محمد النفاعي

ما بعد المائة

السبت - 07 مايو 2022

Sat - 07 May 2022

أبدأ من آخر جملة كتبتها في مقالة عنوانها «ما بعد الخمسين»، حيث سطرت «بالمختصر لن أحتفل باليوبيل الذهبي؛ فهناك الكثير لما بعد الخمسين إن شاء الله». كان ذلك المقال هو المقال الواحد والخمسون باللغة العربية منذ بدأت الكتابة في المعرفة الضمنية التي تهتم بالإدارة والتنمية البشرية وتطوير مواردها.المعرفة الضمنية التي هي ببساطة ما يمتلكه الشخص من معرفة مكتسبة وخبرات متراكمة يريد مشاركتها مع الآخرين عن طيب خاطر بأي وسيلة كانت. بعد الـ 50 مقالا، طرحت على نفسي تساؤلا في ذلك الوقت مفاده: هل هناك فائدة للاستمرار يا ترى؟ وهل أكتفي بالاحتفال باليوبيل الذهبي؟!

الآن هذا المقال هو الأول بعد الـ100 بفضل الله وكرمه في نفس المجال، وجدت أن أفضل طريقة للاحتفال بهذا الحدث الرئيس مع الجميع هو وضع مختصر بسيط يسلط الأضواء على بعض من الاقتباسات والأفكار والنظريات التي ورد ذكرها في المقالات السابقة وخاصة الخمسين الأولى (ولعل هناك مقال آخر للخمسين الثانية إن شاء الله).


  • الروتين اليومي تخطيط مسبق للأشياء، ونحن كثيرا ما نشتكي من قلة التخطيط في حياتنا المهنية أو الشخصية، ولكن الروتين قد كفانا التخطيط لهذه الأمور.



  • ما تكونه الشخصية من معرفة لا يساوي شيئا إن لم تفعّل هذه المعرفة ويستفاد منها إلى أقصى درجة ممكنة، ومن ثم تصبح مصدر قوة لمن يملكها.



  • في حياتنا العملية وداخل مؤسساتنا كم من القدرات والمكتسبات لدى الموظف التي لا تسخر بالطريقة الصحيحة لأسباب مختلفة.



  • لا تتطلب الكمال لإنجاز جميع أعمالك، الكمال أحيانا غير ممكن وقد يعرقل إنجازاتك.



  • مفهوم «اصنع فرصة» لم يعط حقه في حقل التنمية البشرية كما أعطي مفهوم «اغتنام الفرصة» من إسهاب.



  • القادة يتعاملون مع الأشخاص الذين حولهم اجتماعيا أكثر منه تقنيا، وهذا كفيل بخلق بيئة تساعد المؤسسات على النجاح.



  • إن وجدت نفسك لا تستمتع بما تفعل، مع استنزافك لطاقاتك وطاقات من يساندونك بدون تحقيق الفائدة المادية والنفسية لك ولمخدوميك أو مؤسستك، ببساطة نقول لك «غير مراحك».



  • مفهوم الإدارة بالقصص، القصص يبقى أثرها مدة طويلة وتتوارد من جيل إلى جيل. ولا ننكر ما للقصص من أثر كبير علينا، وأكاد أجزم أن كل شخص قد مرت عليه قصة كانت سببا لحدوث شيء إيجابي في حياته لا يزال يتذكرها.



  • إدارة الوقت والتمكين هما أحد أساسيات إدارة المجموعة لتأدية المهمات وتحقيق الأهداف.



  • الوعي بما سميته «النجاح الرباعي الأبعاد» وهو ببساطة الاعتراف بأن لدينا نجاحات أخرى وشغفا لم يقدرا في الحياة بما يستحقان.



  • أحد أهم الحالات التي تجعل الصّمم الإداري حاضرا وملزما، هو عندما يتكاثر حول المسؤول أشخاص لديهم الاستعداد للتشويش عليه بغية الحصول على مكاسب شخصية ولو على حساب المصلحة العامة.



  • نستطيع أن نستبدل المفهوم السلبي للتفكير إلى مفهوم التطوير الذاتي «التخيلي». فمن المعلوم أنه عند التخطيط لأي شيء، يجب علينا أن نجيب على ثلاثة أسئلة مهمة جدا وهي «ماذا ومَن وأين؟»



  • يمكنك تلخيص حياتك وإنجازاتك في جملة واحدة ما دام لها الأثر الكبير على محيطك. سر الأثر في المختصر.



  • التأكيد على أهمية اختيار قادة الخطوط الأمامية والصف الأول من المدراء داخل أي منظومة مهما اختلف حجمها أو أهدافها.



  • من أولويات أمور القيادة أن تعتني بموظفيك وأن تستوعب الاختلافات وذلك بعدم تشخيص قراراتك مهما حدث من الموظف.



  • كن كالماء لا تنتهي صلاحيتك.



  • نظرية الساندويتش في الإدارة، إن الساندويتش يكون جيدا طالما كانت حشوته ممتازة. هذا المفهوم يمكن إسقاطه على الأشخاص القائمين على الإدارة الدنيا، هم يمثلون الحشوة، أما شطرا الخبزة فيمثلهما الإدارة الوسطى والموظفون المنفذون للأعمال والمهمات التشغيلية.






ختاما، نحن معشر الموظفين ذوي الخبرات العملية، ما أجمل أن نتحدث عن إنجازاتنا مع الآخرين ولكن الأجمل والأجدى هو النظر إلى الوراء، والتأكد من تمرير ونقل خبراتنا وتجاربنا لجيل الشباب بشكل سلس وإيجابي. ألم نكن لنخسر كثيرا لو لم يفكر الأولون في التدوين؟!

@msnabq