تقرير دولي يفضح المتاجرة بسوريات لاجئات

تحرش جنسي وابتزاز وانتهاكات صارخة في مخيمات الأرامل.. ومنظمات عالمية تطالب بالتدخل
تحرش جنسي وابتزاز وانتهاكات صارخة في مخيمات الأرامل.. ومنظمات عالمية تطالب بالتدخل

الاثنين - 18 أبريل 2022

Mon - 18 Apr 2022








أسرة سورية في مخيمات اللاجئين                                     (مكة)
أسرة سورية في مخيمات اللاجئين (مكة)
فضح تقرير حديث صادر عن منظمة دولية عن ممارسات بشعة داخل مخيمات للاجئين السوريين، تصل إلى حد إجبار النساء على ممارسة الجنس من أجل البقاء فيما يوصف بمخيمات الأرامل.

وحذر التقرير الذي نشرته «وورلد فيجن» من العنف المزمن، وفق شهادات الأرامل للمنظمة الإنسانية التي تعمل في شتى أنحاء العالم، وأكد بعد مقابلات عدة مع نساء، إجبار بعضهن على ممارسة الجنس، موضحة أن «أكثر من 80% من النساء لا يتلقين رعاية صحية كافية، و95% عبرن عن شعورهن باليأس»، حسب «إندبندنت عربية».

وأضافت المنظمة، التي قابلت 419 امرأة على امتداد 28 مخيما تحوي نساء عازبات فقدن أزواجهن أو مطلقات مع أطفالهن، أن «واحدة من كل أربع نساء تقريبا شهدت اعتداءات جنسية في المخيم على نحو يومي أو أسبوعي أو شهري».

إيذاء جنسي

ولم يكتف التقرير بكشف حقائق تعرض النسوة القاطنات بالمعسكرات إلى الإيذاء الجنسي، «فلا يسمح لهن بمغادرة المخيمات بحرية، حتى لا يتمكن من البحث عن عمل مدفوع الأجر، أو إعالة أسرهن، ويجد بعضهن أنه لا خيار سوى الانخراط بما يسمى الجنس من أجل البقاء».

ويقول الناشط الحقوقي، رضوان العلي، إنه في حال صدق ما ذكره التقرير الصادر عن «وورلد فيجن» فنحن أمام كارثة إنسانية، داعيا إلى فتح تحقيق عاجل من قبل الجهة التي تسيطر على المنطقة، حيث يقبع في 1300 مخيم قرابة ثلاثة ملايين نازح شمال غرب سوريا.

وأردف «لا يجب إسدال الستار عن هذه المعلومات المرعبة، ولا بد من معاقبة الفاعلين، واللافت في سياق معلومات التقرير أنه لا يسمح للنسوة بالخروج خارج المخيمات لتقييد حريتهن، وهذا يعني عدم كسبهن المال، وهن الآن أشبه بالمحتجزات داخل خيامهن».

مخيمات الأرامل

وتسيطر فصائل المعارضة السورية، والجيش التركي على المناطق التي تقبع فيها مخيمات «الأرامل»، وفي حين رفضت شخصيات قيادية في المعارضة التحدث عن الأمر، ذكر أحد الناشطين في مجال الخدمات الإنسانية يعمل في الشمال السوري، أن هناك «بعض الانتهاكات، ولكنها نادرة، فالعمل الإنساني واسع، وهذه الاتهامات تسيء لأعمال إغاثية ومتطوعين يصلون الليل بالنهار لإنقاذ الناس وإسعافهم وتضميد جروحهم الجسمية والمعنوية».

وقال الناشط، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى عرف تتبعه المنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة على الأرض، بعدم ابتزاز المستفيدين من الخدمات، أو حتى استغلالهم، وفي حال حدوث ذلك تتخذ المنظمة قرار فصلهم من العمل.

وأضاف «لا يجب أن نغبن عمل كثير من الموظفين المجتهدين والمخلصين في وقت لا بد فيه من معاقبة المسيئين. نرجو عدم التعميم كي لا ينال الظلم شريحة تعمل بصمت وباجتهاد».

ما خفي أعظم

ويشير أحد العاملين في المجال الإنساني الذي عمل بمخيمات النزوح عام 2018، قبل أن يرحل للعيش في غازي عينتاب التركية إلى أن «ما خفي كان أعظم»، ويصف الأمر بأنه «غير إنساني ويندى له الجبين».

ويضيف «على الرغم من الحالات الشاذة من قبل العاملين في المجال الإنساني، لا بد من معرفة حجم المعاناة لدى كثير من النساء والأطفال حيال الرعاية الصحية المفقودة، وسوء تغذية الأمهات والحوامل والأطفال. نسبة قليلة من الأطباء تعمل في تلك المخيمات».

ويتابع «الأمر في غاية الصعوبة، فعلاوة على قلة الغذاء، وفقدان حليب الأطفال، وشح الطحين، هناك شعور باليأس يسيطر على كثير من الصغار، الذين لم يتذوقوا طعم الفاكهة في حياتهم.

تحرش وابتزاز

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، قبل عام مضى، عن فضيحة التحرش والابتزاز الجنسي من قبل الموظفين في المجال الإنساني، عبر شهادات لضحايا يقمن في مخيم الأرامل بقرية الدانا بريف إدلب.

ومنذ مارس 2020، أبدى صندوق الأمم المتحدة للسكان قلقا متزايدا إزاء أوضاع النساء والفتيات المحاصرات في شمال غربي البلاد، لما يتحملن من أعباء تحت وطأة هذه الأزمة، ويكافحن من أجل البقاء ورعاية الأطفال، مؤكدا أن 80% من النازحين نساء وأطفال، وهناك ما يقارب 25 ألفا من النساء الحوامل.

ومع استمرار الحرب في هذه البقعة من الأرض السورية شمالا، وعدم التوصل إلى حلول سياسية، يزداد الوضع الإنساني سوءا، مع مشكلة تأخر وصول المساعدات، فضلا عن العدد المتزايد من النازحين، لتزيد الانتهاكات الخطيرة بحق الإنسانية المشهد سوداوية، بينما المطالبات بفتح تحقيقات عاجلة لمعاقبة المسيئين لا تجد من يستجيب لها.

أرقام صادمة:

80% من النازحين نساء وأطفال.

25 ألف امرأة حامل في مخيمات شمال سوريا.

28 مخيما لنساء فقدن أزواجهن.

95% من المقيمات في المخيمات يشعرن باليأس.