فاتن محمد حسين

عكاظ الدهشة والإبهار.. ماذا نريد منه؟

مكيون
مكيون

الاثنين - 15 أغسطس 2016

Mon - 15 Aug 2016

في حلة بهية متجددة دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة حفل افتتاح سوق عكاظ العاشر الثلاثاء 6/‏11/‏1437 والذي أدهش وأبهر الجماهير التي حضرت وشاركت وشاهدت الحفل عبر أجهزة التلفزة عن طريق قناة MBC. فقد أراد المخرج الفذ إبراز الماضي بلوحة متجددة عبر رقصات تراثية أكروباتية. ثم لوحة رمزية تحكي رؤية 2030 لحمَامَات سلام تتراقص في لوحة بانورامية تختال ألقا لتجسد صورة خالدة.. إنه بالحب نحقق الرؤى والتطلعات.



وبالرغم من استحداث صورة جديدة للتكريم وهو أسلوب متبع في بروتوكولات اجتماعية وثقافية وعلمية متعددة؛ وهي أن يكرم مبدع سابق مبدعا جديدا ولكنه أسلوب لم يرق للبعض.. إذ إن التكريم الحقيقي - من وجهة نظرهم - هو أن تكون الجائزة من يد سموه الكريم فهو الشاعر المبدع، والفنان.. وأمير المنطقة.. وهذا تشريف لهم.



كما جاءت كلمة سموه المتضمنة مفاجأة رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - وهو على جادة عكاظ يوجهه بنقل تحياته لحضور هذه التظاهرة الثقافية الأدبية، وقد كانت لفتة جميلة من القائد سلمان العظيم لتبرهن أنه قريب من شعبه رغم بعد المسافات.. وكما جاء في كلمة الفيصل: «الكل من حوله في فتن الحروب مشغول وهو يكرم إبداع العقول في ساحة فكر لا ميزة فيها لعربي على عربي إلا بالإبداع». فما أجمل هذه الكلمات التي توحد الأمة العربية وتقارب بين مكوناتها الثقافية..



وقد ختم سموه كلمته بعبارة تعريفية لعكاظ قائلا: «مرحبا بكم في عكاظكم الجديد.. عكاظ الماضي رمزا.. والحاضر فكرا.. والمستقبل أملا». وكأنه يرد على من يظن أن «عكاظ» مهرجان تراثي تقليدي يحاكي الماضي. لأنه لم ير مشاريعه الجديدة والتي من أهمها (عكاظ المستقبل) الذي يعنى بالإبداع العلمي التقني وفي كافة المجالات. وما شاهدته شخصيا من شباب وشابات يبدعون ويبتكرون وبكل ثقة يتحدثون.. عرفت أن هذا الجيل لو أعطي فرصا لتنفيذ وتسويق إبداعاته فإنه حتما سيقود دفة التطوير.. والتحول الوطني 2020م.



ومع ذلك جميل أن يبقى عكاظ محافظا على رونقه التاريخي من خلال مسرحيات الجادة التي تعنى بقصص تاريخية وتقديم أفذاذ الشعراء العرب، ورعايته للغة العربية والخط العربي وتقديم الموروث الحضاري للأجيال الجديدة بحلة بهية من منظور قيمي وفعاليات جاذبة.



هناك الكثير مما في جعبتي من انطباعات جميلة خرجت بها من هذه التظاهرة الثقافية، ولكن لأن سمو الأمير خالد الفيصل لا يحب الثناء والمدح - على خلاف غيره من المسؤولين- فقد قال: «أحتاج إلى آرائكم قبل ثنائكم»، فليسمح لي سموه الكريم ببعض المقترحات وهي:

* توفير عربات كهربائية ومسارات سواء للفرد الواحد أو لمجموعة (سيارة الجولف) للتجول (لكبار السن) فالجادة طويلة، وبعض منهم أخبرني أنهم وصلوا إلى منتصف الجادة ثم عادوا لمنازلهم.. مع أن لديهم دعوات لحضور حفل الافتتاح، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى مقر الحفل لأنه في نهاية الجادة.

* كما أرى ضرورة توفير شاشات كبيرة على الجادة للعروض المسرحية، بحيث إن جميع من في الجادة يستمتع بالعرض المسرحي وخاصة الذي يُبث من المسرح فليس من المعقول أن يكون بثا حيا للعالم، ومن في الجادة لا يرى العرض!

* يا ليت يتم التنسيق مع معالي محافظ الطائف لتوجيه (بلدية العرفاء).. بتمهيد الراكمات الترابية في المنطقة وسفلتتها، وعمل مداخل منظمة وبلوحات إرشادية، ومواقف للسيارات مرقمة بالأسلوب العالمي في ترقيم المواقف.. ومن حق رواد الجادة الدخول والخروج بسهولة فلا يشوب المتعة منغصات بإمكاننا تلافيها.

* ضرورة تنظيم المرور، وأن تكون هناك مسارات للدخول وأخرى للخروج، لأن ذلك يقلل من بقاء الناس لساعات طويلة للخروج من أنفاق الفوضى المرورية.

* لا بد أيضا من توفير عدد أكبر من دورات المياه وبمواصفات الجودة والإتقان، وكذلك توفير مصليات نسائية ورجالية.



أن رؤية تحويل (الطائف إلى مدينة في حديقة)، حتما ستأخذ طريقها للواقع بتضافر جهود سموكم الكريم وجهود سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للارتقاء بهذه المرافق السياحية الحيوية والتي ستحقق قفزة نوعية للاقتصاد الوطني، فالسياحة الثقافية والتاريخية والدينية في بلادنا مصدر لا ينضب معينه.