الجامعات والفصول الثلاثة
الثلاثاء - 19 أبريل 2022
Tue - 19 Apr 2022
التعليم عملية دائبة مستمرة لا تنقطع ولا تتوقف حتى عندما يتجاوز الإنسان السن التي تحددها الأعراف للتعلم، ينتقل إلى مدرسة واسعة هي مدرسة الحياة حين لا ينقطع فيها التعليم ولا يقف عند حد معين، وبعد أن عرف الناس التعليم الحديث المقنن الذي يفصل التخصصات ويحدد المناهج التي يتطلبها اهتمام الناس وحاجاتهم، احتاج التعليم النظامي إلى التحديث من وقت لآخر، واحتاجت مناهجه إلى التعهد المستمر الدائم والتقويم الذي يقيس كفاءة مخرجاته وأصالة تخصصاتها وأهم من ذلك كله إتقان التخصص في التعليم العالي بعد إتقان المهارات الأولية فيما يعرف بالتعليم العام أو التعليم الأولي.
وقد اختلف الزمن الذي يحدد في مداه قياس التحصيل أي الاختبار، فهناك من أنظمة التعليم ما يجعل مداه سنة دراسية كاملة وهذه الفترة من أقدم الأنظمة المعمول بها في العالم الحديث ولا سيما التعليم العالي، وبعد ذلك يأتي من يأخذ بنظام الفصول الدراسية التي يعمل عليها عدد كبير من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والعام في مختلف الدول ويقسم هذا النظام الفصلي إلى نظام الفصلين والثلاثة والأغلب من الجامعات اليوم تعمل على نظام الفصلين الدراسيين في السنة كما يوجد غيرهما، وهناك من يأخذ بنظام الفصول الثلاثة في العام الدراسي الواحد وكل هذه الأنظمة الثلاثة تخضع للمراجعة وللتقويم
باستمرار، وقد جرب التعليم عندنا النظامين الأولين نظام السنة الدراسية الكامل ونظام الفصلين وهو ما كان معمولا به حتى الوقت الحاضر، ولكل من هذه الأنظمة الثلاثة حسناته وما يؤخذ عليه ويظهر في الآونة الأخيرة أن النظر يتجه إلى تجربة الفصول الثلاثة في التعليم العام، وقد بدأت التهيئة لتطبيقه في الفصل القادم الذي سيبدأ مع بداية السنة الهجرية 1444هـ وهي التجربة الأولى التي ستطبقها الجامعات في المملكة.
وإذا كانت تجربتنا للنظامين الأول والثاني طويلة إلى حد ما فإن من الممكن تزكية النظام الأول من حيث جودة الأداء والاستفادة من الزمن الممتد سنة كاملة، وكانت مخرجات تلك الفترة أفضل من تجربة النظام الثاني ذي الفترتين، وتميل كفة النظام الممتد لعام واحد على نظام الفصلين الدراسيين إلا أن ضرورة التغير والتسارع الذي يحدث في الزمن وحاجة بعض الحالات إلى الاكتفاء بمادة واحدة لكل فصل دراسي قد يكون لصالح الفصلين وهو ما جعل العمل بهما يستمر طويلا مقارنة بنظام العام الدراسي الكامل.
أما التجربة الثالثة التي نحن مقدمون عليها في السنة المقبلة فهي تجربة جديدة على تعليمنا العالي وإن لم تكن جديدة عند غيرنا؛ حيث توجد الأنظمة الثلاثة مطبقة في بعض الدول السنة والفصلين والثلاثة بل إن بعض الدول يوجد فيها نظام الفصلين والثلاثة في نفس الوقت وهو أمر ممكن ومحبذ حينما تتعدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ويكون لها أو لكل منها خيار المنهج الذي تراه مناسبا.
وهو ما يجب أن نبدأ به تجربتنا الجديدة فلا نعمم الانتقال إلى الفصول الثلاثة في وقت واحد لكن الأولى أن يترك للجامعات حرية الأخذ بأي النظامين وما تراه مناسبا لها ولإمكاناتها وطبيعة عملها وتمنح حرية البقاء على النظام القديم أو التحول إلى النظام الجديد، ولعله من نافلة القول أن الجامعات في البلد الواحد والدولة الواحدة لا يجب أن تكون كل منها صورة طبق الأصل للأخرى بل إن جودة التعليم وكفاءته تحتاج إلى مساحة معقولة من الاستقلال والحرية وإعمال نظام المجالس الأكاديمية واحترام قراراتها وما تراه مناسبا لها.
