فواز عزيز

مسلسلات المشاهير الجدد

الأربعاء - 20 أبريل 2022

Wed - 20 Apr 2022

مال الإعلان مطمع للمشاهير الجدد، وتأثير المشهور على متابعيه مطمع للمعلنين، والمطمعان يلتقيان عند جيب الجمهور الذي يتحمل كامل التكاليف وهو يضحك..!

ميدان «وسائل التواصل الاجتماعي» خطف الإعلان من أغلب الوسائل الإعلامية بأمرين:

الأول: كثافة المتابعة من الجمهور الذي يشاهد ما يسب وينتقد أكثر من مشاهدته لما يحبه أو يعجبه.

الثاني: نتائج التأثير من قبل المشاهير على المتابعين، الذين يتأثرون بسهولة ويتزاحمون عند باب التاجر بعد الإعلان المباشر الذي لم يبذل أي جهد لإقناعهم بالشراء، وهذا بالضبط ما يحتاجه المعلن بغض النظر عن مصداقية الوسيلة أو صاحبها.

مال الإعلان الوفير -الذي يُجنى في النهاية من جيب الجمهور- أصبح مغريا لأغلب المشاهير، وليت ذلك توقف عند كسب مال الإعلان وفق معايير التأثير، بل تجاوز ذلك إلى حيل لزيادة المتابعين لرفع أسعار الإعلان، وكان لبعضهم ما أراد، حتى تحدث أحد المشاهير مؤكدا أن بعض إعلاناته تصل قيمتها إلى نصف مليون ريال، وبعيدا عن مصداقية ذلك من عدمه، إلا أن ذات المشهور يتفاخر بأنه بالإعلان يخدم متابعيه، والحقيقة أنه يخدم نفسه أولا بمال الإعلان، وثانيا يخدم المعلن؛ لأنه يقنع متابعيه بشراء السلعة المعلن عنها.. فالمكاسب لهما من جيب الجمهور الذي يصفق للمشهور الذي يبذل كل

جهوده لزيادة مبيعات التاجر لتزيد مداخيل الإعلان عليه.

من الحيل التي يكسب بها المشاهير زيادة المتابعة، حيلة صناعة «المسلسلات» بدل صناعة المحتوى... بلا سيناريو وبلا حوار وبلا إخراج وبلا مونتاج، بل بفوضوية وعشوائية لا تحدها حدود سوى «سوق الإعلان» خلق «المشاهير الجدد» على وسائل التواصل الاجتماعي «دراما» بشللية تبتكر قصصا وحكايات وتمثلها كأنها «عفوية» وحقيقية كما يعتقد كثير من متابعي هؤلاء المشاهير.

كثير من مشاهير «سناب شات» أصبح لديه «قروب تمثيل» يتعاون في خلق قصص يصورها على أنها واقعية وعفوية وهي أبعد ما تكون عن الواقعية والعفوية؛ وكل ذلك لزيادة المشاهدات لكسب المزيد من الإعلانات التي أصبحت بابا للثراء لكثير منهم وهو -الثراء- حق مشروع لأي فرد، لكن ما ليس مشروعا هو الكذب وإيهام المتابع بأن ما يراه واقعي وعفوي بينما هو تمثيل.

كثير مما يعرض على منصات «السوشال ميديا» مسرحيات، فيها الجدي والمعرفي وفيها الهزلي والكوميدي وفيها الساخر والشاعر وفيها العفوي والمتصنع، وكان يفترض أن يكون الحكم الجمهور، لكنه تخلى عن حقه في التقييم.

@fwz14