منهج البَرقَلعِي في حاشيته على الموشح مقارنة بحاشية الشريف الجرجاني عليه
الثلاثاء - 17 مايو 2022
Tue - 17 May 2022
تبارى علماء اللغة العربية في إثرائها، وكان من أدقِّ كتب اللغة العربية في نقل قواعدها كتاب الكافية لابن الحاجب، وقد شرحت الكافية شروحًا كثيرةً من أهمها شرح الموشح، ولقي كل من المتن والشرح رواجا كبيرا لعدة قرون، ومن التآليف والحواشي التي كتبت عليه حاشية البَرقَلعِي، الذي عاش في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، وهو عالم جليل لم يتطرق إليه أصحاب كتب التراجم والطبقات، مزج بين علوم اللغة وعلم المنطق والفلسفة، وكان من أتباع المدرسة البغدادية، فلم يميز بين لغات العرب، ووقف من القياس موقفا وسطا، احتج بالقراءات والأحاديث، كما أنه تأثر بالمنطق في التعليل بشكلٍ كبيرٍ، ومن الحواشي أيضًا حاشية الجرجاني، علي بن محمد بن علي، فيلسوف من كبار العلماء بالعربية، المعروف بالشريف الجرجاني.
في هذا المقال نعقد المقارنة بين حاشية البرقلعي وحاشية والجرجاني، ومن خلالها بدا علم البرقلعي قريبا من علم الشريف الجرجاني، مع العلم أن الشريف الجرجاني عالم مشهور معروف ذاع صيته، وقد ظهر اشتراك أسلوب البرقلعي والجرجاني في تدخلاتهما العقلانية في كل علوم اللغة.
الاستشهاد لدى البرقلعي
على الرغم من أهمية الاستشهاد إلا أنَّ البرقلعي كان قليل الاهتمام بالشواهد، استشهد الإمام البرقلعي -رحمه الله- في حاشيته من القرآن الكريم وقراءاته، وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما أثر عن العرب من أمثال وأقوال وأشعار، واستشهاده ليس محدودا بالقواعد النحوية، بل نراهُ أحيانا يذكر شواهد للغة والقواعد البلاغية أيضا، ولم يكتف البرقلعي بشواهد الموشح أو الكافية، وإنَّما أضاف بعض الشواهد إضافة لما وجد في الموشح، حيث استشهد بالقرآن الكريم بذكر الآية، أو جزء منها، وأحيانا لا يذكرها أبدا، مثل "كقوله تعالى أو "وقوله تعالى" أو "في قوله تعالى" ولا يأتي بالآية كاملة.
وقد استشهد على المعاني اللغوية بالقرآن، وبالمسائل النحوية والصرفية، وبالقراءات المتواترة، والأحاديث في مواضع قليلة، والأمثال، فكان أحيانا يشرح ألفاظها، ويبين دلالاتها، وكذلك بالشعر، وكان البرقلعي يناقش المسائل التي لم يناقشها الخبيصي، وفق ما يحتاجه الأمر من التفصيل أو الإيضاح، ذلك أن الحاشية لإتمام نقص أو تفصيل مبهم.
مصادر البرقلعي واستدلالاته في كتابه
كان البرقلعي يعتمد في نقل آراء المتقدمين على كتبهم مباشرة، لكن ليس على الإطلاق، بل كان ينقل عنهم بواسطة أحيانا، وكانت واسطته في نقل آراء النحاة الموشح، فيعتبر الموشح مرجعه الأول والأكثر، والعلماء الذين رجع إليهم البرقلعي في أثناء مناقشته للمسائل المختلفة، منهم النحاة واللغويون، ومنهم الأصوليون والرواة، كان على رأس نحاة البصرة "سيبويه"، فقد حرص على ذكر رأيه عند مناقشة أغلب المسائل، ومن علماء البصرة الذين ترددت أسماؤهم "عيسى بن عمر الثقفي" و"المازني"و"الأصمعي"، ومن علماء الكوفة: "الكسائي" و"الفراء"، ومن علماء بغداد: "ابن كيسان" و"الزجاج" و"الزجاجي" و"ابن درستويه (دستوريه)"، ومن نحاة الأندلس الذين ناقش آراءهم: "ابن خروف" و"الأندلسي"، وقد استقى من علماء الشرق ومنهم: "السيرافي" و"الفارسي" و"الزمخشري " و"ابن الأنباري"، وقد كان البرقلعي يقرن اسم العالم باسم كتابه أحيانا "كالكشاف للزمخشري"، و"البيضاوي في تفسيره"، كما كان يعنى بلغات القبائل.
