لم يكن يعجبني "خالد عبدالرحمن"

صادفت قبل عدة أيام لقاء تلفزيونيا مطوّلا لقناة الصحراء مع الفنان «خالد عبدالرحمن» في مخيمه الخاص وسط النفود، شاهدت اللقاء كاملاً بالرغم من أنني لست مهتمة عموماً بالموضوعات التي دار حولها اللقاء كالصيد والمقناص والسلاح والقصيد والتخييم والهوايات البرية، كما أنني لست معجبة بالفنان خالد عبدالرحمن ولم أعتبر نفسي يوماً من جمهوره ومستمعيه..إلا أن اللقاء أثار اهتمامي وأجبرني على المتابعة إلى آخر الحلقة.

كان الحديث ذا شجون كثيرة، وكان المذيع هو الرجل الملائم لهذا اللقاء..الإعلامي والشاعر «زبن بن عمير» كان متمكناً جداً من محدثه..مُلمّا بنوعية الموضوعات التي كان يتحدث عنها بشغف واضح، فاهماً مفردات وتفاصيل اللهجة البدوية التي طغت على أحاديث اللقاء، وأفكار البيئة الصحراوية التي أحاطت بأجواء الحوار.

ما أعجبني في هذا اللقاء ليس فقط عفويته وبساطته وبعده عن رسميات وفرقعات اللقاءات التلفزيونية، ولكنه أماط اللثام عن شخصية جميلة ومواهب لم أكن أعرفها عن «خالد عبدالرحمن» من قبل، وأعتقد أن من لا يتابع خالد عبدالرحمن ولا يهتم به سيغير رأيه بعد هذا اللقاء.

أخلاق وثقة هذا الفنان الكبيرة بنفسه وشخصيته المرحة المتواضعة جعلتني وبشكل فاجأني أستمع لأغانيه وشيلاته وكأني أعرف صوته لأول مرة..وهذا أمر يمكن الحديث عنه على نحو موسع في زوايا أخرى..المراد أن اللقاء أوصلنا إلى مناطق جديدة وغامضة.

هناك مقابلات قليلة مع النجوم العرب الكبار، أخرجت أجمل ما في دواخلهم..وكشفت الستار عن جوانب طريفة أو مثيرة عن شخصياتهم، وأصبحت هذه المقابلات بصمة في ذاكرة وتاريخ الفن، وتحولت إلى مرجع ومحور لأحاديث الصحافة لسنوات وسنوات..هذه المقابلة المميزة مع خالد عبدالرحمن، ستكون واحدة منها بلا شك.