إبراهيم أحمد الجنيدل

باب الأولويات معطوب!

الأربعاء - 20 أبريل 2022

Wed - 20 Apr 2022

«من اشترى ما لا يحتاج إليه يوشك أن يبيع ما يحتاج إليه» هذه المقولة تنسب لعبدالله بن عباس - رضي الله عنه -، أخذت بالاعتبار الحقبة الزمنية التي كانت في عهد الصحابي عبدالله بن عباس - رضي الله عنه -، وتأملت العبارة جيدا حتى انقدحت في ذهني عدة تساؤلات:

ما هي الأشياء في ذلك الزمن التي تصنف من غير الحاجيات وتعتبر من غير الأساسيات؟ وماهي الأشياء الثانوية في ذلك الزمن؟ وما هي الأشياء الكمالية بذلك الزمن؟

قارنت بينها وبين واقعنا اليوم، وبالطبع الفارق هائل وكبير، واقعنا اليوم فيه الكثير من الأشياء الكمالية، والثانوية، وهذا شيء طبيعي وليست هنا المشكلة، لكن الإشكالية في اعتقادي تكمن في تحديد معيار الحاجيات، كيف نُمايز بين الأساسيات ونحددها ونعرف الثانويات ونفصلها عن الكماليات!

التداخل بينهم كبير والمغريات كثيرة، وليزول هذا الإشكال ينبغي علينا تحديد الأولويات الشخصية التي تناسبنا ونبدأ بالأهم فالأهم، مع التقيد بالزمن وبوقت معلوم؛ فمثلا لديك أمر مهم على الفترة الزمنية المتوسطة، ولديك أمور أهم على الفترة الزمنية الآنية، ولديك أمور مهمة لكن يمكن تأجيلها لفترة من الزمن وهكذا.

والمفتاح لمعرفة الأمور الأساسية في حياتك «الحاجة» والضرورة نعم الضابط، الحاجة لا الشهوة والرغبة المزاجية، وإذا انقضت «الحاجة» تفتح لنفسك باب الرغبات لكن بتقنين دون تغليب الحاجة على الرغبة، ولعلي استشهد بقصة مشهورة في هذا الشأن حصلت مع الصحابي جابر وعمر - رضي الله عنهم أجمعين -، عندما رأى عمر بن الخطاب لحما معلقا بيد جابر فقال ما هذا يا جابر؟ قال جابر: اشتهيت لحما فاشتريته، فقال عمر: «أو كلما اشتهيت اشتريت يا جابر!»

أنا لا أنادي بالتقطير على النفس والتضييق عليها، لكن أنادي بترتيب الأولويات، على حسب القدرة المالية والاجتماعية والإمكانيات المتاحة لكل شخص على حده، لكيلا تضطر لبيع ما تحتاج إليه بيوم من الأيام.

ibrahiem1994@