باسل النيرب

الهجمات الرقمية للمعلومات الخاطئة

الاثنين - 18 أبريل 2022

Mon - 18 Apr 2022

يهيمن مصطلح «الأخبار الكاذبة» على المجتمع ووسائل الإعلام، ويتم إلقاء اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي على أنها المصدر الرئيس للأخبار الكاذبة فلا يوجد «حارس» نسبة إلى نظرية حارس البوابة يمكن أن يعدل الخطأ في النشر أو يصحح للجمهور عند انتشار الأخبار الكاذبة، وبتنا نشهد اختلالا غير مسبوق في ميزان تدقيق الحقائق ولا يملك أي طرف على مستوى العالم الوصفة السحرية لمواجهة الأخبار الكاذبة أو الحد من انتشارها.

في عالم تدقيق المحتوى الخاص بالأخبار الكاذبة. هناك مصطلحان يتم طرحهما وهما «معلومات خاطئة» و«معلومات مضللة». والمصطلحان مرتبطان ارتباطا وثيقا، فالمعلومات الخاطئة «هي معلومات غير صحيحة أو مضللة، تنشر معلومات كاذبة عن قصد وفي كثير من الأحيان نشر الشائعات من أجل التأثير على الرأي العام أو التعتيم على الحقيقة». أما المعلومات المضللة فيتم من خلال المشاركة عن طريق الخطأ وتأتي المعلومات المضللة مع أجندة محددة.

مع الحرب الأوكرانية انتشرت مقاطع جديدة أبرزها مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لقيام جنود بقتل رجل عجوز وزوجته مباشرة، فيما نقل البعض أنه عينة من جرائم لجنود من روسيا في الشيشان، وأفاد البعض بأنها جريمة نفذها أوكرانيون خدموا مع الجيش الروسي خلال حرب الشيشان بين عامي 1999 و2009. والحقيقة أن المشهد من فيلم بعنوان «The search» يتناول أحداثا دارت في حرب الشيشان الثانية 1999 أنتج عام 2014، كما انتشرت مقاطع ألعاب فيديو تم تصويرها على أنه لقطات أصلية، وصور معدلة ببرنامج، وهدفت جميع الأمثلة على إثارة المشاعر، أو

انتحال شخصيات أصيلة، أو زيادة استقطاب الجماعات المختلفة.

وفي ذات الوقت أطلقت العديد من منصات التواصل الاجتماعي حملات ضد المعلومات المضللة وخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، فمثلا أعلن يوتيوب أنه سيزيل مقاطع الفيديو التي «تنكر أو تقلل من أهمية» الصراع، قاد Facebook حملات لمحاربة الأكاذيب، وبدأ Instagram في الإبلاغ عن المشاركات التي تحتوي على معلومات مضللة، ومع ذلك انتشرت مجموعة كبيرة من مقاطع الفيديو المضللة أو الخاطئة.

من بين الأكاذيب الأكثر شيوعا ورواجا مقاطع الفيديو والصور التي تم التلاعب بها، ولتحديد إذا كانت الصورة أصلية أو تم التلاعب بها قبل المشاركة والنشر لحصد الإعجابات يتم استخدام أداة «البحث العكسي عن الصور» وهناك العديد من محركات البحث توفر هذه الخدمة مثل (TinEye, Bing Google, Yandex) مع ملاحظة أن ليس كل صورة أو مقطع فيديو يستحق عمليه البحث العكسي؛ فمثلا هناك شروط متعارف عليها وتتطلب فحصا إضافيا مثل «هل المحتوى يثير استجابة عاطفية قوية أو يدفع لظهور أجندة سياسية أو يتبنى تحيزات»، وإذا كانت الإجابة «نعم» فمن المحتمل إجراء

بحث عكسي عن الصور.

وتبقي مسألة البحث عن الصورة سهلة وبخطوات بسيطة يمكن الكشف عن الخدعة قبل المشاركة فيها، كما يمكن لمعظم محركات البحث استخدام عنوان URL للصورة وتتمثل في:


  • تنزيل الصورة المعنية.



  • تحميل تلك الصورة إلى محرك البحث.



  • البحث للحصول على قائمة بالنتائج التي تعرض مكان نشر تلك الصورة عبر الإنترنت.






مع ملاحظة التغيرات الحاصلة عليها والمتمثلة في التسميات التوضيحية ومصدر الصورة والإصدارات المتطورة من الصورة التي تختلف عن الأصل المنشور على محرك البحث.

في مقاطع الفيديو الأكثر انتشارا «التزييف العميق» وهو أداة للتعلم العميق والتزييف تستخدم مقاطع الفيديو الكاذبة بواسطة الذكاء الاصطناعي لاستبدال صورة شخص بآخر في مقطع فيديو أو وسائط رقمية أخرى، وأفضل استراتيجية لتحديد التزييف العميق هي البحث عن مصدر الفيديو ومشاهدة المقطع بتركيز وكذلك وضع جزء من المقطع على محرك (Google أو DuckDuckGo) ثم البحث عن نسخة متشابهة ثم المقارنة بين النسختين، ويمكن رصد واكتشاف آثار التلاعب ومن بعض الجوانب الظاهرة وجود لقطات غير متسقة أو تغير في نبرة الصوت أو جودته أو عدم تطابق الصوت وغيرها.

خلاصة القول لا يوجد طريقة مضمونة تماما للتحري عن صحة الصور واكتشاف التلاعب بالفيديو بشكل كامل، وتوفر التقنية جزءا لا بأس به من الحل ولكن الحل الأمثل في تعزيز الفكر النقدي، واستخدام عدة طرق ومحركات بحث عديدة للتأكد من أن الصورة حقيقية ولم يتم التلاعب بها وأيضا المقارنة بين نتائج البحث.

@b_nerab