الدماء تسيل.. والأقصى يستغيث

الرئاسة الفلسطينية تطالب بشد الرحال للدفاع عن حرمة المسجد
الرئاسة الفلسطينية تطالب بشد الرحال للدفاع عن حرمة المسجد

الاحد - 17 أبريل 2022

Sun - 17 Apr 2022

فيما أصيب واعتقل عدد من المصلين في المسجد الأقصى أمس خلال اقتحام قوات إسرائيلية، طالبت الرئاسة الفلسطينية شعبها بشد الرحال للمسجد الأقصى الذي يستغيث، والتصدي للتصعيد الإسرائيلي الخطير.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة قوله إن «تصريحات نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي مرفوضة تماما، وهي محاولة لتشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك».

وأضاف أبوردينة «نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، ونطالب الإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها»، وأكد أن «شعبنا الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات».

وأفادت تقارير إخبارية بوقوع إصابات واعتقالات في صفوف المصلين الفلسطينيين في مواجهات وقعت مع قوات إسرائيلية في الحرم القدسي أمس.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عددا من المصلين أصيبوا واعتقل آخرون «خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين»، وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس أن طواقمها تعاملت مع تسع إصابات.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن «البيانات الدولية والأمريكية الشكلية شجعت الاحتلال على تكرار جريمته ضد المسجد الأقصى المبارك».

وطالبت الوزارة في بيان «الإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتها، وعدم الاكتفاء ببيانات ومناشدات عامة، وتدعوها إلى تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا العدوان الدموي ضد القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية».

وطالبت بـ «ضرورة التدخل الفوري المباشر لوقف مسلسل التصعيد الإسرائيلي الذي يهدد بإشعال ساحة الصراع والمنطقة برمتها»، مؤكدة أن «صمود المقدسيين والمرابطين وتصديهم لهذه الاعتداءات كفيل بإسقاط مشاريع الاحتلال التهويدية للقدس والمسجد الأقصى».

وأدانت الوزارة «الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال وشرطته وأجهزته المختلفة صباح أمس ضد المسجد الأقصى المبارك، والمصلين، والمعتكفين فيه، الذي يتكرر للمرة الثانية بعد الاعتداء الهمجي الذي مارسته الجمعة الماضي، مما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين المصلين، في حين منعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول من أجل تقديم الإسعافات المطلوبة للجرحى، بالإضافة إلى اعتقال العشرات».

وأكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أمس، أن تكرار المشهد الدموي في المسجد الأقصى المبارك أمس، جاء لتسهيل اقتحامات المتطرفين اليهود للأقصى وتكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا.

جاء ذلك في رسالتين متطابقتين بعثهما الوزير المالكي أمس إلى كل من أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، بشأن ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من عدوان إسرائيلي متواصل واقتحامات لغلاة المتطرفين وعمليات قمع وتنكيل بالمصلين والمعتكفين.

وحث المالكي «الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على التحرك مع الأطراف كافة لنصرة القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، خاصة وأنها تتعرض لعملية أسرلة وتهويد وتطهير عرقي ومخططات احتلالية لفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي».

وأشار المالكي إلى أن «مواجهة تغول الاحتلال الإسرائيلي على القدس ومقدساتها هي مسؤولية عربية إسلامية جماعية، تتطلب تعميق الحراك العربي والإسلامي على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية الدولية كافة، لحشد أوسع ضغط دولي على الاحتلال لكف يده عن القدس ومقدساتها، ولتوفير الحماية الدولية لشعبنا عامة والقدس بشكل خاص».