غليان تركي بسبب اللاجئين السوريين

إردوغان والأحزاب الرئيسة تعهدوا بإعادتهم طواعية إلى وطنهم
إردوغان والأحزاب الرئيسة تعهدوا بإعادتهم طواعية إلى وطنهم

الثلاثاء - 10 مايو 2022

Tue - 10 May 2022

وصلت أزمة اللاجئين السوريين في تركيا الذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين لاجئ إلى نقطة الغليان، مع تزايد المصاعب الاقتصادية والانتخابات المقررة في يونيو 2023، وفقا لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

وأشار تقرير صادر عن الصحيفة أنه في الوقت الذي يمتع فيه الأتراك بعطلة وطنية في الأسبوع الماضي، انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لمدينة إسطنبول في عام 2043، بدت فيه متهالكة وخطيرة، مع تعليق عما آل إليه حال الأتراك بسبب سيطرة السوريين على المدينة.

واشتكى طبيب تركي طموح ولكنه أصبح منظفا في المستشفى، لوالديه أن التحدث بالتركية أصبح ممنوعا، لأن طاقم المستشفى والمرضى لا يتحدثون سوى العربية.

وأثار فيلم «الغزو الصامت» الذي موله السياسي المتطرف أوميت أوزادع جدلا كبيرا، بعدما شاهده مليونا شخص في اليوم الأول لبثه، وتقول الصحيفة «إن اهتمام أوروبا انتقل إلى اللاجئين من أوكرانيا بسبب حرب بوتين، ولكن التوتر زاد في تركيا بسبب النزاع الطويل في سوريا الذي مضى عليه 12 عاما».

واستضافت تركيا 3.7 ملايين لاجئ سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الأفغان.

وظل وجود اللاجئين مصدرا للتوتر فيها.

ولكن زيادة المصاعب الاقتصادية والانتخابات المقررة في يونيو 2023 فاقمت الوضع الصعب الذي يقول المحللون «إنه وصل إلى نقطة الغليان».

وقال عمر كادكوي، المحلل في معهد «تيباف» بأنقرة «إن الوضع قد يتطور إلى عنف بين المجتمعات المضيفة والسوريين»، وأشار المحلل السوري الأصل، «إن المناخ الحالي في تركيا عدواني ومتوتر مع اللاجئين.

وليس غريباً تزامن المخاوف من اللاجئين مع المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد التركي».

ووصل التضخم إلى 70% في أبريل. وزادت الانتخابات المقبلة الجو المشحون، مما جعل اللاجئين هدفا للسياسيين المتنافسين على أصوات الناخبين، ومن بينهم أوزداغ، العضو السابق في عدد من أحزاب اليمين المتطرف، والذي استقطب الانتباه بسبب لهجته القاسية ضد المهاجرين ومنشوراته على منصات التواصل التي تستهدف مهاجرين محددين.

وأعلن أوزداغ في العام الماضي حزبه الجديد، ووعد بإعادة كل المهاجرين من حيث جاؤوا وبالقوة إن اقتضى الأمر، ورغم استبعاد المحللين فوز حزب النصر أو حصوله على أصوات كثيرة، إلا أن الخطاب المعادي للمهاجرين بات يؤثر على مواقف الأحزاب الرئيسة في تركيا.

وأعلنت الأحزاب الكبرى تعهدات بإعادة السوريين إلى بلادهم. ولكن مقترحاتها ليست أخلاقية، وغير واقعية أيضا كما يقول الخبراء.

وزعم كمال كيلتشدار أوغلو، زعيم أكبر حزب معارض في تركيا، أن كل اللاجئين السوريين سيعودون «طوعا» إذا فاز حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه.

ويقول «إنه سيحصل على ضمانات من الرئيس بشار الأسد، بتأمين العودة الآمنة لهم، وهي فكرة يرى المحللون أنها خطيرة وخيالية».

وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي دافع عن سياسته واستضافة «إخواننا وأخواتنا» اللاجئين السوريين، عن خطة لبناء 100 ألف بيت في شمال سوريا قد تقنع 1 مليون سوري بالعيش فيها، إلا أن نيغار غوسيكل، مديرة برنامج سوريا في مجموعة الأزمات الدولية، ترى أن هناك أملا صغيرا لعودة هؤلاء إلى سوريا.

وقارنت بين فرص العمل والرعاية الصحية المجانية والمدارس في تركيا، مضيفة «من سيغادر طوعا أماكن تتوفر فيها الاحتياجات الأساسية إلى أماكن معدومة»، وقالت «إن التعهد بإرسال السوريين إلى بلادهم ليس حلا، بل سيرفع توقعات الرأي العام ولكن لا يمكن الوفاء بها».

وتساءلت الكاتبة عن موقف الاتحاد الأوروبي الذي يتهمه الكثيرون في تركيا باعتبار بلادهم مخزنا للاجئين بعد اتفاقية بـ6 مليارات يورو بين إردوغان وأوروبا في 2016 لوقف تدفق المهاجرين، وحض كادوكوي الكتلة الأوروبية على النظر إلى ما يجري في تركيا وتسريع دفع 3 مليارات يورو جديدة أعلنت في العام الماضي.

اللاجئون السوريون في أوروبا:

  • 5 ملايين لاجئ سوري في أوروبا

  • 3.7 ملايين لاجئ منهم في تركيا

  • 6 مليارات تحصل عليها تركيا من أوروبا مقابل وقف اللجوء إليها

  • 3 مليارات إضافية تطالب بها تركيا