عبدالله محمد الشهراني

الصين والهند والترانزيت

الأربعاء - 01 يونيو 2022

Wed - 01 Jun 2022

هناك رحلات تتطلب من المسافر لكي يصل إلى وجهته النهائية أن يتوقف في محطة أو عدة محطات، لأسباب ربما يكون أهمها عدم وجود رحلات مباشرة من مدينة الانطلاق إلى مدينة الوصول النهائية، تسمى هذه الرحلات بالترانزيت أو الرحلات المواصلة أو العابرة.

وعدم وجود رحلة مباشرة يعود أيضا لعدة أسباب، أهمها عدم وجود مطار دولي في مدينة الانطلاق أو الوصول النهائية (مثال: لا توجد رحلة مباشرة من مطار الجوف إلى باريس)، أو لأنها متصلة فقط بالمدن الرئيسة (مثال: لا توجد رحلة مباشرة من القيصومة إلى أبها).

والسبب في هذا الوضع هو عدم وجود جدوى اقتصادية لهذه المسارات.

أما السبب الثاني «الفني» لعدم وجود رحلات مباشرة بين وجهتين معينتين فهو طول الرحلة مسافة وزمنا.

في أكتوبر عام 2018م دشنت الخطوط السنغافورية رحلتها المباشرة من سنغافورة إلى نيويورك، قاطعة مسافة 15,344 كلم في زمن 18 ساعة و25 دقيقة، مستخدمة طائرة أيرباص الجديدة 900ULR -A350، هذه الرحلة بالتحديد وقبل استخدام هذا النوع من الطائرات كانت تنطلق من سنغافورة وتتوقف في مدينة فرانكفورت الألمانية ثم تواصل إلى نيويورك.

وفي أكتوبر أيضا لكن في هذا العام 2019م، حلقت الخطوط الجوية الأسترالية كانتاس في رحلة تجريبية من مدينة نيويورك الأمريكية إلى مدينة سيدني في أستراليا، قاطعة مسافة تصل إلى 16,200 كلم في مدة زمنية قدرها 19 ساعة و16 دقيقة.

قطعت الرحلة هذه المسافة والمدة الزمنية بطائرة بوينج الجديدة B787-9 وأيضا هذه الرحلة كانت تتطلب الوقوف (الترانزيت) قبل استخدام هذا النوع من الطائرات.

هذا النوع من الطائرات بالتحديد «بوينج B787 وأيرباص A350» إن تواجدت وبشكل كبير في الصين والهند بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، سوف يلغي السبب الثاني «الفني» في عدم وجود رحلات مباشرة بعيدة المسافة وطويلة الزمن، ليس لأن هذه الطائرات تستطيع التحليق لمسافات طويلة فقط، بل لأنها موفرة في استهلاك الوقود وهو الهاجس الدائم والمهم لدى شركات الطيران، بالإضافة إلى أن تجربة السفر بهذا النوع من الطائرات بالنسبة للمسافر تعتبر مريحة وممتعة من جهة نسبة الرطوبة الداخلية المرتفعة للطائرة ومستوى الضوضاء المنخفض مقارنة بأي نوع آخر من الطائرات.

ولماذا ذكرت الصين والهند، لأنهما تمتلكان أعدادا سكانية ضخمة والأكثر استخداما لهذا النوع من الرحلات -الترانزيت-، لبعد المسافة عن الدول الاقتصادية والسياحية.

امتلاك هذه الأنواع من الطائرات سوف يلغي الوقوف في الشرق الأوسط وفي المطارات الأخرى في العالم المعروفة بتسهيل هذا النوع من الرحلات.

هذا التطور في صناعة الطائرات سوف ينعكس سلبا على بعض المطارات العالمية التي تعتمد وبشكل كبير على سوق الترانزيت، إذ يتوجب عليها من الآن أن تخلق سوقا بديلا وأن تبتكر فرصا جديدة للتعويض عن كل تلك الأموال التي كانت تجنيها في الماضي وسوف تفقدها في المستقبل القريب.

ALSHAHRANI_1400@