جشع بعض التجار في رفع الأسعار
الأحد - 29 مايو 2022
Sun - 29 May 2022
لاحظنا في الفترة الأخيرة حالة من الجشع غير المبرر ظهرت في الأسواق وانعكست على المستهلكين بزيادة هائلة في أسعار بعض السلع الغذائية المهمة والخضراوات والفواكه، والغريبة أن الزيادة في الأسعار لنفس السلعة الواحدة تختلف من منطقة لأخرى ومن تاجر لآخر بسبب غياب الرقابة على منافذ البيع والشراء.
نعلم يقينا أن هناك زيادة في أسعار السلع الغذائية وهو أمر متوقع نتيجة زيادة نسبة التضخم ومشاكل التوريد العالمية لأسباب عديدة منها جائحة كورونا التي أكملت السنتين وحرب روسيا لأوكرانيا والتي أدت جميعها لانخفاض كمية الإنتاج الذي أدى بدوره لزيادة الطلب وقلة العرض وبالتالي زيادة أسعار السلع وخاصة الغذائية منها.
ولكن من غير الطبيعي أن يستغل بعض التجار جشعهم اللامحدود في زيادة الأسعار بطريقة جنونية وغير مبررة لدرجة أن المستهلكين لاحظوا زيادة أسبوعية في سعر بعض السلع الغذائية في ظل غياب الرقابة على الأسواق من الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك وترك الحبل على الغارب.
هناك أسباب كثيرة لزيادة الأسعار وسوف نتناول أكثرها تأثيرا في ذلك وهي:
كان منهج الصحابة -رضي الله عنهم- جميعا إذا زاد سعر سلعة ما رخصوها باستبدالها بغيرها وامتنعوا عن شرائها (وهو ما نسميه الآن مقاطعة السلع) وقد حصل ذلك في عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما زاد سعر الزبيب في مكة وقال الصحابة عن هذه الحادثة: غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى علي بن أبي طالب بالكوفة أن الزبيب قد غلا علينا، فكتب لهم علي: أن أرخصوه بالتمر (أي استبدلوه بالتمر) والذي كان متوفرا بكثرة في الحجاز وبأسعار رخيصة، فيقل الطلب على الزبيب ويرخص سعره، وهو منهج إسلامي قديم لا يعرفه الكثير من الناس.
لمواجهة موجة غلاء الأسعار يستحب اتباع الخطوات التالية:
وقصة الرسول عليه الصلاة والسلام مع الأسودين تثبت لنا أن الإنسان لا يموت من تقليل الطعام أو الاعتماد على طعام واحد لفترة من الزمن بل قد يكون ذلك مفيدا له في إجبار بعض التجار ومواجهة جشعهم بتخفيض الأسعار والمحافظة على رشاقة الجسم والبعد عن السمنة وأمراضها والتحكم في الموارد المالية والمصروفات، والقصة وردت في الصحيحين عن عروة بن الزبير وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة (ابن أختها): «ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين؛ وما أوقدت في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار، فقلت: يا خالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيران من الأنصار، كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ألبانهم، فيسقينا»
ويظهر لنا من الحديث زهد النبي -عليه الصلاة والسلام وآله- في الدنيا والصبر على التقليل من متاعها الفاني وأخذ الضروري من العيش لعبادة الله وإيثار الآخرة على الحياة الدنيا وشهواتها الزائلة.
وختاما لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الإنسان هو الوحيد القادر على مواجهة هذا الجشع من بعض التجار الذين لا ينظرون إلى الشعب وخاصة ذوي الدخل المحدود، فالإنسان لا بد أن يعرف أن التاجر بدون مستهلك لن ينجح بل قد يتكبد خسائر فادحة خاصة في السلع الغذائية ذات الصلاحية المحدودة، وأن بإمكانه إجبار التاجر على تخفيض أسعار السلع وعودتها إلى أسعارها الطبيعية كما كانت سابقا بل قد تكون أقل، ولعل حادثة أسعار البيض في الأرجنتين ومقاطعته من الشعب الأرجنتيني التي أجبرت تجار البيض إلى تخفيض سعره إلى 75% بعد تراكم البيض وفساده في الأسواق كانت خير دليل لنا في ذلك ودرسا لا بد أن يعرفه كل تاجر جشع لا يخشى الله في عباده ويتعلم منه كل فرد في هذا المجتمع الصالح.
نعلم يقينا أن هناك زيادة في أسعار السلع الغذائية وهو أمر متوقع نتيجة زيادة نسبة التضخم ومشاكل التوريد العالمية لأسباب عديدة منها جائحة كورونا التي أكملت السنتين وحرب روسيا لأوكرانيا والتي أدت جميعها لانخفاض كمية الإنتاج الذي أدى بدوره لزيادة الطلب وقلة العرض وبالتالي زيادة أسعار السلع وخاصة الغذائية منها.
ولكن من غير الطبيعي أن يستغل بعض التجار جشعهم اللامحدود في زيادة الأسعار بطريقة جنونية وغير مبررة لدرجة أن المستهلكين لاحظوا زيادة أسبوعية في سعر بعض السلع الغذائية في ظل غياب الرقابة على الأسواق من الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك وترك الحبل على الغارب.
هناك أسباب كثيرة لزيادة الأسعار وسوف نتناول أكثرها تأثيرا في ذلك وهي:
- زيادة حالة الطلب وقلة العرض على المنتجات والسلع في الأسواق وقد تكون في فترات معينة يزيد فيها الاستهلاك.
