عبدالله منصور ال فاضل

تصحيح وضع «التربية الفنية» في المدارس

السبت - 07 مايو 2022

Sat - 07 May 2022

شهد التعليم في الفترة الأخيرة تطورا ملحوظا وازدهارا في أغلب التخصصات، ولعلي أستذكر حوارا مع الدكتور عصام عبدالله عسيري أستاذ التربية الفنية بجامعة جدة نشر في جريدة الوطن 18 يوليو 2017 وقد تطرق لقضية إسناد مادة التربية الفنية لغير المتخصصين، وقد وصفها الدكتور عصام بأنها حقيقة مؤسفة نتج عنها ضعف في دور المادة وعدم تحقيقها أهدافها العامة وضعف في مساهماتها في تنفيذ فلسفة التعليم، كما نتج عنه اتجاه نفسي سيئ من بعض الطلاب ناحية الفن والجمال والإبداع حينما يرى المادة المخصصة لتنمية هذه الجوانب في شخصيته توكل لغير المتخصصين؛ فضلا عن سحب الكفاءات المتخصصة لأعمال إدارية. ومن ملاحظات الدكتور عسيري أن المنهج الجديد عند تطبيقه لم ترافقه دورات تدريبية للمعلمين حتى يستعدوا علميا ومهاريا ومهنيا لتنفيذه.

وبعد مرور أكثر من 6 سنوات على هذا النقد البناء ورغم اعتبار الفنون من ضمن رؤية المملكة 2030 إلا أن وضع التربية الفنية زاد سوءا في بعض المناطق لدرجة أنه تم إغلاق الإشراف التربوي لقسم التربية الفنية للبنين وعدم تنفيذ دورات تدريبية منذ سنوات طويلة، وكذلك تحويل بعض معلمي التربية الفنية لتدريس التربية الخاصة رغم ندرة المعلمين في تخصص التربية الفنية وللأسف الشديد أن المدارس التي لا تدرس مقرر التربية الفنية تعلم الطلاب احتقارالمادة، وتعطل الجوانب التي تسمو لها التربية الفنية، وتكون سببا في اندثار المواهب، رغم صدور تعميم من وزير التعليم رقم 60654 عام

1438هـ، نص فيه أن مادة التربية الفنية من المواد التي يتطلب فيها النجاح للانتقال للصف التالي، وهي مادة أساسية ومعلمها لا يختلف عن بقية المعلمين كالرياضيات والعلوم مثلا كل حسب مجاله ورسالته التربوية.

وأرى بحكم تخصصي في مجال الفنون ضرورة إقامة دورات وورش عمل بشكل عاجل للمعلمين غير المتخصصين مساندة لهم وتساعدهم في تدريس المقرر، وكذلك تكوين لجنة لإيجاد حلول لتدريس مقرر التربية الفنية وتصحيح النظرة الموجودة بأنها مادة ثانوية وغير مهمة، خاصة أن التعليم تطور وقفز قفزات هائلة في كافة التخصصات بما فيها التربية الفنية قسم البنات ولم يتبق إلا التربية الفنية للبنين ما زالت تحتاج إلى معالجة لوضعها في بعض المدارس.

ختاما، أقترح ضرورة الاستفادة من خريجي تخصص التربية الفنية الذين يدرسون مواد أخرى والإسراع بتكليفهم بتدريس مواد التربية الفنية.