مساجد وجوامع المملكة تستهلك 20.6 مليار كيلووات كهرباء في الساعة
المساجد الذكية توفر إهدار موارد الطاقة وتحافظ على البيئة
المساجد الذكية توفر إهدار موارد الطاقة وتحافظ على البيئة
الجمعة - 29 أبريل 2022
Fri - 29 Apr 2022
في حين تستهلك مساجد وجوامع المملكة البالغ عددها 85 ألف جامع ومسجد 20.6 مليار كيلووات من الطاقة الكهربائية في الساعة، ستوفر حلول المساجد الذكية 40% من إجمالي الاستهلاك طبقا لإحصائية حصلت عليها «مكة».
وأشارت الإحصائية إلى أن استهلاك المساجد والجوامع للكهرباء يكلف الدولة مبالغ طائلة وبالمقابل تعتبر مشاريع توفير الطاقة مهمة وتأتي بشكل متسق مع جزء مهم لأهداف رؤية 2030 لترشيد الكهرباء والاستفادة من الطاقة البديلة ومنها الشمسية في خدمة بيوت الله ومختلف مرافقها، فالإسراف فيها واستعمالها استعمالا غير صحيح يجب أن يعدل لما هو أفضل، إذ يترتب على الهدر ارتفاع قيمة الاستهلاك، وهذه العوامل كلها تتطلب إيجاد بدائل مناسبة لترشيد الطاقة، مع التحول لتصاميم معمارية تحاكي التقليد المعماري الإسلامي وتتماشى مع البيئة العصرية.
ومن الحلول البديلة تطبيق فكرة المسجد الذكي، المبنى الذي يجمع العديد من التقنيات لتوفير مستوى من الراحة والأجواء للمصلين ومنها درجة الحرارة، الأضواء، وغيرها من التقنيات التي تساهم في رفع مستوى الحفاظ على مصادر الطاقة، حيث يعتبر مسجدا آليا وقابلا للتنفيذ يستخدم تقنيات رقمية لتقديم تجارب محسنة للمصلين، إلى جانب ذلك مزود بأجهزة استشعار الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي ستتفاعل مع المصلين، وتحسن السلامة الداخلية والخارجية بتوفير الطاقة، والأمثلة عديدة في هذا السياق منها جوامع ومساجد انتقلت لمرحلة الترشيد بكامل جوانبه إضافة لرفع مستوى التصميم الهندسي على المستوى البصري والفراغي لعمارة المساجد علاوة على انعكاس النمط على الحياة الاجتماعية.
تطويع التقنية
وأوضح رئيس لجنة ريادة الأعمال بمجلس الأعمال السعودي الصيني، الباحث في ريادة الأعمال المستدامة الدكتور فهد العرجاني لـ»مكة» أن المساجد العامرة في بقاع الأرض لها دور ديني ومجتمعي وثقافي لا يمكن إغفاله، غير أن هناك قصورا في تطوير دور الجانب التقني التشغيلي الفعال في المساجد، وللتقنية دور في تعزيز استدامة وتسهيل تنمية المجتمع المحيط، خاصة مع التغيرات العصرية فوجود التقنية في المساجد مع الوعي الكامل بدورها البيئي الفعال من خلال تقليل استهلاك وفعالية الطاقة، والموازنة في استخدام الموارد الطبيعية، وتقليل هدر المياه وإعادة تدويرها للاستخدام في المرافق الخضراء، واستغلال المساحات بالشكل الأمثل سيعظم من الدور المجتمعي المستدام من انتشار المساجد. وأضاف «من الناحية التشغيلية هناك جوانب يجب إعادة التفكير فيها، على سبيل المثال استخدام الملصقات والتي تسبب تشوها بصريا داخل المساجد، خاصة مع زيادة الوعي البيئي والتقني، والبديل شاشات العرض الذكية قد تلعب دورا ديناميكيا مرنا لنشر المعلومة والتوعية، واستخدام الكود الرقمي لاقتباس المحتوى على الهواتف الذكية بدلا من الملصقات سيوفر الكثير من الموارد والجهد على إدارة المسجد، فمن الجانب الصحي والأمني أصبح ارتباط التقنية بالرعاية الصحية يزداد يوما بعد يوم، توفير شبكة إنترنت لمرافق المسجد أصبحت ضرورة، فوجود الكاميرات الحرارية المرتبطة بشبكة الإنترنت لتوظيفها بشكل يدعم جانب الرقابة الصحية، كما يمكن أن تكون مفيدة للغاية من الجانب الأمني وإمكانية رقابة وإدارة مرافق المساجد عن بعد».