قيمة حاشية البرقلعي ومنزلتها بين حواشي الموشح على الرغم من أن التعريفات عند البرقلعي نادرة أو معدومة، فقد اكتفى بالكلمات الغامضة في الموشح، إلا أنه جمع قواعد النحو وأسراره بشكل يدل على تعمقه في النحو واستكشاف لمخبآته وإحاطته به، ولا يستغني طالب التبحر عن إتقان ما اشتمل عليه حاشية الإمام البرقلعي على شرح الكافية من المباحث اللطيفة والفوائد الشريفة، أما فنيا فإن كان في شرحه غموض أو إبهام أو فكرة يبرزها مدعومة بالدليل النقلي والنظري، وكثيرا ما ظهرت شخصية وآراءُ المؤلف خلال كلماته التالية في كتابه الحاشية: ليس بمستقيم، بقوله: ليس له فائدة، ليس كذلك، ليس بقضية أصلا.
مقارنة حاشية الجرجاني بحاشية البرقلعي
- اتفق الكتابان في مضمونهما، فكلاهما يشرح مادة نحوية واحدة، أعني الموشح، كما أنَّ لهما الأسلوب والمنهج نفسيهما، بذكر عبارة ثم شرحها، وذكر شواهد تؤيد كلامهما.
- تطابقت في أحيان كثيرة شروح الجرجاني في حاشيته مع شروح البرقلعي، فجاءت الكلمات نفسها، كقوله: قيل ما يصح أنَّ يكون محكوما عليه. وغالبا ما تكون التعليقات بحرفيتها عند البرقلعي وعند الجرجاني.
- فصل الجرجاني في حاشيته كثيرا في مواضع كثيرة، ولم يفصل البرقلعي فيها، مثل ميزات الاسم والفعل، وأيد كلامه بأشعار، فقال الجرجاني: ميزات الفعل: الاستقلال والاقتران، وميزات الاسم الاستقلال وعدم الاقتران، وأيد كلامه بشعر، كقول الشاعر: إنَّ الكلام لفي الفؤاد.
- تجاوز البرقلعي: الأسماء المعربة بالحركات وإعراب جمع المؤنث السالم وإعراب غير المنصرف، وإعراب الأسماء الستة، بينما ذكرها مختصرة الجرجاني. وأحيانا أخرى فصّل البرقلعي في بعض العناوين التي بدت من خلالها شخصية البرقلعي، كما في وزن الفعل فللبرقلعي إضافات وتوضيحات أكثر من الجرجاني.
- ترك الجرجاني بعض العبارات وأوضحها البرقلعي، كقوله "فصل من جهة القيام والمراد منها" ولم يذكرها الجرجاني أبدا. وفصل البرقلعي في "لبيك زيد" واختصرها الجرجاني.
- أضاف الجرجاني مسائل لغوية لم تُذكر عند البرقلعي في حاشيته، كقوله: المصدر أصل لأنَّ الفعل يدل على المصدر مع زيادة، والعام جزء الخاص، حجة الكوفيين أنَّ الفعل يعمل في المصدر، والمعمول فرع العامل، ونوقض بأن الحروف تعمل في الأسماء. مخطوط حاشية الجرجاني.
- أضاف الجرجاني مسائل لغوية والخلاف فيها، أما البرقلعي فاكتفى برأيه في المسألة.
- خالف الجرجاني البرقلعي في بعض المسائل، فقال الجرجاني: لو نقل غير علم، أي من دون تحقق العلمية عند البرقلعي، وقال الجرجاني معرفة العرب أهم من ذلك.