وإذا أراد المسؤولون عن التعليم العالي - وهم يريدون إن شاء الله - منافسة علمية سليمة وتميزا بين الجامعات ومخرجات ترتفع بها العملية التعليمية فعليهم منح مساحة معقولة لاستقلال الجامعات وتحرير قراراتها من أشواك البيروقراطية وتعقيدها.
Mtenback@
وقد اختلف الزمن الذي يحدد في مداه قياس التحصيل أي الاختبار، فهناك من أنظمة التعليم ما يجعل مداه سنة دراسية كاملة وهذه الفترة من أقدم الأنظمة المعمول بها في العالم الحديث ولا سيما التعليم العالي، وبعد ذلك يأتي من يأخذ بنظام الفصول الدراسية التي يعمل عليها عدد كبير من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والعام في مختلف الدول ويقسم هذا النظام الفصلي إلى نظام الفصلين والثلاثة والأغلب من الجامعات اليوم تعمل على نظام الفصلين الدراسيين في السنة كما يوجد غيرهما، وهناك من يأخذ بنظام الفصول الثلاثة في العام الدراسي الواحد وكل هذه الأنظمة الثلاثة تخضع للمراجعة وللتقويم
باستمرار، وقد جرب التعليم عندنا النظامين الأولين نظام السنة الدراسية الكامل ونظام الفصلين وهو ما كان معمولا به حتى الوقت الحاضر، ولكل من هذه الأنظمة الثلاثة حسناته وما يؤخذ عليه ويظهر في الآونة الأخيرة أن النظر يتجه إلى تجربة الفصول الثلاثة في التعليم العام، وقد بدأت التهيئة لتطبيقه في الفصل القادم الذي سيبدأ مع بداية السنة الهجرية 1444هـ وهي التجربة الأولى التي ستطبقها الجامعات في المملكة.
وإذا كانت تجربتنا للنظامين الأول والثاني طويلة إلى حد ما فإن من الممكن تزكية النظام الأول من حيث جودة الأداء والاستفادة من الزمن الممتد سنة كاملة، وكانت مخرجات تلك الفترة أفضل من تجربة النظام الثاني ذي الفترتين، وتميل كفة النظام الممتد لعام واحد على نظام الفصلين الدراسيين إلا أن ضرورة التغير والتسارع الذي يحدث في الزمن وحاجة بعض الحالات إلى الاكتفاء بمادة واحدة لكل فصل دراسي قد يكون لصالح الفصلين وهو ما جعل العمل بهما يستمر طويلا مقارنة بنظام العام الدراسي الكامل.
أما التجربة الثالثة التي نحن مقدمون عليها في السنة المقبلة فهي تجربة جديدة على تعليمنا العالي وإن لم تكن جديدة عند غيرنا؛ حيث توجد الأنظمة الثلاثة مطبقة في بعض الدول السنة والفصلين والثلاثة بل إن بعض الدول يوجد فيها نظام الفصلين والثلاثة في نفس الوقت وهو أمر ممكن ومحبذ حينما تتعدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ويكون لها أو لكل منها خيار المنهج الذي تراه مناسبا.
وهو ما يجب أن نبدأ به تجربتنا الجديدة فلا نعمم الانتقال إلى الفصول الثلاثة في وقت واحد لكن الأولى أن يترك للجامعات حرية الأخذ بأي النظامين وما تراه مناسبا لها ولإمكاناتها وطبيعة عملها وتمنح حرية البقاء على النظام القديم أو التحول إلى النظام الجديد، ولعله من نافلة القول أن الجامعات في البلد الواحد والدولة الواحدة لا يجب أن تكون كل منها صورة طبق الأصل للأخرى بل إن جودة التعليم وكفاءته تحتاج إلى مساحة معقولة من الاستقلال والحرية وإعمال نظام المجالس الأكاديمية واحترام قراراتها وما تراه مناسبا لها.
وإذا أراد المسؤولون عن التعليم العالي - وهم يريدون إن شاء الله - منافسة علمية سليمة وتميزا بين الجامعات ومخرجات ترتفع بها العملية التعليمية فعليهم منح مساحة معقولة لاستقلال الجامعات وتحرير قراراتها من أشواك البيروقراطية وتعقيدها.
Mtenback@