3 سيناريوهات لإنهاء الوضع المتفجر في ليبيا

مخاوف من مواجهات شعبية وحرب أهلية وكارثة دموية في ظل وجود حكومتين
مخاوف من مواجهات شعبية وحرب أهلية وكارثة دموية في ظل وجود حكومتين

الأحد - 17 أبريل 2022

Sun - 17 Apr 2022

تفجر الوضع بشكل غير مسبوق في العاصمة الليبية طرابلس، بعد نزول حشود عسكرية بالمنطقة الغربية، وتواصل التحركات المسلحة إلى معبر وازن الحدودي مع تونس لمنع رئيس الحكومة المنتخب من قبل البرلمان فتحي باشاغا من دخول طرابلس.

وفيما تمسك رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية السابق عبدالحميد الدبيبة بالبقاء في الكرسي رافضا كل محاولات إزاحته، توقع المراقبون أن تشهد الأيام القليلة المقبلة 3 سيناريوهات ساخنة، وفقا لموقع (العين) الإماراتي الإخباري.

وفي ظل اجتماعات مكوكية بين القاهرة وتونس وجهود حثيثة للأمم المتحدة لنزع فتيل الأزمة قبل تفجر الوضع، زعم عميد بلدية نالوت عبدالوهاب الحجام أنهم نجحوا في التصدي لقوات حاولت تأمين دخول رئيس الحكومة فتحي باشاغا من تونس لليبيا عبر معبر الذهبية- وازن الحدودي.

سيناريوهات متفجرة

ويرى المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، أن الوضع المتفجر الحالي يقود إلى ثلاثة سيناريوهات تبدأ بنجاح فتحي باشاغا في تولي المسؤولية بضغوط إقليمية ودولية، أو من خلال مواجهة شعبية في الشارع وهو الأمر الذي ينذر بكارثة دموية، وأخيرا بقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرار التوتر.

ويلفت المحلل خالد الترجمان إلى وجود بعض الميليشيات التي تساند باشاغا وتحاول الانتشار في محيط طرابلس الكبرى، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة يعقد اجتماعات مستمرة في مقر إقامته بتونس مع قادة الميليشيات الموجودة في غرب البلاد، في محاولة لاستمالتها.

وأوضح أن غلق ميناء البريقة والحقول التابعة والمؤدية للميناء، يعد تطورا خطيرا، فهو بمثابة رسالة ضغط على حكومة الدبيبة للرحيل بشكل عاجل، وحذر من أن الأمور ستتطور خلال اليومين المقبلين، بعد أن يترك فتحي باشاغا، مقولته الشهيرة بأنه سيدخل بقوة القانون محاولا العثور على طرق بديلة للدخول إلى طرابلس، وأشار إلى أن وتيرة التوتر في العاصمة الليبية بدأت ترتفع، إن لم يتدخل عقلاء المشهد الدولي لإجبار الدبيبة على الرحيل وترك مقر الحكومة في طرابلس لباشاغا.

تحركات الدبيبة

في المقابل، تتزايد تحركات عبدالحميد الدبيبة لإحكام قبضته على الحكم وعدم تمكين باشاغا من الوصول إلى طرابلس، حيث أكد في تصريحات عقب لقاء بعض المسؤولين المحليين على ضرورة العمل على استتباب الأمن بالمنطقة وعدم السماح بأي تحركات «غير مسؤولة» تهدف إلى زعزعته، في إشارة إلى إفشال أي محاولات من شأنها السماح بدخول باشاغا برا إلى ليبيا عبر تونس.

ولم يكتف الدبيبة بلقاء مسؤوليه، بل إنه عقد لقاء - كذلك - مع السفير التونسي المعتمد لدى ليبيا الأسعد العجيلي، وآمر قوة مكافحة الإرهاب اللواء محمد الزين، لمناقشة زيادة التنسيق الأمني بين البلدين.

وتناغمت لقاءات للدبيبة مع تصريحات لمسؤوليه، كان الهدف الأوحد منها منع دخول فتحي باشاغا إلى العاصمة الليبية طرابلس برا عبر المعبر الحدودي مع تونس، أو جوا عبر مطار معيتيقة.

خطة الاقتحام

وكشفت مصادر ليبية أن ميليشيات الدبيبة تسربت إليها خطة باشاغا للدخول إلى طرابلس برا عبر تونس، بعد لقائه في العاصمة التونسية قيادات مسلحة، للترتيب لهذا الأمر.

وأوضحت المصادر، أن خطة باشاغا كانت تتضمن دخول ليبيا عبر معبر وازن الحدودي مع جنوب تونس، وصولا إلى الزنتان ثم الانحدار نحو طرابلس، إلا أن ميليشيات الدبيبة هرولت للسيطرة على المعبر؛ لإفشال تلك المساعي، وهو ما تكلل بالنجاح حتى اللحظة.

وتجاهلت حكومة فتحي باشاغا الحديث أو الإشارة لتصريحات عميد بلدية نالوت أو تسريب خطة دخول ليبيا، وأكدت في بيان صادر عنها فجر الأحد، على نهجها الثابت بعدم استعمال القوة، محملة مسؤولية التصعيد والتحريض على العنف للحكومة منتهية الولاية.