- استشهد الجرجاني بشواهد قرآنية لم يستشهد بها البرقلعي، وكذلك انفرد البرقلعي بشواهد لم يذكرها الجرجاني، نحو جمع الكثرة من خلال شاهدين في القرآن {ثلاثة قروء} {توفى الأنفس}.
- استشهد الجرجاني بشواهد من الشعر وشرحها أحيانا، في حين لم يشرح البرقلعي أي شاهد شعري، كقوله من أطل ألقى عليه ظله.
- استشهد الجرجاني بأقوال ابن مالك ولم يحتج بها البرقلعي مطلقا.
بعض مزايا كتاب "حاشية البرقلعي"
يمتاز كتاب البرقلعي بأنَّه مختصر من غير إخلال، والاستدلال فيه قليل ونادر، والتعليلات غنية، حتى إنَّه استفاد من أقوال علماء المنطق والفلسفة، يعرض فيه المسائل واختلاف أئمة اللغة مع التطرق إلى المقارنة مع المذاهب الأخرى، فما زال البرقلعي يقارن بين آراء النحاة من أهل البصرة والكوفة مختارا لنفسه منها ما تتضح علله، وكثيرا ما يضم إلى ترجيحاته عللا كثيرة جديدة، عند البصريين والكوفيين جميعًا كقول البرقلعي: "عند البصريين وأما الكوفيون فمنعوا الأمثلة؛ لأنَّ المفسر في ثلاثة منها هو الفاعل، ولا يجوز أن يقدر قبل المفعول المقدم على الفعل، فلا يفسر ما هو مقدم لفظًا وليس بمقدم تقديرا"، ومما جاء في مخطوط البرقلعي: قوله "فإن المسطح عند أهل الحساب هو العدد الحاصل من ضرب عدد في مثله".
كما تميز الكتاب بالعبارة السهلة البعيدة عن التعقيد شأن كتب المتأخرين، وكثرة الفروع في المسألة الواحدة، وتنوعها، كما تعرض الكتاب لذكر أقوال أئمة اللغة، وقد تجنب البرقلعي الإكثار من الخلافات اللغوية.
إنَّ العلماء من قبل لم يكن اختصاصهم في علم من العلوم، بل في علوم شتى ومنهم الإمام البرقلعي -رحمه الله- وقد جمع بين تلك العلوم، مع صعوبة عباراته، خاصة أنَّ هذه الحاشية معقدة بعض الشيء، ولم لم يكن تحقيقها سهلا وميسرا.
Safaswsak.81@gmail.com
في هذا المقال نعقد المقارنة بين حاشية البرقلعي وحاشية والجرجاني، ومن خلالها بدا علم البرقلعي قريبا من علم الشريف الجرجاني، مع العلم أن الشريف الجرجاني عالم مشهور معروف ذاع صيته، وقد ظهر اشتراك أسلوب البرقلعي والجرجاني في تدخلاتهما العقلانية في كل علوم اللغة.
الاستشهاد لدى البرقلعي
على الرغم من أهمية الاستشهاد إلا أنَّ البرقلعي كان قليل الاهتمام بالشواهد، استشهد الإمام البرقلعي -رحمه الله- في حاشيته من القرآن الكريم وقراءاته، وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما أثر عن العرب من أمثال وأقوال وأشعار، واستشهاده ليس محدودا بالقواعد النحوية، بل نراهُ أحيانا يذكر شواهد للغة والقواعد البلاغية أيضا، ولم يكتف البرقلعي بشواهد الموشح أو الكافية، وإنَّما أضاف بعض الشواهد إضافة لما وجد في الموشح، حيث استشهد بالقرآن الكريم بذكر الآية، أو جزء منها، وأحيانا لا يذكرها أبدا، مثل "كقوله تعالى أو "وقوله تعالى" أو "في قوله تعالى" ولا يأتي بالآية كاملة.
