أحمد الهلالي

سقوط الصحوة يعري الخمينية!

الثلاثاء - 26 أبريل 2022

Tue - 26 Apr 2022

كان العزف على مصطلحات (الطائفية/ والإرهاب/ والتعايش/ وقبول الآخر/ وووو) رائجا قبل سنوات؛ فقد كانت الأقنعة سيدة الموقف، فالصحوة السنية والصحوة الشيعية تتبادلان التهم، ويموج كلا المكونين في هلام ضبابي متلاطم، لكن المرحلة السلمانية برعت في تمزيق الأقنعة، ووفقت توفيقا كبيرا في تعرية الصنم أمام المكونين الشيعي والسني، فبسقوط الصحوة وخمود خطابها التحريضي والتأجيجي خفت الخطاب الطائفي، وتراجع الإرهاب في كثير من الأوطان العربية، وهذا ليس اتهاما للصحوة السنية بتغذية الإرهاب عن قصد، بل استغلال الآخر لها دون أن تعلم أنها تخدم أجندته التي يعمل عليها!

عرت المرحلة السلمانية الخمينيين، وفضحتهم على رؤوس الأشهاد، فلم يعد بمقدورهم استخدام التهم الطائفية التي يرد بها الصحويون السنة على استفزازات رموزهم، ولم تعد شماعة الإرهاب قائمة للسيطرة على قلوب ومواقف الشيعة عند شعورهم بالخطر، خاصة حين أعلى الخليجيون قيم المواطنة، ومدوا بُسُط المساواة بين المواطنين، فلم يجد الخمينيون ما يسترون به عورة مخططاتهم، فغالوا في امتطاء قضية (فلسطين)، لكن عري حركة «الإخوان المسلمون»، زاد من عري الخمينية وخطابها البائس، فإسرائيل أكثر دول المنطقة أمنا من رصاص الخمينية، وبات المواطن العربي يدرك بوضوح ما

يسعى إليه وما يريده الفرس!

انكشف للشيعة قبل السنة، الوجه المرعب للخمينية، وصرخ أحرار الشيعة في جل الأوطان العربية في وجه الوجود الإيراني، ولم يخجلوا من تسميته (احتلال) بلا مواربة، شاع ذلك في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتناقص عدد المؤمنين بالمشروع الإيراني، وانحصرت أصوات مهاجمي الدول العربية وفي مقدمتها بلادنا في صنفين من الناس فقط، ولا يعتد بالإمعات والأجراء صنفا ثالثا، وأول الصنفين هم الخمينيون المنضمون إلى ميليشيات ولائية تابعة للحرس الثوري، فأدمغتهم مسجونة في رواتبهم الإيرانية، وفي بث قنوات المنار والعالم وما دار في فلكها، والصنف الثاني هم فلول تنظيم «الإخوان

المسلمون» المترنح في دمائه بعد اجتثاثه من كثير من الأوطان العربية.

شيعة العراق ولبنان واليمن وسوريا، وكذلك شيعة الخليج، بات أغلبهم يتخفف من الأحمال النفسية السلبية التي كانوا مشحونين بها إبان الخطاب الصحوي السني الذي استفزه الخمينيون لاستغلاله، لكنهم خسروه الآن، وباتوا في العراء، وفي المستقبل القريب سيزداد عدد المناوئين الشيعة للخمينية، وسيكون الجيل الحديث الواعي منهم أكثر جرأة في الدعوة إلى تجريم الصحوة الخمينية، فقد نشأ في ظروف مختلفة على المستويات الوطنية والثقافية والحضارية، فتح عينيه على أن خطاب الخمينية لا يتماشى مطلقا مع المرحلة، واكتشف مخططات الفرس التدميرية التي لا تفرق بين عربي وآخر، ولن يكون ذلك

بعيدا، فخطاب الخمينية يفقد مشروعيته يوما بعد آخر، والأصوات الحرة تتضاعف، يساعدها المناخ الصحي الذي وفرته المرحلة الجادة الطموحة.

رفعت عقالي لعدد من المثقفين الشيعة الأحرار قبل أشهر، وما أزال أرفعه باعتزاز وفخر، غير أني لا أستطيع تعداد أسمائهم؛ فقد كبر الصوت، واتسع به مدى الوعي، وسيكون له الأثر الحقيقي في توجيه أبناء العرب إلى بناء أوطانهم، والذود عنها، والإعراض عن أصوات المتخلفين الهائمين على وجه عصرنا بأدمغة القرون الأولى، وقطع ظلمات فتنها وحروبها وويلاتها!

@ahmad_helali