منصور الشلاقي

ما المبررات لارتفاع أسعار تذاكر الطيران؟

الأربعاء - 27 أبريل 2022

Wed - 27 Apr 2022

لم يتوقف ارتفاع الأسعار هذا العام عند المواد الغذائية، والأعلاف، والكماليات، والمركبات في معارض السيارات فحسب؛ بل وصل الارتفاع إلى أسعار تذاكر الطيران الداخلي، حتى أصبح سعر التذكرة من منطقة إلى أخرى في المملكة يفوق سعر تذكرة دولية، ولهذا ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية باستياء وتذمر الكثير ممن يرغب بالسفر جوا من الارتفاع المفاجئ لأسعار التذاكر الداخلية على غير المعتاد، مما أدى إلى عزوف الكثيرين عن السفر جوا لعدم مقدرتهم على دفع قيمة تذكرة لوجهة داخلية واحدة والاستعاضة عنها بالسفر برا رغم صعوبته ومشقته هروبا من الأسعار المرتفعة لتذاكر الناقل الجوي.

والسؤال الذي يطرح نفسه وأثار حفيظة المستائين من أسعار التذاكر المرتفعة: ما هي المبررات وراء ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الداخلية حتى أصبحت تفوق أسعار تذاكر الرحلات الدولية؟ وهذا السؤال لن يجيب عليه بإيضاح سوى المسؤولين في الهيئة العامة للطيران المدني، والمسؤولين في الخطوط الجوية العربية السعودية بصفة أن خطوط السعودية هي الناقل الجوي الحكومي في المملكة، وحتى وإن كانت هناك مبررات للارتفاع سيذكرها المسؤولون في الهيئة أو في الخطوط؛ إلا أنها لا تبرر هذا الارتفاع الذي تجاوز المعقول إلى (اللا) معقول.

وبحسب بيان أصدرته الهيئة العامة للطيران المدني فإنها لاحظت مؤخرا تغيرا في نمط أسعار بعض فئات التذاكر الجوية، وأوضحت أنها اتخذت حزمة من الإجراءات المباشرة لمراجعة هيكل تسعير النقل الجوي، وزيادة السعة المقعدية، وزيادة عدد الرحلات، وأكدت على أن مبدأ حقوق المسافرين وحمايتهم أولوية قصوى تلتزم بها الهيئة، وهذه لفتة إيجابية من هيئة الطيران المدني في حال نجحت في إعادة النظر في أسعار التذاكر وتخفيضها، وزيادة عدد المقاعد بزيادة عدد الرحلات اليومية لتواكب حجم الطلب على الرحلات الجوية، ولو حدث ذلك فإن عدد المسافرين سيزداد، وتزدحم صالات

المغادرين بالركاب، وهذا بلا شك سوف ينعكس إيجابا على الناقل الجوي من الناحية الاقتصادية.

ويعزو البعض سبب ارتفاع أسعار التذاكر في الوقت الحالي إلى العرض والطلب، وارتفاع الأجور التشغيلية، وارتفاع رسوم العبور للطائرات في رحلاتها الدولية، والصيانة الدورية، وارتفاع رسوم الخدمات الأرضية، ورفع القيود على التسعير، وفترة الركود بسبب التوقف خلال جائحة كورونا التي شلت حركة الملاحة الجوية لعدة أشهر؛ لذلك نتمنى ألا يكون تعويض الخسائر لتلك الأسباب على حساب (جيب) المسافر.

وقبل أن أختم هذا المقال أود أن أطرح مقترحا بشأن استحداث (فئات تذاكر) مخفضة للمرضى الذين يسافرون من أجل العلاج تثبته التقارير الطبية، وكذلك المرابطون على حدود الوطن تسهيلا لهم وهم (يستحقون) أكثر، وعشمنا كبير بهيئة الطيران أن تبدأ بمراجعة هيكل تسعير النقل الجوي لتكون التذاكر في مقدرة الجميع.

أخيرا: أعود بالذاكرة إلى تصريح سابق لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله قال فيه: «إن التطوير القادم لقطاع الطيران سيواكب رؤية السعودية 2030، وسيجعل من مناطق المملكة نقاطا محورية لربط الشرق والغرب».