وقد استشهد على المعاني اللغوية بالقرآن، وبالمسائل النحوية والصرفية، وبالقراءات المتواترة، والأحاديث في مواضع قليلة، والأمثال، فكان أحيانا يشرح ألفاظها، ويبين دلالاتها، وكذلك بالشعر، وكان البرقلعي يناقش المسائل التي لم يناقشها الخبيصي، وفق ما يحتاجه الأمر من التفصيل أو الإيضاح، ذلك أن الحاشية لإتمام نقص أو تفصيل مبهم.
مصادر البرقلعي واستدلالاته في كتابه
كان البرقلعي يعتمد في نقل آراء المتقدمين على كتبهم مباشرة، لكن ليس على الإطلاق، بل كان ينقل عنهم بواسطة أحيانا، وكانت واسطته في نقل آراء النحاة الموشح، فيعتبر الموشح مرجعه الأول والأكثر، والعلماء الذين رجع إليهم البرقلعي في أثناء مناقشته للمسائل المختلفة، منهم النحاة واللغويون، ومنهم الأصوليون والرواة، كان على رأس نحاة البصرة "سيبويه"، فقد حرص على ذكر رأيه عند مناقشة أغلب المسائل، ومن علماء البصرة الذين ترددت أسماؤهم "عيسى بن عمر الثقفي" و"المازني"و"الأصمعي"، ومن علماء الكوفة: "الكسائي" و"الفراء"، ومن علماء بغداد: "ابن كيسان" و"الزجاج" و"الزجاجي" و"ابن درستويه (دستوريه)"، ومن نحاة الأندلس الذين ناقش آراءهم: "ابن خروف" و"الأندلسي"، وقد استقى من علماء الشرق ومنهم: "السيرافي" و"الفارسي" و"الزمخشري " و"ابن الأنباري"، وقد كان البرقلعي يقرن اسم العالم باسم كتابه أحيانا "كالكشاف للزمخشري"، و"البيضاوي في تفسيره"، كما كان يعنى بلغات القبائل.
قيمة حاشية البرقلعي ومنزلتها بين حواشي الموشح على الرغم من أن التعريفات عند البرقلعي نادرة أو معدومة، فقد اكتفى بالكلمات الغامضة في الموشح، إلا أنه جمع قواعد النحو وأسراره بشكل يدل على تعمقه في النحو واستكشاف لمخبآته وإحاطته به، ولا يستغني طالب التبحر عن إتقان ما اشتمل عليه حاشية الإمام البرقلعي على شرح الكافية من المباحث اللطيفة والفوائد الشريفة، أما فنيا فإن كان في شرحه غموض أو إبهام أو فكرة يبرزها مدعومة بالدليل النقلي والنظري، وكثيرا ما ظهرت شخصية وآراءُ المؤلف خلال كلماته التالية في كتابه الحاشية: ليس بمستقيم، بقوله: ليس له فائدة، ليس كذلك، ليس بقضية أصلا.
مقارنة حاشية الجرجاني بحاشية البرقلعي
- اتفق الكتابان في مضمونهما، فكلاهما يشرح مادة نحوية واحدة، أعني الموشح، كما أنَّ لهما الأسلوب والمنهج نفسيهما، بذكر عبارة ثم شرحها، وذكر شواهد تؤيد كلامهما.
- تطابقت في أحيان كثيرة شروح الجرجاني في حاشيته مع شروح البرقلعي، فجاءت الكلمات نفسها، كقوله: قيل ما يصح أنَّ يكون محكوما عليه. وغالبا ما تكون التعليقات بحرفيتها عند البرقلعي وعند الجرجاني.
- فصل الجرجاني في حاشيته كثيرا في مواضع كثيرة، ولم يفصل البرقلعي فيها، مثل ميزات الاسم والفعل، وأيد كلامه بأشعار، فقال الجرجاني: ميزات الفعل: الاستقلال والاقتران، وميزات الاسم الاستقلال وعدم الاقتران، وأيد كلامه بشعر، كقول الشاعر: إنَّ الكلام لفي الفؤاد.
