شاهر النهاري

هل فات علينا حلم زيارة القدس؟!

الاثنين - 15 أغسطس 2016

Mon - 15 Aug 2016

منذ نعومة أظفاري وأنا أتأهب لزيارة القدس، بعد أن يزول اليهود الصهاينة عن أرضها، التي بارك الله حولها.



ممانعات حكومية عربية كانت، وممانعات شعبية عارمة ظلت طاغية، بتهمة لكل من له رؤية ثانية ببيع الثرى، وخيانة الوطن والعرض والانحياز لليهود في قضية عربية مصيرية، لا تقبل القسمة على عدوين!.



وخلال العقود الماضية، ارتحل عن دنيانا ملايين الحالمين، وارتحلت معهم أحلامهم، وكم من حجارة وفدائيين، وجدران وطلقات، وحدود ومعتقلات، ومستعمرات ودمار، وكم من حزن وشتات أصاب الفلسطينيين أنفسهم، فيرحل من له حيلة منهم لمهجر كريم، أو مهين، وتبقى أعينهم تهتز بحلم يغادر أمانيهم قبل صحوهم.



وفي هزة زمانية، صعقتنا معاهدة كامب ديفيد، وعظمت الشقوق بيننا عمقا؛ ولو أنها ظلت على الورق، فلا الحلم تحقق، ولا الشعوب الأبية كسرت معاهدة كرامة عاشتها، والتزمت بها روحا، فلا دخول للقدس، إلا بانتصار عظيم موعود.



إشاعات تسمع هنا، وتبرق فلاشات هناك، وعلاقات تجارية وسياحية، وترتيبات سياسية وعسكرية تديرها إسرائيل من تحت وفوق الطاولة مع بعض الأيدي العربية، والإسلامية.

ويزداد التعتيم بإنكار الواقع، فكأن الحلم يستمر سرابا يعز على أجفان الحالمين.



وهنا يتبادر إلى ذهن الوعي السياسي المعصوف سؤال من الأهمية بحيث إن إجابته قد تختلف، وتتشكل، وتتفرع، لتخلق بيننا غابة جديدة من التساؤلات، التي نحيا بين كثيف أغصان أشجارها.

فمن له الحق يا ترى في اتخاذ قرار الصلح مع اليهود من عدمه؟.

هل نقول إنه الشعب الفلسطيني، رغم أن جزءا كبيرا من أفراده يتواجدون ويعملون بانكسار وبشكل يومي في المناطق المحتلة!.



هل نقول الحكومة الفلسطينية، وأيهما، وكم سيحتاج بعد ذلك من سنوات الخلاف والشتات!.

أم نقول بأن الحلم حق معلوم لكل عربي ظل متمسكا بحلم دخول القدس، ولو في زيارة خاطفة للحرم الثالث!.

أم نحدد بأن الحكومات العربية كاملة لها حق التصويت باتخاذ القرار، والموافقة على أحوال تحقق الحلم وأركانه.

حيرة، فهل الحق في القرار يرجع لأصحاب الحق، أو لدول المواجهة، أو دول المعاهدة، أو للدول التي تسعى لمصالحها التجارية، أو لتلك التي تتراخى حتى عن التفكير في الحل؟.



وأخيرا ربما يأتي من يقول بأن الموافقة يجب أن تشارك فيها كل الشعوب الإسلامية، ولو عن طريق حكوماتها، وهذا ما سيجعل كثبان السراب تتحول إلى جليد.



جهات متشعبة متناقضة يصعب تجميعها، وتنافرها يشكك في مدى جدية وأحقية الحلم، ويوما بعد يوم تفقدنا اليقين بإمكانية حدوثه، خصوصا مع وجود من يتقدمون في الخفاء، لنيل بعض حلمهم، ثم إنكار حدوثه، وكأننا نحتاج إلى ألغاز جديدة تثبت لنا استحالة وجود الحلم.



ختاما لا أتخيل كيف كان سيستمر الكون بالدوران دون أن يصلي «فريد الكابوس» أنور عشقي بالمصلين في المسجد الأقصى!؟.



[email protected]