عمارة المساجد
من جانبه أكد أستاذ النقد المعماري بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام الدكتور مشاري النعيم أنه لا يوجد ما يسمى «مسجد نموذجي»، وهذا المصطلح يتنافى في الأصل مع مفهوم العمارة التي تسعى إلى الإبداع والتجديد، فمن المتفق عليه أن النموذج يعني المثال الذي يجب أن يحتذى وغالبا ما يوصف هذا المثال بأنه متكامل، المسجد في جوهره لا يمكن أن يتبع التنميط العام بل هو منتج مرتبط بمنظومة شاملة تحتوى على الجوانب الحضرية والطبيعية والاجتماعية والتقنية. وهذه المنظومة متغيرة من مكان إلى آخر. وأردف «للأسف ظهور مصطلح المسجد النموذجي توجه يعبر عن الفقر الشديد في الإبداع لأنه توجه نحو الأسهل والجاهز لا إلى محاولة فهم المعطيات المحلية التي سوف تؤثر على المسجد بعد بنائه واستخدامه، فقد أعزي ذلك لأزمة العمارة المعاصرة إلى هذه التوجهات السطحية السهلة التي تريد حبس عمارة المسجد في قوالب جاهزة».
بساطة التصميم
وعن التصميم أفاد المعماري محمد شفيع بأنه ينبغي أن تهدف محاكاة التصميم إعادة تجسيد المسجد كدار عبادة يتسم بالبساطة والتجرد من مظاهر الترف مع الحفاظ على الجماليات الطبيعية والمواد المتاحة محليا لإعادة حياكة نسيج فريد من نوعه في المنطقة خارج المألوف، ينبغي أن نسخر تعامل التصاميم مع كل من أسطح الكتل لتطويع حدة البيئة في المنطقة، ويتصدر التصميم في كتلته وصورته الرمزية وتعابيره الجمالية بحساسية عالية نظرا لمكانة المسجد الدينية وصعوبة تحدي تراكمات النمط الذي قد ألفه المجتمع، تلك التراكمات المعمارية من عناصر القباب والمنارات التي شكلت واقعنا الديني الحالي مستحقة بذلك انتماءنا لها، ولكن وبالتزامن مع ذلك صعوبة توليد تصاميم قد تخلق فرصا وأبعادا نحن في أمس الحاجة لها في ظل التحديات القائمة والمتجددة.
الحد من استهلاك الطاقة باستخدام التقنيات الحديثة (الأنظمة والإجراءات)
تقليل تكلفة طاقة الأجهزة الكهربائية إلى 5%
تقليل تكلفة قوة المحرك إلى 15%
تقليل تكلفة الطاقة لأجهزة الإضاءة إلى 20%
تقليل تكلفة الطاقة لمكيفات الهواء إلى 60%
عناصر أساسية تميز المساجد الذكية
تصاميم تجسد المساجد كدور عبادة بحلول استدامة:
وأشارت الإحصائية إلى أن استهلاك المساجد والجوامع للكهرباء يكلف الدولة مبالغ طائلة وبالمقابل تعتبر مشاريع توفير الطاقة مهمة وتأتي بشكل متسق مع جزء مهم لأهداف رؤية 2030 لترشيد الكهرباء والاستفادة من الطاقة البديلة ومنها الشمسية في خدمة بيوت الله ومختلف مرافقها، فالإسراف فيها واستعمالها استعمالا غير صحيح يجب أن يعدل لما هو أفضل، إذ يترتب على الهدر ارتفاع قيمة الاستهلاك، وهذه العوامل كلها تتطلب إيجاد بدائل مناسبة لترشيد الطاقة، مع التحول لتصاميم معمارية تحاكي التقليد المعماري الإسلامي وتتماشى مع البيئة العصرية.
