بندر الزهراني

الإداري الناجح مطلب الجامعات العالمية!

السبت - 28 مايو 2022

Sat - 28 May 2022

نادرا، ونادرا جدا، ما أتحدث عن مسؤول أكاديمي بعينه، خاصة إذا ما كان على رأس العمل، أو أنني أتناول نجاح إدارته بشكل محدد، لا لشيء، إلا لإيماني العميق بأن المسؤول الذي ينجح في عمله إنما هو يؤدي واجبا يراد تحقيقه، أو نجاحا هو ثمرة الوظيفة التي يحظى مقابلها باستحقاقات مالية أو مزايا معنوية، وما يحققه من إنجازات ونجاحات إنما هو من بديهيات نيل الثقة للقيام بمهام هي في المقام الأول مهام وطنية، وإذا ما ذكر الوطن ذابت الأمجاد الشخصية، وتبارى المخلصون في خدمته، ورفعة شأنه، والذود عن حياضه.

إلا أن المسؤول الأكاديمي الذي أخص نجاحه بالحديث، وأتناول شخصيته بالذكر والإشادة، هو في الواقع شخصية استثنائية، وغير عادية، قال له الملك سلمان ذات يوم (يا سعود أنت مكانك الدولة)، فكان وزيرا للدولة، وعضوا بمجلس الشورى، وأمينا عاما لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، نجاحه مع طلاب وطالبات موهبة في أتلانتا بمسابقة (آيسف) هذا العام كان نافذة حقيقية لتسليط الضوء على أسلوب إدارته المتميز، وفكره الإداري الناجح.

لا أعرفه عن قرب، ولم أقرأ له من قبل، لا كتابا أو مقالا، أو حتى تغريدة، ولم أتابع له لقاء تلفزيونيا، أو أسمع له حوارا إذاعيا، والسبب أن هذا الرجل رغم مناصبه العديدة، وخبراته الطويلة، لا يبحث عن مناصات الظهور، ولا صخب الجمهور، استضافه خالد السليمان (في العلن) واستضافه عبدالله المديفر في (الليوان)، وفي اللقاءين كان ثابتا متزنا، وصاحب رؤية واضحة، ومفردة متزنة وناضجة، وذا شخصية سهلة ومتواضعة، في استحضاره للماضي العصيب قوة دافعة، وفي حديثه عن المستقبل زهو الواثق بأدائه، والمطمئن لنجاحه، والمتفائل بجودة أدواته، ورسوخ عوامل تفوقه وامتيازه.

بدأ عمله مع موهبة قبل خمسة أعوام، أو ربما أكثر، فأصبحت موهبة حديث المواطن البسيط، ونقطة حواره، ومصدر فخره واعتزازه، بل وحديث كل المواطنين في قرى وهجر المملكة، قبل مدنها وحواضرها، فضلا عن تواجد موهبة في أعرق الجامعات الأمريكية، ومنافستها عباقرة العالم من العلماء الواعدين، لقد خلق هذا الرجل بإدارته الناجحة، ونظرته الثاقبة، اسما حقيقيا لأبنائنا وبناتنا في هذا المجال، بعيدا عن البروباغندا الشخصية والفقاعات الإعلامية، أو بريق التصنيفات الخداعة.

والملاحظ أنه بعد كل هذا النجاح الباهر، والتميز المتلاحق، لم ينسب الفضل لنفسه، أو يتظاهر به عن غيره، بل أرجعه لأهل الفضل بعد الله عز وجل، وأشاد بما لمسه من دعم ورعاية للموهوبين والمبدعين من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، ولم ينس في خضم الفرحة والابتهاج دور الملك عبدالله والأمير سلطان -رحمهما الله- في مراحل تأسيس موهبة ورعايتهما لها، وما بذلاه في سبيل إنجاحها واستمرار عملها، ودائما ما يشجع ويثني على العقول الوطنية الواعدة.

موهبة حيث تنتمي، قصة لا تنتهي، هكذا هي رؤيتها، بخلاف رؤى وأحلام الآخرين، رؤيتها هي في الواقع خطة عمل رائدة، وخلطة نجاح سرية تتمازج فيها العقول المبدعة مع فنون الإدارة الواعية، هي ليست شعارات براقة، ولا أضغاث أحلام عابرة، موهبة لا تفرق بين صغير وكبير، أو بين ذكر وأنثى، ولا تقيم للأيدولوجيا والفوارق الاجتماعية مقاما ما دام أن الموهبة حاضرة، إنها أيقونة النجاح وسر التفوق، بل هي أوركسترا الحياة وأناشيد الخلود.

من وجهة نظري المتواضعة، أرى أن الجامعات بحاجة ماسة لمثل هذا القائد الناجح، وأرجو أن نراه يقود إحدى الجامعات الكبرى، رئيسا لها أو لمجلس أمنائها، أو قائدا لمنظومة التعليم الجامعي والبحث العلمي، لم لا! إنه موهبة، ويمتلك مفردات النجاح ومفاتيح التميز، وهذا الذي نحتاجه ونبحث عنه في الجامعات، لا قصورا في أداء المسؤولين الحاليين، ولكن تميزا في أداء الناجح الموهوب سعود سعيد المتحمي، وبلادنا -ولله الحمد- دائما ولادة بالمبدعين الموهوبين على مر السنين، وعظيمة بقادتها العظماء، ورجالها المخلصين الأوفياء.

drbmaz@