أحمد الهلالي

السعودية.. شقيق أكبر بمرتبة أب!

الثلاثاء - 10 مايو 2022

Tue - 10 May 2022

هو العيد، توقيع عذب على مقامات الفرح، وأزاهير جذلى على ضفاف الأرواح، وابتسامة أنيقة على شفاه الوجود، تتأمل صفحاته الحابرة في وجوه الأطفال، وفي أغاريد النساء، وحناجر الشعراء، وابتهالات الكبار، هنا تكبيرة شجية، وتلاوة خاشعة، وهنا أنشودة بريئة، وجوارها أغنية بهيجة، وهناك بالونات تطير، وأراجيح تتبارى، ومجالس تتندى بروائح العطور، وتتزين بأصناف الموائد والحلويات، وأفنية تتشذى بعبق القهوة وخبز الأمهات، ويتعالى منها صخب الصغار وتضوع بروائح الشواء والمقلقلات!

في وطن المجد، راية يطرزها بياض التوحيد، جسد أخضر، عقله سلمان، وقلبه محمد، وروحه شعب عظيم ماجد، فالعيد أعياد، والمجد أمجاد، والمواقف أوتاد، وأرض البركات تقول: «ما يصح إلا الصحيح»، وها هو الصحيح يدمغ الباطل، وينقي المواقف البيضاء من دنس مقولات السوء، وأراجيف المبطلين، فقد عادت قطر، والتأم شرخ شرعية اليمن، وأقبلت باكستان، وتواضعت تركيا، وليبيا تخطو نحو الوقوف، وتونس تنفض عن جناحيها التراب!

هذا الوطن الحر الأبيض، قدر الله أن يكون الشقيق الأكبر لأبناء يعرب، أن يقوم مقام الأب والأخ، يعطي هنا ويمنح هناك، ويتغاضى هنا، ويؤنب هناك، ويلفت النظر هنا، ويعاقب هناك، يمد جسور العروبة دونما عنتريات ولا قوميات، ويمد جسور الإسلام دونما وصاية ولا تشدد، لا يطلب شيئا لذاته، بل يطلب من إخوته أن يرأفوا بأحوال أوطانهم وشعوبهم، يسمي الأشياء بمسمياتها دونما تزييف ولا تطفيف، ويعبر عن الواقع بواقعية العقلاء.

فتح صدره للأشقاء، وفرح بالأعين تتفتح رويدا رويدا، رحب بالعراق، واستقبل رجالاتها وآزرهم، وأعاد البخاري إلى لبنان حين ثابت إلى رشدها، عيده أعياد وهما تفتحان عينيهما، وتعترفان بإصابتهما بفيروس الخمينية، وتبحثان عن أمصال وضمادات شافية، تعيد إلى عروبتهما العافية، ولن يتخلى الشقيق الأكبر حتى يزدحم مجلس عيده بكل إخوته، عربا أوفياء أنقياء، ومسلمين طاهرين من رجس الأطماع، ولوثات الأفكار، وعبث الإفك والأوهام الضالة.

مني إلى وطني العظيم، قيادة وشعبا، كل عام وأنتم بخير وسعادة وسلام وأمن ورفاه، ومن وطني (الشقيق الأكبر) إلى كل الأمة العربية، والأمة الإسلامية، وإلى كل من يكنون لنا المحبة والاحترام في العالم: لكم السلام، والابتسام، والمحبة، وكل عام وأنتم بخير!

@ahmad_helali