- تجاوز البرقلعي: الأسماء المعربة بالحركات وإعراب جمع المؤنث السالم وإعراب غير المنصرف، وإعراب الأسماء الستة، بينما ذكرها مختصرة الجرجاني. وأحيانا أخرى فصّل البرقلعي في بعض العناوين التي بدت من خلالها شخصية البرقلعي، كما في وزن الفعل فللبرقلعي إضافات وتوضيحات أكثر من الجرجاني.
- ترك الجرجاني بعض العبارات وأوضحها البرقلعي، كقوله "فصل من جهة القيام والمراد منها" ولم يذكرها الجرجاني أبدا. وفصل البرقلعي في "لبيك زيد" واختصرها الجرجاني.
- أضاف الجرجاني مسائل لغوية لم تُذكر عند البرقلعي في حاشيته، كقوله: المصدر أصل لأنَّ الفعل يدل على المصدر مع زيادة، والعام جزء الخاص، حجة الكوفيين أنَّ الفعل يعمل في المصدر، والمعمول فرع العامل، ونوقض بأن الحروف تعمل في الأسماء. مخطوط حاشية الجرجاني.
- أضاف الجرجاني مسائل لغوية والخلاف فيها، أما البرقلعي فاكتفى برأيه في المسألة.
- خالف الجرجاني البرقلعي في بعض المسائل، فقال الجرجاني: لو نقل غير علم، أي من دون تحقق العلمية عند البرقلعي، وقال الجرجاني معرفة العرب أهم من ذلك.
- استشهد الجرجاني بشواهد قرآنية لم يستشهد بها البرقلعي، وكذلك انفرد البرقلعي بشواهد لم يذكرها الجرجاني، نحو جمع الكثرة من خلال شاهدين في القرآن {ثلاثة قروء} {توفى الأنفس}.
- استشهد الجرجاني بشواهد من الشعر وشرحها أحيانا، في حين لم يشرح البرقلعي أي شاهد شعري، كقوله من أطل ألقى عليه ظله.
- استشهد الجرجاني بأقوال ابن مالك ولم يحتج بها البرقلعي مطلقا.
بعض مزايا كتاب "حاشية البرقلعي"
يمتاز كتاب البرقلعي بأنَّه مختصر من غير إخلال، والاستدلال فيه قليل ونادر، والتعليلات غنية، حتى إنَّه استفاد من أقوال علماء المنطق والفلسفة، يعرض فيه المسائل واختلاف أئمة اللغة مع التطرق إلى المقارنة مع المذاهب الأخرى، فما زال البرقلعي يقارن بين آراء النحاة من أهل البصرة والكوفة مختارا لنفسه منها ما تتضح علله، وكثيرا ما يضم إلى ترجيحاته عللا كثيرة جديدة، عند البصريين والكوفيين جميعًا كقول البرقلعي: "عند البصريين وأما الكوفيون فمنعوا الأمثلة؛ لأنَّ المفسر في ثلاثة منها هو الفاعل، ولا يجوز أن يقدر قبل المفعول المقدم على الفعل، فلا يفسر ما هو مقدم لفظًا وليس بمقدم تقديرا"، ومما جاء في مخطوط البرقلعي: قوله "فإن المسطح عند أهل الحساب هو العدد الحاصل من ضرب عدد في مثله".
كما تميز الكتاب بالعبارة السهلة البعيدة عن التعقيد شأن كتب المتأخرين، وكثرة الفروع في المسألة الواحدة، وتنوعها، كما تعرض الكتاب لذكر أقوال أئمة اللغة، وقد تجنب البرقلعي الإكثار من الخلافات اللغوية.
إنَّ العلماء من قبل لم يكن اختصاصهم في علم من العلوم، بل في علوم شتى ومنهم الإمام البرقلعي -رحمه الله- وقد جمع بين تلك العلوم، مع صعوبة عباراته، خاصة أنَّ هذه الحاشية معقدة بعض الشيء، ولم لم يكن تحقيقها سهلا وميسرا.
Safaswsak.81@gmail.com