فواز عزيز

أيام الماعز.. والاتجار بالبشر

تقريبا
تقريبا

الاثنين - 15 أغسطس 2016

Mon - 15 Aug 2016

عاد «نجيب» إلى بلاده هربا من قسوة «شخص واحد» في الخليج وتحديدا في السعودية. بعدما كان يطمح ويحلم بالعمل في الخليج لتحسين معيشته كما يفعل كثير من بني جلدته. عاد «نجيب» إلى أهله ليروي معاناته القاسية وهروبه من «رب العمل» إلى «السجن» ليقول: «سجنت نفسي رغبة في الحياة..». كان يروي لأهله بأن أسعد أيامه في السعودية قضاها في السجن الذي دخل بابه برغبة منه وإلحاح ليرحل إلى أهله.. وقال مقطوعات من المديح والثناء على «سجوننا» التي هرب إليها من بطش «أحدنا»..!



أحاديث العامل الهندي «نجيب» وصلت إلى أذن الروائي الهندي «بنيامين» الذي يعمل في إحدى دول الخليج. فحولها مع بعض المبالغات إلى عمل روائي بعنوان «أيام الماعز». راجت الرواية بشكل كبير حتى تجاوزت 75 طبعة في لغتها الأصلية، وطبعت بعدة لغات منها الإنجليزية ثم العربية. ورشحت إلى عدة جوائز داخل وخارج الهند. ووضعت في المقررات الدراسية في بعض الجامعات والمدارس الثانوية بالهند..!



«أيام الماعز» رواية بطلها «نجيب» الذي جاء ليعمل في السعودية. وكتبها الروائي والأديب الهندي الذي عمل في البحرين 21 عاما. وترجمها إلى العربية «سهيل الوافي» أستاذ اللغة العربية المولود في كيرلا بالهند ويعمل مترجما في قطر..!



لكثير من الأشقاء الهنود قصص كثيرة وجميلة بعدما عاشوا حياة كريمة في الخليج. ومنهم الروائي والمترجم وكثير ممن روى عليهم «نجيب» قصته المهلكة في الخليج؛ إلا أن الحقيقة تقول إنه بإمكان «شخص» واحد أن يشوه صورة بلد كامل. ويرسم أسوأ صورة لشعب كامل..!



تذكرت رواية «أيام الماعز» التي طبعت بالعربية عام 2014 بعدما طبعت بالإنجليزية عام 2008، تذكرتها حين شاهدت صورة لإحدى شركات «استقدام العمالة المنزلية» تعرض العمالة في سوق تجاري أمام المتسوقين، وكأن «البشر» أصبحوا سلعة تباع وتشترى. وهذا الحدث سيزيد صورتنا سوادا في أعين الآخرين، بينما نحن لسنا كذلك..!



وزارة العمل وعدت بمحاسبة شركة الاستقدام التي عرضت العاملات المنزليات بالسوق. ونحن ننتظر محاسبة تغسل تلك الصورة السيئة التي رسمتها مطامع التجارة عنا. وإلا فنحن موعودون برواية أخرى..!



(بين قوسين)

صورتنا الحقيقية هي أن الشعب هو من حارب «الاتجار بالبشر» وهذا التصرف السيئ قبل وزارة العمل، التي جاءت تفاعلا مع ردة فعل الناس.



[email protected]