ومن الحلول البديلة تطبيق فكرة المسجد الذكي، المبنى الذي يجمع العديد من التقنيات لتوفير مستوى من الراحة والأجواء للمصلين ومنها درجة الحرارة، الأضواء، وغيرها من التقنيات التي تساهم في رفع مستوى الحفاظ على مصادر الطاقة، حيث يعتبر مسجدا آليا وقابلا للتنفيذ يستخدم تقنيات رقمية لتقديم تجارب محسنة للمصلين، إلى جانب ذلك مزود بأجهزة استشعار الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي ستتفاعل مع المصلين، وتحسن السلامة الداخلية والخارجية بتوفير الطاقة، والأمثلة عديدة في هذا السياق منها جوامع ومساجد انتقلت لمرحلة الترشيد بكامل جوانبه إضافة لرفع مستوى التصميم الهندسي على المستوى البصري والفراغي لعمارة المساجد علاوة على انعكاس النمط على الحياة الاجتماعية.
تطويع التقنية
وأوضح رئيس لجنة ريادة الأعمال بمجلس الأعمال السعودي الصيني، الباحث في ريادة الأعمال المستدامة الدكتور فهد العرجاني لـ»مكة» أن المساجد العامرة في بقاع الأرض لها دور ديني ومجتمعي وثقافي لا يمكن إغفاله، غير أن هناك قصورا في تطوير دور الجانب التقني التشغيلي الفعال في المساجد، وللتقنية دور في تعزيز استدامة وتسهيل تنمية المجتمع المحيط، خاصة مع التغيرات العصرية فوجود التقنية في المساجد مع الوعي الكامل بدورها البيئي الفعال من خلال تقليل استهلاك وفعالية الطاقة، والموازنة في استخدام الموارد الطبيعية، وتقليل هدر المياه وإعادة تدويرها للاستخدام في المرافق الخضراء، واستغلال المساحات بالشكل الأمثل سيعظم من الدور المجتمعي المستدام من انتشار المساجد. وأضاف «من الناحية التشغيلية هناك جوانب يجب إعادة التفكير فيها، على سبيل المثال استخدام الملصقات والتي تسبب تشوها بصريا داخل المساجد، خاصة مع زيادة الوعي البيئي والتقني، والبديل شاشات العرض الذكية قد تلعب دورا ديناميكيا مرنا لنشر المعلومة والتوعية، واستخدام الكود الرقمي لاقتباس المحتوى على الهواتف الذكية بدلا من الملصقات سيوفر الكثير من الموارد والجهد على إدارة المسجد، فمن الجانب الصحي والأمني أصبح ارتباط التقنية بالرعاية الصحية يزداد يوما بعد يوم، توفير شبكة إنترنت لمرافق المسجد أصبحت ضرورة، فوجود الكاميرات الحرارية المرتبطة بشبكة الإنترنت لتوظيفها بشكل يدعم جانب الرقابة الصحية، كما يمكن أن تكون مفيدة للغاية من الجانب الأمني وإمكانية رقابة وإدارة مرافق المساجد عن بعد».
