هل تدفع سوريا ثمن تسوية أزمة أوكرانيا؟

مفاوضات الأمم المتحدة تشمل مقايضة بين أطراف الأزمة
مفاوضات الأمم المتحدة تشمل مقايضة بين أطراف الأزمة

الجمعة - 29 أبريل 2022

Fri - 29 Apr 2022

كشفت مصادر غربية عن توجه لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية على حساب سوريا، بالتواكب مع المحادثات التي يجريها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في تركيا، وروسيا، وأوكرانيا.

وأكد المحلل السياسي غينادي بيتروف، في «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إلى أنه ربما يتم إطلاق أيدي روسيا في سوريا، مقابل موافقتها على تسوية الأزمة في أوكرانيا، وأشار أن غوتيريش بدأ زيارة إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثمّ انتقل إلى تركيا لبحث آفاق حل النزاع الروسي الأوكراني، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وعشية الزيارة إلى تركيا، أدلى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بتصريح «مفاجئ»، زعم فيه أن اتفاقا بين روسيا وأوكرانيا بات جاهزا، ولم تؤكد لا موسكو ولا كييف كلام تشاووش أوغلو، لكنهما لم تدحضاه، ما يعطي محادثات غوتيريس في العاصمتين التركية والروسية بعدا إضافيا.

وسبقت المفاوضات بين إردوغان وغوتيريس محادثة هاتفية بين الرئيسين التركي والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وموضوعها الرئيس، على ما يبدو، مناقشة اتفاق محتمل بين أوكرانيا وروسيا.

ووفقا للمعلومات التي نشرها الجانب التركي في نهاية المحادثة، تحدث إردوغان لزيلينسكي عن «اتفاق مبدئي» تكون فيه بلاده أحد الضامنين لأمن أوكرانيا.

ومن المثير للاهتمام أن جولة الأمين العام تتزامن مع حدثين مرتبطين مباشرة بروسيا. ففي 26 مارس تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مشروع القرار الذي اقترحته ليختنشتاين، والذي يلزم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بتبرير استخدامها للفيتو. ويعتبر هذا التصويت عنصر ضغط على روسيا بعد حربها على أوكرانيا.

وتزامنت الزيارة أيضا مع قرار تركيا «غير المتوقع» بحظر عبور الطائرات الروسية، العسكرية منها والمدنية، عبر الأجواء التركية إلى سوريا. واعتبر بيتروف أن هذه الأحداث

مترابطة.

وأوضح خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيمينوف، لـ»نيزافيسيمايا غازيتا» أن «تركيا تقول إنه كلما طال أمد الصراع، كلما طال رفض روسيا إجراء حوار موضوعي. وبالتالي، ستضطر أنقرة إلى الضغط على موسكو، لأنها نفسها تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي».

وقال بيتروف «في حد ذاته، لن يكون حظر الرحلات الجوية عبر تركيا للعملية الروسية في سوريا قاتلا: شرط ألا تحتاج حكومة الرئيس بشار الأسد إلى مساعدة أكثر جدية مما يتوفر لها الآن».

ورأى أن الهدوء في سوريا قد يتزعزع قريبا، حيث أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى أن الأمريكيين «بدؤوا نقل أسلحة وعتاد على نطاق واسع من العراق إلى قاعدتهم الواقعة في خراب الجير، في محافظة الحسكة السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تعتمد على الدعم الأمريكي، ولديها علاقات معقدة ليس فقط مع تركيا، ولكن أيضا مع الحكومة السورية المعترف بها من روسيا».

وختم بيتروف بأن «خيار مقايضة أوكرانيا بسوريا غير مقبول للكرملين، ما يعني أن الاتفاقات على هذا الأساس غير ممكنة، وبما أن حسم العملية الخاصة الروسية بتحقيق النصر لا يلوح في الأفق بعد، لا يمكن استبعاد خيارات مختلفة للخروج من هذا الموقف، بما في ذلك الاتفاق على شروط معينة».