إياد طلال عطار

Alaska

الأربعاء - 27 أبريل 2022

Wed - 27 Apr 2022

الاستثمار الصحيح هو طريق الحفاظ على الأموال وتنميتها، وأحد أنواع الاستثمار شراء الأراضي، خاصة مع الصبر الطويل تظهر النتائج المربحة لاحقا بعد مرور عشرات السنين، فكذلك يكون شراء الأشخاص للأراضي يكون الحال بين الدول، ومن هذا المنطلق ربحت الولايات المتحدة الأمريكية عندما بادرت بشراء ولاية ألاسكا من روسيا.

ابتداء من عام 1725م، أرسل القيصر الروسي فيتوس بيرنغ لاستكشاف ساحل ألاسكا، وكان لروسيا اهتمام كبير بهذه المنطقة، التي كانت غنية بالموارد الطبيعية وقليلة السكان، وكانت سانت بطرسبرغ تفتقر إلى الموارد المالية للحفاظ على الوجود العسكري على طول ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية ولم يتجاوز عدد المستوطنين الروس الدائمين في ألاسكا 400 مواطن، وحينئذ توسعت الولايات المتحدة غربا في أوائل القرن التاسع عشر.

وبسبب الهزيمة في حرب القرم والأزمة المالية تقلص الاهتمام الروسي بهذه المنطقة، وعرضت روسيا بيع ألاسكا إلى الولايات المتحدة عام 1859م، وبسبب الحرب الأهلية الأمريكية تأخر البيع، لكنه تم لاحقا بمبلغ 7.2 ملايين دولار، ونقلت ألاسكا رسميا إلى الولايات المتحدة في عام 1867م.

ظهرت الأهمية الاستراتيجية لها، حيث كانت بمثابة نهاية للجهود الروسية لتوسيع التجارة والمستوطنات على ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية، وأصبحت خطوة مهمة في صعود الولايات المتحدة كقوة عظمى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع العلم كان المشككون قد أطلقوا حملة على شرائها وسميت «حماقة سيوارد» حيث كانت تحمل اسم وزير الخارجية الذي وقع وأتم الاتفاق وتم التحقيق معه ومن ثم تمت تبرئته لاحقا عندما تم اكتشاف معدن الذهب في يوكون في عام 1896م ووضحت أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، وأصبحت ألاسكا بوابة لحقول الذهب كلوندايك واعتمدت ألاسكا كولاية

في عام 1959م.

@doctoreyadattar