محمد الصادق

نفتخر بجيل آيسف لا مشاهير الأسف!

السبت - 21 مايو 2022

Sat - 21 May 2022

بداية أود أن أبارك لـ35 بطلا من أبطال آيسف الذين شرفونا عالميا بعد المنجز العظيم الذي استطاعوا تحقيقه من خلال 22 جائزة عالمية نظير جهودهم في مجال العلوم والهندسة وغيرها، لن أذكر اسما وأترك آخر فجميعهم صنعوا فرحتنا ورفعوا رؤوسنا وجعلونا نتباهى بهم وبوطننا العظيم، أريد أن أكون معكم في غاية الصراحة، لقد بكيت وأعلم لست وحدي، ولكن أنا لم أبك مثلكم على المقاطع التي انتشرت لفرحة الطلاب والطالبات في المعرض بل بكيت وأنا أنظر لمقطعين للأمير محمد بن سلمان، الأول وهو يقول «همة السعوديين مثل جبل طويق» والمقطع الثاني «المواطن السعودي لا يخاف»، شعرت بأن ثمة شيئا داخلي تحرك وكأن هناك صوتا داخليا يقول انظر كيف وثق هذا القائد بشعبه وكيف هم استجابوا له.

الشعب السعودي يثبت يوما بعد يوم أنَه شعب لا يؤمن بالمستحيل وقادر على أن يجعل الأحلام حقيقة بعزيمته وإصراره، لدي إيمان حقيقي بأننا شعب لا ينقصه شيء لكي يكون رقم واحد في العالم وهذه ليست أحلام وردية، إنما هي مسألة وقت لا أكثر.

ما فعله أبناؤنا في آيسف ما هو إلا رسالة واضحة للعالم بأن هناك جيلا سعوديا قادما شغوفا بالمعرفة لا نهاية لطموحاته، بعد الإنجاز الذي تحقق ظهر هاشتاق على تويتر بعنوان #سعوديون_ينافسون_العالم وقلت أنا هذا عنوان اليوم، أما غدا ستتغير المعادلة وسيكون الهاشتاق

#العالم_ينافس_السعوديون، أنا لست مبالغا في أوصافي ولكنني أزعم بمعرفتي بقدرات أبناء وبنات وطني، فهم أينما تواجدوا حلقوا بالشعار الأخضر فوق هام السحب وتغنوا بكلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن على ألحان وصوت أبونورة.

أما المسألة الأخرى التي أريد أن أتحدث عنها اليوم هي ما يفعله الأيام الأخيرة بعض «مشاهير الأسف» وليس الفلس كما يطلق عليهم عامة الناس، فهؤلاء حق علينا أن نعتذر لأبصارنا وآذاننا على ما نراه ونسمعه منهم بقصد أو غير قصد، إن ما أصبحوا يقدمونه على مواقع التواصل

الاجتماعي تجاوز مرحلة الضرر الموقت وانتقل إلى مرحلة الأضرار على المدى البعيد من حيث التأثير على تفكير الجيل القادم وأخلاقه وقيمه، وإذا اندثرت الأخلاق علنا نقرأ الفاتحة حينها على سلامة المجتمع، لنفترض أن هؤلاء المشاهير لم يردعوا بطريقة أو بأخرى فهل نستسلم؟ هل

نجعلهم يحققون أهدافهم دون أن نفعل شيئا؟

بالطبع لا، بل لا بد أن نستشعر نحن المسؤولية الذاتية اتجاه أنفسنا وأبنائنا، وأن ندرك بأن المرحلة الحالية هي مرحلة صعبة من حيث المواجهة لتيار الأفكار اللأخلاقية، ولا يمكن أن يتم التصدي لهذا الطوفان إلا عن طريق لغة الحوار مع الأبناء والحديث معهم بوضوح وشفافية مطلقة بعيدة

كل البعد عن مقص الرقابة لكي يستطيعوا أن يدركوا ما مدى خطر هؤلاء المشاهير الفارغين الذين لا يمتلكون أي معايير أخلاقية.

ولو كنت تريد أن توضح لأبنائك الفرق بين الثرى والثريا فأنت اليوم تمتلك أحدث وأجمل وأبسط مثال أمام عينك، ألا وهو الفرق بين مشاهير قلة الأدب والإسفاف وبين أبطال آيسف، واجعل أبناءك من بعد ذلك هم من ينظرون بأنفسهم لنظرة المجتمع اتجاه هؤلاء وأولئك، وأنا أراهن على

أنهم من بعد ذلك هم سيقولون لك بأعلى صوت نحن نفتخر بجيل آيسف لا مشاهير الأسف فالفرق تفكرناه بعقولنا.

@Alsadiq20m