عمارة المساجد
من جانبه أكد أستاذ النقد المعماري بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام الدكتور مشاري النعيم أنه لا يوجد ما يسمى «مسجد نموذجي»، وهذا المصطلح يتنافى في الأصل مع مفهوم العمارة التي تسعى إلى الإبداع والتجديد، فمن المتفق عليه أن النموذج يعني المثال الذي يجب أن يحتذى وغالبا ما يوصف هذا المثال بأنه متكامل، المسجد في جوهره لا يمكن أن يتبع التنميط العام بل هو منتج مرتبط بمنظومة شاملة تحتوى على الجوانب الحضرية والطبيعية والاجتماعية والتقنية. وهذه المنظومة متغيرة من مكان إلى آخر. وأردف «للأسف ظهور مصطلح المسجد النموذجي توجه يعبر عن الفقر الشديد في الإبداع لأنه توجه نحو الأسهل والجاهز لا إلى محاولة فهم المعطيات المحلية التي سوف تؤثر على المسجد بعد بنائه واستخدامه، فقد أعزي ذلك لأزمة العمارة المعاصرة إلى هذه التوجهات السطحية السهلة التي تريد حبس عمارة المسجد في قوالب جاهزة».
بساطة التصميم
وعن التصميم أفاد المعماري محمد شفيع بأنه ينبغي أن تهدف محاكاة التصميم إعادة تجسيد المسجد كدار عبادة يتسم بالبساطة والتجرد من مظاهر الترف مع الحفاظ على الجماليات الطبيعية والمواد المتاحة محليا لإعادة حياكة نسيج فريد من نوعه في المنطقة خارج المألوف، ينبغي أن نسخر تعامل التصاميم مع كل من أسطح الكتل لتطويع حدة البيئة في المنطقة، ويتصدر التصميم في كتلته وصورته الرمزية وتعابيره الجمالية بحساسية عالية نظرا لمكانة المسجد الدينية وصعوبة تحدي تراكمات النمط الذي قد ألفه المجتمع، تلك التراكمات المعمارية من عناصر القباب والمنارات التي شكلت واقعنا الديني الحالي مستحقة بذلك انتماءنا لها، ولكن وبالتزامن مع ذلك صعوبة توليد تصاميم قد تخلق فرصا وأبعادا نحن في أمس الحاجة لها في ظل التحديات القائمة والمتجددة.
الحد من استهلاك الطاقة باستخدام التقنيات الحديثة (الأنظمة والإجراءات)
تقليل تكلفة طاقة الأجهزة الكهربائية إلى 5%
تقليل تكلفة قوة المحرك إلى 15%
تقليل تكلفة الطاقة لأجهزة الإضاءة إلى 20%
تقليل تكلفة الطاقة لمكيفات الهواء إلى 60%
عناصر أساسية تميز المساجد الذكية
- كاميرات حرارية مرتبطة بشبكة الإنترنت لتوظيفها بشكل يدعم جانب الرقابة الصحية.
- ربطها بمركز متابعة لإدارة مرافق المساجد عن بعد.
- التحكم المركزي في توفير الطاقة من خلال مسؤولي المسجد أو بمركز متابعة شؤون المساجد للمنطقة.
- التكييف الذكي الذي بالإمكان أن يعمل بالطاقة الشمسية.
- إيجاد مواصفات ومقاييس لصنابير المياه لمنع نزول الماء منها بقوة لإيقاف الهدر.
- نقل الصوت والدروس من الصلاة إلى القسم النسائي.
- حفظها على منصات التواصل لتكون متاحة للجميع داخل الحي وخارجه.
- استخدام الكود الرقمي لاقتباس المحتوى على الهواتف الذكية بدلا من الملصقات.
- توفير شبكة إنترنت لمرافق المسجد.
- تذكير الصلاة والإقامة آليا.
تصاميم تجسد المساجد كدور عبادة بحلول استدامة:
- حلول معمارية تحقق العزل بالجدران السميكة والمجوفة، والتي تسمح بحركة الهواء ومنع نفاذية الحرارة.
- إعادة تدوير مياه الوضوء (المياه الرمادية) بمحطة تنقية في المسجد.
- البناء بطريقة بسيطة لا تعتمد على التعقيد الفراغي والبصري والتشكيلي.
- تخصيص جانب ليكون مدرسة لتعليم القرآن والدروس الدينية.