فيلم (The Takedown) الفرنسي وكسر التوقعات
الثلاثاء - 10 مايو 2022
Tue - 10 May 2022
تتميز الأفلام الفرنسية بطابع خاص ومغاير عن بقية الأفلام الأمريكية أو الأوروبية بشكل عام، كونها تتمتع بنكهة ونظرة مختلفة لكيفية خلق التجربة السينمائية سواء الأفلام أو المسلسلات.
فيلم (The Takedown) ليس ببعيد عن ذلك، فهو فيلم فرنسي الطابع ويحتوي على جميع الخصائص التي تجعله فرنسيا حتى في سرد النكتة. الفيلم يمكن تصنيفه من نوع الآكشن، الكوميدي والجريمة وهو من كتابة ستيفان كازاندجيان (Stéphane Kazandjian) ومن بطولة عمر سي (Omar Sy) في دور عثمان دياكيتي (Ousmane Diakité)، لوران لافيت (Laurent Lafitte) في دور فرانسوا مونج (François Monge) وإيزيا هيقلن (Izïa Higelin) في دور أليس (Alice) ومن إخراج لويس ليترير (Louis Leterrier).
فحوى الفيلم تدور حول قيام كل من عثمان وفرنسوا وهما شرطيان من باريس بالتحقيق لمحاولة كشف خيوط الجريمة الغامضة، ولكن ما يميز هذا الثنائي أنهما متناقضان لدرجة كبيرة ولا يوجد أي دليل ليستدلا به على القاتل.
تصوير الفيلم والتمثيل وكذلك الأماكن التي تم اختيارها كموقع وأحداث مناسبة لميزانية الفيلم التي بلغت 17 مليون يورو وهو من إنتاج نتفليكس. عند مشاهدة الفيلم، سيتم جذبك من خلال الجثة التي يجدونها عند قدوم قطار من مدينة خارج باريس ومن هنا تبدأ المشاكل والتناقضات، فنحن نقابل عثمان وهو البطل العاقل والذي يريد حل كل شيء بطريقته الباريسية كمحقق جنائي، ولكن رفيقه القديم فرانسوا يكون هو في موقع الحدث ويُدخل نفسه في حل القضية كونه لم يعين كمحقق جنائي وفشله عدة مرات في الاختبار وأخذه كل شيء بعدم الاهتمام، فهذا التناقض هو ما يصنع الصراع بينهما ويجعلنا منذ
لقائهما الأول ونحن ننتظر متى ينفجر عثمان في وجه فرانسوا.
سرد النكتة كان من أهم ما يميز خصائص هذا الفيلم ويذكرنا بالأفلام الكوميدية الفرنسية القديمة من بطولة لويس دي فونيس (Louis de Funes).
بالرغم من كون الفيلم من نوع الجريمة والأكشن إلا أنه كان يحمل ثيم «موضوع» حساس جدا، خصوصا في مثل هذا الوقت لفرنسا ومرحلة الانتخابات وهذا الموضوع هو (العنصرية) وتفوق العرق الأبيض على بقية الأعراق وكيف لمجموعة في المدينة الصغيرة التي يذهب لها عثمان وفرانسوا أن تكون هذه الصفة السيئة واضحة فيهم كالشمس، بل يقولونها أمامه دون خوف.
مثل هذه المواضيع الحساسة، التي تسبب الكثير من النظرة السوداوية لبلد معين، ليس من السهل وضعها ضمن فيلم درامي بحت، بل تحتاج إلى جزء كوميدي ليستسيغها المشاهد ويفهمها دون الحكم عليها مباشرة أو نقضها أو حتى نفيها بتاتا. ذكاء السيناريو كان في توزيع الحديث عن العنصرية بأكثر من طريقة، فالطريقة البصرية كانت الأكثر والأشمل، لكن عندما يريد الكاتب التغلغل أكثر كان الحوار سيد الموقف، ولكن كانت مبطنة بطريقة النكتة وذكية في التعبير.
قضاء ساعتين لمشاهدة الفيلم ممتعة ولن تشعر بالوقت مع المواقف والأحداث المبالغ فيها في أحيان كثيرة، لكن واقعية الشخصيات وكيف للون جلدهم أن يكون إما نعمة أم نقمة ومشاهدة ذلك ضمن مشاهد كوميدية وآكشن هو شيء مبهج وغير تقليدي.
