسين المستمر وصحة البيانات في اتخاذ القرارات ورعاية الإبداع والابتكار وبناء الشراكات.

ومن أدوات الجودة نذكر: أداة باريتو وقوائم الاختيار وخارطة التدفق وتخطيط السبب والنتيجة والمدرج التكراري.. إلخ. علما أن جميع الأدوات تعتمد على القياس ولغة الأرقام.

تطورت الجودة كعلم من علوم الإدارة من الجيل الأول في بدايات الربع الثالث من القرن العشرين إلى الجيل الرابع في أيامنا المعاصرة.

حيث تدرجت من مراقبة الجودة – الكشف عن الخطأ، إلى توكيد الجودة – نظام منع الخطأ وضمان العمل الصحيح من أول مرة وكل مرة بواسطة ضبط الإجراءات وفق معايير محددة للأداء ومواصفات للمخرجات، حتى أصبحت الجودة في العصر الحديث ما يسمى بالجيل الرابع تربط بين فلسفتها وجميع مبادئها وأدواتها وتطور التقنية المعلوماتية وسرعة الاتصال عبر الإنترنت والذكاء البشري والصناعي.

وفي هذا السياق تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول في الاهتمام بتحقيق الريادة في شتى المجالات وذلك لما تحظى به جميع الوزارات من الدعم السخي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وتسخير كافة الإمكانات، فالمتابع للمؤشرات العالمية في جودة الخدمات والمنتجات وجودة الحياة ومؤشر السعادة يجد أننا نحقق تقدما وقفزات وريادة في مجالات متعددة اقتصادية وصحية وتعليمية وصناعية ورياضية ومجتمعية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يحققه أبناؤنا وبناتنا من تفوق علمي في مجال الموهبة والابتكار في منافسات آيسف (ISEF) والأيتكس (ITEX) والتقدم الملحوظ في الدراسات الدولية للعلوم والرياضيات ودراسات المقدرة القرائية (TIMMS, PIRLS) وغيرها من المؤشرات العالمية.

وبجانب ذلك ما تحققه جامعات المملكة من تطور كبير في البنية التحتية وتمكين الطلاب والطالبات من المعارف والمهارات.

وبجانب ذلك أيضا ما تحققه الوزارات المعنية بجودة الحياة من تحسين بارز في الحياة اليومية للمواطن والمقيم.

بالإضافة لذلك، ما نقرأه يوميا في الصحف عن البرامج والمؤتمرات التي تنفذها الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية من مؤتمرات ومعارض واستقطاب متحدثين ومتحدثات عالميين، بهدف نقل المعرفة العلمية التخصصية، والمعرفة العملية، ونقل الخبرات، وجودة الأداء، وجودة المخرجات.

الحديث عن الجودة في المملكة العربية لا يمكن أن نحصره بمقال واحد فقط، بل نحتاج إلى مقالات عديدة.

عزيزي القارئ من وجهة نظر واقعية أخبرك إن كنت موظفا، أو مشرفا، أو معلما، أو مديرا لمؤسسة تعليمية، أو غيرها، أن تطبيق الجودة كفلسفة وتطبيق مبادئها وأدواتها هي الطريق الأمثل نحو تحقيق الاستدامة والتفوق في الأداء وفي المنجزات وتحقيق الريادة العالمية. الجودة لم تعد مصطلحا عابرا، بل أصبحت من أولويات الحياة اليومية والعمل المؤسسي.

وكما يقول الراوي: الجودة المستدامة متطلب رئيس للتميز.

@abubakrw