سعود التويم

مطار الملك عبدالعزيز والحلول المؤقتة

الأربعاء - 18 مايو 2022

Wed - 18 May 2022

عادت مؤخرا مشكلة تكدس المعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز تبرز مرة أخرى رغم توفر الإمكانات التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للمعتمرين، ومن آلية تنظيم مغادرتهم مقار سكنهم بمكة المكرمة إلى المطار، وتطور استراتيجية العمل التي تمنح إدارات المطارات السعودية مرونة واستقلالية أكثر من السابق. إن الحدث الذي طرأ مؤخرا مؤلم جدا علينا كشعب وقيادة تفتخر بخدمة ضيوف الرحمن وتتفانى في خدمتهم قيادة وشعبا.

والسؤال الذي يفرض نفسه؛ لماذا تبرز هذه المشكلة الآن في ظل الظروف المتطورة والإمكانات الهائلة، وانتقال عدد كبير من شركات خطوط الطيران الأجنبي إلى صالة المطار الجديد؛ مما خفف العبء على صالة الطيران الأجنبي.

ما حصل مؤخرا لا يعفي إدارة مطار الملك عبدالعزيز عن كامل المسؤولية ولا هيئة الطيران المدني فيما حصل، وفي هذه المساحة المحدودة لسنا بصدد استعراض تفاصيل المشكلة التي طرأت سواء كانت إدارية أو تنظيمية، فالمشكلة قد حلت وأصبحت من الماضي.

والآن كيف لنا رسم استراتيجية جديدة لتفادي وقوع أي مشكلة في المستقبل؛ سواء كانت في الحسبان أو مفاجئة في ظل الإمكانات المتميزة في التشغيل والإدارة.

تأتي اليوم رؤية المملكة مسرعة لحلحلة كافة المشاكل والتعقيدات التي تحد من انطلاقة المؤسسات الحكومية في تنظيماتها وتداخلاتها وتعقيداتها مع العديد من الوزارات الأخرى، لقد تحولت الإدارة الحكومية في المطارات الدولية في السعودية إلى شركات تتمتع باستقلالية القرار وخطط

العمل، وقد أحسنت هيئة الطيران المدني بتكوين مجلس إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي والذي ضم كوكبة من الخبرات والمهارات الإدارية والاقتصادية التي من شأنها تعزيز نجاح ومكانة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.

لا ينعكس النجاح التجاري على التشغيل الإداري فقط، بل إن نجاح مغادرة الركاب في وقتهم بسلام آمنين هو جل اهتمام قيادة البلاد.

ربما في المستقبل قد تطرأ حوادث ومفاجآت في تشغيل بعض شركات الطيران مما قد يعزز فرضية ظهور مشكلة تكدس الركاب مرة أخرى، وبأي صورة كانت دون أن يكون هناك قصور من إدارة المطار المتعاقبة.

يتمتع مطار الملك عبدالعزيز بمساحة هائلة تساعد هيئة الطيران المدني على إطلاق سلسلة من المشاريع التشغيلية كمراكز إيواء وخدمات فندقية قادرة على امتصاص أي ظرف لشركات الطيران دون ظهور التكدس السلبي أمام المطار وتحميل نفقات سكن الركاب على شركات الطيران

المتخلفة، وتعزز أيضا الموارد الخاصة للهيئة مع وجود مدينة الملك عبدالله الرياضية في حرم المطار؛ إذ تحتاج الأندية إلى وجود فنادق قريبة من ملعب الجوهرة تسهل عليها الإقامة والمغادرة عن قرب.

إن الإدارة التنفيذية الجديدة لمطار الملك عبدالعزيز تحتاج إلى أذرع مهنية ذات خبرات في تشغيل المطارات، وعلى مجلس الإدارة أن يبني حصونا لمواجهة أي أزمة طارئة في المستقبل حيث تشهد صناعة الطيران تقلبات متغيرة ومفاجئة.