المعلمون ينتفضون.. والغضب يتصاعد في وجه الحرس الثوري

مراقبون: الاحتقان الشعبي وراء تفجير موكب قائد الكتيبة 110 بفيلق سلمان الفارسي
مراقبون: الاحتقان الشعبي وراء تفجير موكب قائد الكتيبة 110 بفيلق سلمان الفارسي

السبت - 23 أبريل 2022

Sat - 23 Apr 2022

فيما تفاعلت قضية قتيل الحرس الثوري الإيراني، تظاهر المعلمون الإيرانيون أمس، في مراكز المحافظات احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية والقمع المستمر والممنهج بحق نشطاء نقابيين وعدم تحقيق «المساواة في رواتب المتقاعدين».

ونقلت «العربية نت» عن موقع «إيران إنترناشيونال» أن الاحتجاجات تمت وسط أجواء أمنية مشددة لا سيما في العاصمة طهران، حيث انطلق التجمع في طهران صباحا من أمام مقر وزارة التربية والتعليم، أما في المدن الأخرى فتم أمام إدارات التربية والتعليم. وأكد بيان صدر عن المعلمين أن مطالبهم لم تنفذ على الرغم من الوعود التي قطعت لهم العام الماضي، وطالب المعلمون المحتجون بوضع حد «لسياسات احتكار التعليم»، مؤكدين أن عواقب هذه السياسات تتمثل في زيادة عمالة الأطفال والتسيب الدراسي.

أطلقوا المسجونين

دعا بيان المعلمين المحتجين إلى إطلاق سراح النشطاء النقابيين المسجونين، مؤكدا أن قوات الأمن والقضاء واصلت العام الماضي قمع المدرسين «بشكل ممنهج».

وأشار المعلمون إلى «جولة جديدة من قمع المعلمين»، والتي كان من ضمنها الحكم على 3 ناشطين نقابيين بالسجن لمدد تراوحت بين 4 و12 سنة. كما أشار إلى استدعاء الأجهزة الأمنية لمئات المعلمين في جميع أنحاء إيران خلال الأشهر الستة الماضية.

وشدد البيان على أن المحتجين لن يغادروا الشوارع حتى يتم تلبية مطالبهم. كما طالب المعلمون المحتجون بإقالة وزير التربية والتعليم، حيث إنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها المعلمون القمع لدى مطالبتهم بحقوقهم في شتى مدن إيران.

حالة احتقان

في المقابل، اعتبر مراقبون مهاجمة موكب أحد قائدي الحرس الثوري الإيراني ومقتل أحد مرافقيه، دليلا على حالة الاحتقان الموجودة في طهران تجاه الذراع العسكري لنظام الملالي. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا»، أن مسلحين مجهولين هاجموا موكب قائد بالحرس الثوري بمدينة زاهدان جنوب شرق إيران، مما أسفر عن مصرع المسؤول عن حمايته الشخصية.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها «إن مسلحين يستقلون سيارة من طراز بيجو هاجموا فجر أمس موكب قائد كتيبة القوات الخاصة 110 بفيلق سلمان الفارسي التابع للحرس الثوري بمدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان الجنرال حسين ألماسي». ووفق المصادر فإن الهجوم أسفر عن مقتل الحماية الشخصي وهو محمود آبسالان نجل الجنرال برويز آبسالان نائب قائد فيلق سلمان الفارسي بمحافظة سيستان وبلوشستان.

4 عناصر

وذكرت مواقع إخبارية إيرانية أن قائد كتيبة القوات الخاصة 110 بفيلق سلمان الفارسي الجنرال حسين آلماسي، أصيب بجروح بليغة، فيما نقلت وكالة أنباء «تسنيم» التابعة للحرس الثوري عن مصدر نفيه إصابة الجنرال حسين ألماسي، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.

وأعلن مساعد محافظ سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية والشرطية علي رضا مرحمتين، اعتقال الضالعين في عملية إطلاق النار على نقطة تفتيش في زاهدان مركز المحافظة.

وقال المسؤول الأمني الإيراني «إن الضالعين في عملية إطلاق النار هذه قد تم اعتقالهم وأن التحقيق جار معهم في الوقت الحاضر».

وقالت الوكالة الإيرانية «إن قوات الحرس الثوري اعتقلت الضالعين في هذا الحادث وهم 4 من العناصر الشريرة الذين كانوا يستقلون سيارة وأطلقوا النار على نقطة التفتيش».

فقر وتهميش

وتعتبر محافظة سيستان وبلوشستان المتاخمة للحدود مع باكستان وأفغانستان من المحافظات الأكثر فقرا في إيران، كما تتعرض المحافظة إلى التهميش والتمييز بسبب سياسات النظام كون غالبية سكانها من أبناء الطائفة السنية.

وتشهد هذه المحافظة ما بين الحين والآخر مواجهات مسلحة بين تنظيم جيش العدل البلوشي الذي يطالب بالاستقلال عن إيران وقوات الحرس الثوري.

ويرفع التنظيم شعار الصراع مع النظام الإيراني بهدف الدفاع عن أبناء القومية البلوشية الذين ينتمون للطائفة السنية.

وفي فبراير 2019 تبنى تنظيم جيش العدل مسؤوليته عن هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حافلة كانت تقل عناصر من الحرس الثوري أدت إلى مقتل 17 شخصا من الحرس في مدينة زاهدان عاصمة سيستان وبلوشستان.

الغضب الشعبي ضد الحرس الثوري.. لماذا؟

• يسيطر الحرس على مفاصل الدولة ويهيمن على الاقتصاد.

• يتولى قادة الحرس عمليات القمع ضد الشعب الإيراني.

• عين أحمد وحيدي أحد قادة الحرس وزيرا للداخلية (وزارة القمع).

• يشتهر الحرس داخليا بقمعه الأوسع والأكثر دموية للمحتجين.