ياسر عمر سندي

رفقا بالرجاجيل

الخميس - 19 مايو 2022

Thu - 19 May 2022

من المتعارف عليه أن شهر شوال من أكثر الشهور تثاقلا في حركته؛ وبمجرد انتهاء أيام العيد والعودة إلى الأعمال يقوم الموظف بحساب الأيام بل الساعات ويمني النفس يوما بعد يوم لعله يستبشر برسالة نصية من البنك تسعده بأنه تم إيداع راتبه الشهري؛ بزعمي أنها رسالة تثلج صدره وتشعره بالفرح أكثر من فرحة أبنائه بالعيد.

أفسر ذلك المشهد من خلال سلوكين الأول مالي والآخر نفسي؛ الصرف العشوائي على المشتريات من الأساسيات والكماليات على المواد الغذائية والكسوة وتغيير الأثاث المنزلي وما يتبعه من العيديات في مدة شهر تقريبا والتي تتم بسرعة الأرنب في انطلاقه؛ بالمقابل يستشعر الموظف أن ما يليها من أيام وكأنما تمشي على ظهر سلحفاة.

قد يؤيدني البعض وقد يخالفني الآخرون بأن هذه هي الثقافة الدارجة في رمضان والعيد والتي اعتادت عليها أي أسرة صغيرة أو عائلة كبيرة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.

منذ سنتين وتحديدا في فترة جائحة كورونا لاحظنا أن هنالك اختلافا كبيرا في الثقافة العامة بين ما اعتادت عليه الأسر والمجتمعات من مصروفات محددة ومقننة وحسب الحاجة وبين هذا العام من استهلاك يزيد عن قدرة ذوي الدخل المحدود خصوصا أولئك الذين يعتمدون على مصدر دخل واحد وهو الراتب الشهري لرب الأسرة.

قال عليه الصلاة والسلام «ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه».

يحتاج أولياء الأمور والآباء ومن هم مسؤولون عن الصرف إلى ذلك اللين في الطلب والترفق في المطالب؛ هنالك بعض الأسر لديها عدد من الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة وبطبيعة الحال فإن لديهم احتياجات مدرسية تتطلب تخصيص ميزانية لذلك؛ وهنالك ضروريات معيشية مثل الأكل والشرب؛ ولا يخلو الأمر من مصروفات إلزامية مثل إيجار المنزل وتسديد فواتير الكهرباء والماء والهواتف النقالة لأفراد الأسرة بالإضافة إلى ميزانية وقود السيارة وراتب العاملة المنزلية والسائق وربما لديهم من يعولون برا بآبائهم وأمهاتهم أو أخواتهم وإخوانهم لمساعدتهم بمبالغ شهرية تعينهم؛ وغيرها من البنود في قائمة التسديد التي تشغل بال رب الأسرة.

رفقا بهم فهم يحاولون إسعاد من حولهم؛ ولكن بالمقابل يحتاجون إلى التقدير بالنظر في إمكاناتهم المحدودة والبعد عن المطالب التكميلية التي يمكن تأجيلها وتقديم تلك الأساسية التي لها الأولوية القصوى لديمومة الحياة الكريمة.

يجب على الأسر والمجتمعات في الخليج وفي العالم العربي أجمع فهم واستيعاب ثقافة الصرف والادخار خصوصا في المواسم الدينية مثل رمضان والعيد، وكذلك ما هو قادم خلال شهر ونصف تقريبا لموسم عيد الأضحى المبارك وما يتبعه من تخصيص ميزانية أخرى لتلك الفترة التي ترهق كاهل رب الأسرة.

ترفقوا بالرجاجيل ولا تجبروهم على الاقتراض وتحميلهم الديون فوق طاقاتهم.

Yos123Omar@