فارس الماضي

التنمية البشرية وعلم الطاقة والكارما والذبذبات

الأربعاء - 11 مايو 2022

Wed - 11 May 2022

«لا تحتاج العمل ولا تحتاج الاجتهاد للحصول على الصحة والنجاح والمال، كل ما تحتاجه هو أن تفكر في الحصول على هذه الأشياء وسوف تقوم طاقتك الداخلية بتوفيرها لك بدون أي جهد» وذلك حسب رأي مؤيدي علم الطاقة، ويرونها تتحكم في قدرات الإنسان؛ فكلما زادت طاقته الإيجابية زادت قدرته على الحصول على النتائج الممتازة والمرغوبة، بينما الطاقة السلبية تجلب الأمراض النفسية والعصبية والنتائج غير المطلوبة.

انتشر الحديث عن علم الطاقة خلال الفترة الأخيرة واختلفت الآراء حول هذا العلم؛ فالكثير قال إنه علم وهمي ودجل لا حقيقة له في الوجود وما هو إلا خرافات من بعض الديانات الوثنية القديمة وغطاء باسم العلم على الجهل والباطل والخرافة، أما في الجانب الآخر فهناك من يدافع عن هذا الأمر بل ويعتقد أنه حل للكثير من المشاكل.

في عام 2017 تم منع جميع ممارسات علم الطاقة في السعودية، حيث وافق المقام السامي الكريم على توصية هيئة الخبراء بمنع ممارسة نشاط العلاج بالطاقة (الريكي) أو التدريب عليه في المملكة، وكذلك منع استيراد أو تصدير أو فسح أو نشر أو عرض الكتب والمواد السمعية والمرئية

المتعلقة بنشاط العلاج بالطاقة أو التدريب عليه.

وفي نفس الوقت اتفق علماء النفس بأن علم الطاقة ليس سوى خرافة، ودجل وبيع للوهم واللعب في عقول الناس من خلال عواطفهم كونهم يركزون على أعمق المناطق العاطفية في الإنسان التي تخص العلاقات والزواج والمال؛ لأن الإنسان ضعيف جدا أمام هذه المحاور، وهو بحاجة ماسة

إلى التطوير والتغيير في تلك المناطق في حياته؛ لذلك وجدوا -البعض- ممن ينقاد إليهم بطريقة لا منطقية.

وتكمن الخطورة في أن ممارسي علم الطاقة يدخلون على الناس من خلال تغيير المسميات، ويقيمون دوراتهم تحت مسمى التنمية البشرية، ويظهرون في لقاءات تلفزيونية تحت ذريعة تطوير الذات، على الرغم من أنه لا خط التقاء بين ممارسي علم الطاقة والمتخصصين في علم النفس، إلا

أن تطفل ممارسي علم الطاقة على علم النفس والعلوم الأخرى جعل الأمور تحتاج للمزيد من الضبط والتحكم.

اكتشاف تغيير المصطلحات والترجمات والتغطية على الحقائق لن يكون سهلا على الأفراد وغير المتخصصين، لذلك فإن مهمة علماء النفس ومتخصصي التنمية البشرية أساسية ومضاعفة، ليس فقط في تسويق العلوم الحقيقية والمفيدة، بل وحتى في توضيح الفاسد من العلوم والضار من

الممارسات؛ فنتيجة هذا التدليس سوف تكون وخيمة على الفرد والمجتمع خلال السنوات القادمة.

FarisKMadi@