حنان المرحبي

الحياة لعبة تحد

الاثنين - 15 أغسطس 2016

Mon - 15 Aug 2016

التحديات إما أن تصنع أبطالا وقادة، أو تخلف ركاما من حطام نفوس منهارة. لكن ما الذي يجعل النتيجتين مختلفتين؟ هل التحديات أم من يخوضها وطريقته في التعامل معها؟

الحياة لعبة تحد عظيمة، فيها قواعد، بعضها عادلة وبعضها غير عادلة، وسنظل في مقاومة وتحد دائم لقواعدها غير العادلة، لأنها تعيق حياتنا.



ومع الأسف، كل من يقرر مواجهة تحديات الحياة من دون أن يفهم أولا قواعدها سيتقدم صفوف أولئك الذين سيقذفون في مرمى ركام النفوس المنهارة. ولن يكون ذلك باختياره، ولكن باختيار من يدير اللعبة، من يضع القواعد، ويملك القوة في فرضها، وتنحية وكسر من يتجرأ في تحديها. فهو حينما يتقدم للمواجهة من دون فهم جيد للقواعد، سيبرز للسطح سريعا وبكل ضعف، وهذا يسهل من لفت الأعين المعادية إليه، ومن ثم القضاء عليه بأبسط الأدوات. سنقول حينها، كان من الأجدى له لو أنه انتظر وأدرك القواعد والثغرات التي تعانيها ومن ثم لعبها وقلبها من تحت الأقدام.



أيضا، عدم فهم قواعد اللعب، قد يجعل الشخص يسلك أطول الطرق، أو أعقدها، أو أكثرها مخاطرة. لا يمكن أن تنجح في بناء رؤية (أو هدف) واستراتيجية (خطة للوصول له) من دون إلمام كامل بأهم التحديات التي ستقف في مواجهتها وتعيق تقدمها، والاستعداد المبكر بأكثر الأدوات (الأسلحة) ملاءمة لضربها.



أما النوع الثاني من الذين سيخسرون اللعبة حتما، من يعتقد أن التحديات خارج دائرة سيطرته وتأثيره بالكلية، وهذا الاعتقاد التشاؤمي هو إعلان مبكر بالهزيمة. فالطريقة التي ننظر بها للمشكلات تعد أهم دعائم القوة التي تلزمنا للتغلب على أي تحد. وقرار التراجع لن يكون حلا، بل سيزيد من قوة وسطوة القواعد غير العادلة، وسيمكنها من أن تمتد لتتحكم في كل شيء. قد لا تخرج من المواجهة بنصر تام، ولكن المقاومة ستضع بعض الحدود أمام سطوة تلك القواعد (أو تكبح من زحفها قليلا، وهذا انتصار في حد ذاته ولو أنه جزئي).



والجدير بالذكر، القواعد التي تعتقد أنها غير عادلة، قد تكون منصفة في عين غيرك، طالما أنها تمكنهم من الوصول نحو أهدافهم في خطوات إذا حاولت قطعها، ستكون ضعفها أو أكثر.

لكن في كل الأحوال، قطع المسافات الطويلة ليس أمرا سيئا، سيضيف إلى قدراتك وذكائك الكثير، لأنك مع كل تحد، ستتعلم مهارات خاصة (أسلحة إضافية) وستضيف للخبرات، وهذا سيجعل وصولك للقمة قوة مختلفة وحضورا قياديا، وبوجودك، لن يستطيع نظراؤك الذين قطعوا مسافتك في ربع خطواتك، اللعب كما تلعب، أو التحكم في القواعد كما تتحكم.



[email protected]