AsimAltokhais@
فيلم (The Takedown) ليس ببعيد عن ذلك، فهو فيلم فرنسي الطابع ويحتوي على جميع الخصائص التي تجعله فرنسيا حتى في سرد النكتة. الفيلم يمكن تصنيفه من نوع الآكشن، الكوميدي والجريمة وهو من كتابة ستيفان كازاندجيان (Stéphane Kazandjian) ومن بطولة عمر سي (Omar Sy) في دور عثمان دياكيتي (Ousmane Diakité)، لوران لافيت (Laurent Lafitte) في دور فرانسوا مونج (François Monge) وإيزيا هيقلن (Izïa Higelin) في دور أليس (Alice) ومن إخراج لويس ليترير (Louis Leterrier).
فحوى الفيلم تدور حول قيام كل من عثمان وفرنسوا وهما شرطيان من باريس بالتحقيق لمحاولة كشف خيوط الجريمة الغامضة، ولكن ما يميز هذا الثنائي أنهما متناقضان لدرجة كبيرة ولا يوجد أي دليل ليستدلا به على القاتل.
تصوير الفيلم والتمثيل وكذلك الأماكن التي تم اختيارها كموقع وأحداث مناسبة لميزانية الفيلم التي بلغت 17 مليون يورو وهو من إنتاج نتفليكس. عند مشاهدة الفيلم، سيتم جذبك من خلال الجثة التي يجدونها عند قدوم قطار من مدينة خارج باريس ومن هنا تبدأ المشاكل والتناقضات، فنحن نقابل عثمان وهو البطل العاقل والذي يريد حل كل شيء بطريقته الباريسية كمحقق جنائي، ولكن رفيقه القديم فرانسوا يكون هو في موقع الحدث ويُدخل نفسه في حل القضية كونه لم يعين كمحقق جنائي وفشله عدة مرات في الاختبار وأخذه كل شيء بعدم الاهتمام، فهذا التناقض هو ما يصنع الصراع بينهما ويجعلنا منذ
لقائهما الأول ونحن ننتظر متى ينفجر عثمان في وجه فرانسوا.
سرد النكتة كان من أهم ما يميز خصائص هذا الفيلم ويذكرنا بالأفلام الكوميدية الفرنسية القديمة من بطولة لويس دي فونيس (Louis de Funes).
بالرغم من كون الفيلم من نوع الجريمة والأكشن إلا أنه كان يحمل ثيم «موضوع» حساس جدا، خصوصا في مثل هذا الوقت لفرنسا ومرحلة الانتخابات وهذا الموضوع هو (العنصرية) وتفوق العرق الأبيض على بقية الأعراق وكيف لمجموعة في المدينة الصغيرة التي يذهب لها عثمان وفرانسوا أن تكون هذه الصفة السيئة واضحة فيهم كالشمس، بل يقولونها أمامه دون خوف.
مثل هذه المواضيع الحساسة، التي تسبب الكثير من النظرة السوداوية لبلد معين، ليس من السهل وضعها ضمن فيلم درامي بحت، بل تحتاج إلى جزء كوميدي ليستسيغها المشاهد ويفهمها دون الحكم عليها مباشرة أو نقضها أو حتى نفيها بتاتا. ذكاء السيناريو كان في توزيع الحديث عن العنصرية بأكثر من طريقة، فالطريقة البصرية كانت الأكثر والأشمل، لكن عندما يريد الكاتب التغلغل أكثر كان الحوار سيد الموقف، ولكن كانت مبطنة بطريقة النكتة وذكية في التعبير.
قضاء ساعتين لمشاهدة الفيلم ممتعة ولن تشعر بالوقت مع المواقف والأحداث المبالغ فيها في أحيان كثيرة، لكن واقعية الشخصيات وكيف للون جلدهم أن يكون إما نعمة أم نقمة ومشاهدة ذلك ضمن مشاهد كوميدية وآكشن هو شيء مبهج وغير تقليدي.
AsimAltokhais@