تايوان رهينة النجاح الروسي
الأربعاء - 11 مايو 2022
Wed - 11 May 2022
تعتبر تايوان وليدة صراع شيوعي قومي، ولا شك أن جمهورية الصين الشعبية لا ترى تايوان إلا جزءا لا يتجزأ من الصين الكبرى، وأنها تريد ضم أو على الأرجح إعادة تايوان إلى جمهورية الصين الشعبية منذ الانفصال الذي نتج عن الصراع الصيني الأهلي بين الشيوعيين والقوميين.
عادة ما تؤدي الحروب الأهلية إلى انتصار حزب أو فصيل معين على الآخر، إلا أن الحرب الصينية انتهت بنزوح القوميين إلى جزيرة تايوان وإعلان الانفصال، ومنذ ذلك الحين تريد الصين استعادة تلك الجزيرة ولكن كانت لا تريد ذلك قبل أن تبني لها جيشا واقتصادا قويا لكي لا تستطيع أي قوة أخرى الوقوف بوجه الصين سواء عبر المواجهة أو الضغوط الاقتصادية، وفي حقيقة الأمر نجحت الصين في ذلك وهي الآن الاقتصاد العالمي الثاني وفي طريقها للوصل إلى الاقتصاد الأول.
يبدو أن موعد استعادة تايوان قد بات قريبا، ولكن الصين كانت تخشى دائما العقوبات الاقتصادية، من هنا يمكننا القول بأن مصير تايوان مرهون بنجاح الغزو الروسي لأوكرانيا، النجاح لا نقصد به النجاح العسكري؛ فالصين تثق جيدا بقدرات جيشها وتايوان ليست كأوكرانيا فهي غير
معترف بها في الأمم المتحدة ولا يوجد لديها علاقات دبلوماسية إلا مع القليل من الدول، أمريكا والغرب ذاتهم لا يعترفون بتايوان كدولة مستقلة ولكنهم يدعمونها لأهميتها الجيوسياسية وقربها من الصين، وأيضا أهميتها الكبيرة صناعيا؛ فأكثر من نصف إنتاج الرقائق الالكترونية في العالم
تنتجها تايوان، ما يعني أنه في حال نجحت الصين في ضم تايوان ستستطيع خنق الاقتصاد الغربي ولوي ذراع الصناعات الغربية وتسديد ضربة قاضية أو على الأقل موجعة.
الصين تفكر بالنجاح الروسي من ناحية تجاوز العقوبات ونوعيتها ومدى تأثيرها وعلى الرغم من أن الاقتصاد الروسي أقل بكثير من اقتصاد الصين إلا أنه نجح في تخطي العقوبات الغربية بل أصبح هو من يفرض العقوبات، الصين متى ما استطاعت تقييم العقوبات الغربية ودراستها بشكل صحيح فنجاحها مضمون، ومن الواضح أن التلويح بالتصريحات قد تجاوزه الزمن وأصبحت الآن التلويحات عبر التمارين العسكرية بالقرب من تايوان واختراق الأجواء عبر المقاتلات بين فترة وأخرى،
إذا لخصنا الأمر فيمكن القول إن النجاح الروسي في تجاوز العقوبات هو بمثابة الضوء الأخضر للصين، ولكنها تعي جيدا أن محاور اقتصادها تختلف كثيرا عن الاقتصاد الروسي؛ لأنه وبكل بساطة يعتمد الاقتصاد الروسي على الطاقة بشكل كبير ما يعزز موقفها ومناعتها ضد العقوبات الغربية على عكس الاقتصاد الصيني الذي يعتمد على التجارة والتصدير.
الصين تدرس كثيرا خطواتها ولن تقدم على حرب دون أن يكون السلاح الاقتصادي رادعا قبل السلاح الحربي، وكما أن الغزو الروسي أنتج أزمة طاقة عالمية استفادت منها روسيا فإن الغزو الصيني في حال حدوثه سينتج عنه أزمة صناعية هائلة والمستفيد الأكبر منها هي الصين.
@m_a_algarni509
عادة ما تؤدي الحروب الأهلية إلى انتصار حزب أو فصيل معين على الآخر، إلا أن الحرب الصينية انتهت بنزوح القوميين إلى جزيرة تايوان وإعلان الانفصال، ومنذ ذلك الحين تريد الصين استعادة تلك الجزيرة ولكن كانت لا تريد ذلك قبل أن تبني لها جيشا واقتصادا قويا لكي لا تستطيع أي قوة أخرى الوقوف بوجه الصين سواء عبر المواجهة أو الضغوط الاقتصادية، وفي حقيقة الأمر نجحت الصين في ذلك وهي الآن الاقتصاد العالمي الثاني وفي طريقها للوصل إلى الاقتصاد الأول.
يبدو أن موعد استعادة تايوان قد بات قريبا، ولكن الصين كانت تخشى دائما العقوبات الاقتصادية، من هنا يمكننا القول بأن مصير تايوان مرهون بنجاح الغزو الروسي لأوكرانيا، النجاح لا نقصد به النجاح العسكري؛ فالصين تثق جيدا بقدرات جيشها وتايوان ليست كأوكرانيا فهي غير
معترف بها في الأمم المتحدة ولا يوجد لديها علاقات دبلوماسية إلا مع القليل من الدول، أمريكا والغرب ذاتهم لا يعترفون بتايوان كدولة مستقلة ولكنهم يدعمونها لأهميتها الجيوسياسية وقربها من الصين، وأيضا أهميتها الكبيرة صناعيا؛ فأكثر من نصف إنتاج الرقائق الالكترونية في العالم
تنتجها تايوان، ما يعني أنه في حال نجحت الصين في ضم تايوان ستستطيع خنق الاقتصاد الغربي ولوي ذراع الصناعات الغربية وتسديد ضربة قاضية أو على الأقل موجعة.
الصين تفكر بالنجاح الروسي من ناحية تجاوز العقوبات ونوعيتها ومدى تأثيرها وعلى الرغم من أن الاقتصاد الروسي أقل بكثير من اقتصاد الصين إلا أنه نجح في تخطي العقوبات الغربية بل أصبح هو من يفرض العقوبات، الصين متى ما استطاعت تقييم العقوبات الغربية ودراستها بشكل صحيح فنجاحها مضمون، ومن الواضح أن التلويح بالتصريحات قد تجاوزه الزمن وأصبحت الآن التلويحات عبر التمارين العسكرية بالقرب من تايوان واختراق الأجواء عبر المقاتلات بين فترة وأخرى،
إذا لخصنا الأمر فيمكن القول إن النجاح الروسي في تجاوز العقوبات هو بمثابة الضوء الأخضر للصين، ولكنها تعي جيدا أن محاور اقتصادها تختلف كثيرا عن الاقتصاد الروسي؛ لأنه وبكل بساطة يعتمد الاقتصاد الروسي على الطاقة بشكل كبير ما يعزز موقفها ومناعتها ضد العقوبات الغربية على عكس الاقتصاد الصيني الذي يعتمد على التجارة والتصدير.
الصين تدرس كثيرا خطواتها ولن تقدم على حرب دون أن يكون السلاح الاقتصادي رادعا قبل السلاح الحربي، وكما أن الغزو الروسي أنتج أزمة طاقة عالمية استفادت منها روسيا فإن الغزو الصيني في حال حدوثه سينتج عنه أزمة صناعية هائلة والمستفيد الأكبر منها هي الصين.
@m_a_algarni509