- جشع التجار لتحقيق أرباح عالية على حساب المستهلكين باحتكار السلع والتحكم في السعر واستغلال الموقف.
- قلة عمليات الإنتاج للسلع في بعض الدول لظروف معينة مما يؤدي لزيادة الطلب عليها ثم زيادة الأسعار لها.
- الظروف الطبيعية لبعض الدول مثل الفيضانات أو الجفاف أو الزلازل وتؤثر على الإنتاج والمحاصيل الزراعية.
- ضعف العملة النقدية لبعض الدول وحدوث تضخم بها نتيجة ضعف القيمة الشرائية للعملة وانخفاضها.
- زيادة الضرائب والرسوم الخاصة بالسلع والمنتجات الذي يؤدي لزيادة أسعارها في السوق المحلي.
- تعتبر الزيادة السكانية الهائلة أحد أسباب زيادة الأسعار لأنها تقابلها زيادة في الطلب على السلع والاستهلاك.
- ضعف القوانين والتشريعات الصارمة من الجهات الرقابية المحلية لمواجهة جشع التجار وزيادة الأسعار.
كان منهج الصحابة -رضي الله عنهم- جميعا إذا زاد سعر سلعة ما رخصوها باستبدالها بغيرها وامتنعوا عن شرائها (وهو ما نسميه الآن مقاطعة السلع) وقد حصل ذلك في عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما زاد سعر الزبيب في مكة وقال الصحابة عن هذه الحادثة: غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى علي بن أبي طالب بالكوفة أن الزبيب قد غلا علينا، فكتب لهم علي: أن أرخصوه بالتمر (أي استبدلوه بالتمر) والذي كان متوفرا بكثرة في الحجاز وبأسعار رخيصة، فيقل الطلب على الزبيب ويرخص سعره، وهو منهج إسلامي قديم لا يعرفه الكثير من الناس.
لمواجهة موجة غلاء الأسعار يستحب اتباع الخطوات التالية:
- مراجعة بنود الإنفاق للاقتصاد قدر الإمكان وتخفيض الاستهلاك من الاتصالات والكهرباء والماء والوقود وغيرها.
- ترتيب الأولويات في الإنفاق حسب الأوضاع المصاحبة لغلاء الأسعار والتركيز على الاحتياجات الضرورية فقط.
- شراء السلع حسب الحاجة الأسبوعية وحبذا بنظام الجملة، والتنوع في الأكلات الرئيسة لتخفيض الأعباء المالية.
- عدم شراء السلع غير الضرورية وتأجيل ذلك لحين انخفاض أسعارها وإيجاد سلع بديلة بأسعار أقل وجودة مقبولة.
- الحرص على التقليل من فائض الطعام والمتابعة لتقليل الشراء منه في المرات المقبلة وتوفير الأموال المهدرة.
- الاعتماد على الأكل الصحي مثل الخضار والفواكه والتقليل من اللحوم والأسماك والدجاج ومنتجاتها قدر الإمكان.
- تدريب الأهل والأبناء وتعليمهم على منهج المقاطعة للسلع عالية الأسعار لتنظيم حياتهم المستقبلية ونجاحها.
- الإبلاغ عن كل تاجر يمارس نظام رفع الأسعار بطريقة غير قانونية لإدارة حماية المستهلك لأخذ اللازم.
وقصة الرسول عليه الصلاة والسلام مع الأسودين تثبت لنا أن الإنسان لا يموت من تقليل الطعام أو الاعتماد على طعام واحد لفترة من الزمن بل قد يكون ذلك مفيدا له في إجبار بعض التجار ومواجهة جشعهم بتخفيض الأسعار والمحافظة على رشاقة الجسم والبعد عن السمنة وأمراضها والتحكم في الموارد المالية والمصروفات، والقصة وردت في الصحيحين عن عروة بن الزبير وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة (ابن أختها): «ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين؛ وما أوقدت في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار، فقلت: يا خالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيران من الأنصار، كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ألبانهم، فيسقينا»
ويظهر لنا من الحديث زهد النبي -عليه الصلاة والسلام وآله- في الدنيا والصبر على التقليل من متاعها الفاني وأخذ الضروري من العيش لعبادة الله وإيثار الآخرة على الحياة الدنيا وشهواتها الزائلة.
وختاما لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الإنسان هو الوحيد القادر على مواجهة هذا الجشع من بعض التجار الذين لا ينظرون إلى الشعب وخاصة ذوي الدخل المحدود، فالإنسان لا بد أن يعرف أن التاجر بدون مستهلك لن ينجح بل قد يتكبد خسائر فادحة خاصة في السلع الغذائية ذات الصلاحية المحدودة، وأن بإمكانه إجبار التاجر على تخفيض أسعار السلع وعودتها إلى أسعارها الطبيعية كما كانت سابقا بل قد تكون أقل، ولعل حادثة أسعار البيض في الأرجنتين ومقاطعته من الشعب الأرجنتيني التي أجبرت تجار البيض إلى تخفيض سعره إلى 75% بعد تراكم البيض وفساده في الأسواق كانت خير دليل لنا في ذلك ودرسا لا بد أن يعرفه كل تاجر جشع لا يخشى الله في عباده ويتعلم منه كل فرد في هذا المجتمع الصالح.