وأدانت حكومة باشاغا، «إهدار المال العام، وتسخير ثروات الدولة الليبية لصالح حكومة خارجة عن الشرعية، تسعى لبث الفتنة ونشر الفوضى للاستمرار في السلطة»، مشيرة إلى أنها ستواجه هذا «الانحراف» بالطرق السياسية بحزم وجدية.

تصعيد عسكري

وحملت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب حكومة الوحدة الوطنية مسؤولية أي تصعيد عسكري يهدد سلامة المدنيين.

وأصدرت الحكومة التي يرأسها وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا أمس بيانا أكدت فيه التزامها بمباشرة عملها من العاصمة طرابلس وفق القانون، وبالطرق السلمية. وأبدت ضمنه ترحيبها بما صدر عن قيادات عسكرية بمدينة مصراتة، ورفضهم التصعيد العسكري، وتأكيدهم على الالتزام بالطرق السلمية والسياسية للتداول على السلطة.

وكان ثلاثة من أبرز قادة الكتائب المسلحة في مصراتة، وهم: مختار الججاوي، وعبدالسلام عليلش، ومحمد الحصان قد اجتمعوا صباح أمس الأول في تونس مع باشاغا، وأصدروا عقب ذلك بيانا أشاروا فيه إلى فتحهم قنوات اتصال بين الأطراف لتجنيب طرابلس والمنطقة الغربية شبح الصدام.

وطالبوا ضمنه الدبيبة وباشاغا بإبقاء الصراع في شكله السياسي كما تعهدا أمامهم، محملين إياهم والبعثة الأممية مسؤولية أي قطرة دماء قد تسيل.

توتر واستنفار

وفي بيان آخر صدر أمس طالبت القوة الثامنة «النواصي» رؤساء الحكومتين بإبقاء الصراع ضمن الإطار السياسي، وحذرتهما من تحويل الأزمة إلى صراع مسلح يأكل الأخضر واليابس في العاصمة، وحملتهما مسؤولية أي قطرة دم قد تسقط من أي طرف كان في سبيل الوصول إلى السلطة، وفق نص البيان.

وحذرت القوة التابعة لوزارة الداخلية والمتمركزة وسط طرابلس من أن ما تشهده المدينة من توتر نتيجة الصراع السياسي بين الحكومتين «يكاد أن يتحول إلى صدام مسلح»، وأكدت على الثوابت والقيم الدافعة للحفاظ على العاصمة آمنة مطمئنة، داعية كل القوى الأمنية إلى التزام الحياد وعدم الانجرار خلف أي دعوة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار والفتنة.

وشهدت عاصمة الدولة وكبرى مدنها توترا واستنفارا أمنيا ظهر في تكدس سيارات عسكرية تتبع حكومة الوحدة الوطنية بمناطق مختلفة من المدينة، وإقامة سواتر ترابية على مداخلها بالتزامن مع تواتر أنباء عن نية قوات تابعة لباشاغا دخولها من عدة جهات، كما تشهد مصراتة توترا وانقساما في أوساطها على خلفية انتماء رئيسي الحكومتين للمدينة.

إيقاف النفط

وأعلنت مجموعة من أعيان الجنوب الليبي وكذلك أهالي وأعيان وسكان بلدية «الزويتينة سلطان النفطية» في الشرق عن وقف إنتاج وتصدير النفط بشكل كامل اعتبارا من أمس الأول، وإلى حين تسليم حكومة الوحدة الوطنية مهامها للحكومة الجديدة المكلفة من مجلس النواب.

وألقى الأعيان بيانا طالبوا فيه بالعدالة في توزيع موارد النفط الليبي بشكل متساو بين المناطق، ودعم الجهات المختصة للوصول إلى الانتخابات القادمة، بعيدا عن طمع الحكومة في السلطة، حسب وصف البيان الذي طالب أيضا بإقالة رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط، مصطفى صنع الله، وتصحيح الوضع القانوني لمجلس الإدارة بعيدا عن التجاذبات السياسية، فضلا عن دعم المؤسسة بالميزانيات المطلوبة ورفع معدلات الإنتاج.

وشدد البيان على ضرورة دعم الأجهزة الأمنية وحفظ الأمن وحرية التنقل بين المدن الليبية، وهذا بالإضافة لإيقاف ما وصف بـ»التدخلات الخارجية السلبية والسافرة في الشأن الداخلي الليبي»، من خلال احترام سيادة الدولة ومؤسساتها، والمساعدة في الوصول بالبلاد لمرحلة الاستقرار.

3 سيناريوهات توقعها المحلل المرعاش

السيناريو الأول

تمكن فتحي باشاغا من إقناع تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا بالتخلي عن دعم حكومة الدبيبة، وممارسة ضغوط عليه بالتسليم سلما.

السيناريو الثاني

تحرك شعبي في مناطق ليبيا شرقا وجنوبا وغربا لإيقاف تدفق النفط وإحالة عائداته إلى حكومة الدبيبة، مما سيشكل صدمة للمستفيدين من إنتاج النفط الليبي، وسيجبرهم على التحرك ورفع الغطاء عن الحكومة السابقة، التي تقود البلاد للحرب والتقسيم.

السيناريو الثالث

بقاء الوضع الراهن، وبقاء حكومة باشاغا عاجزة عن دخول طرابلس، مما يستدعي تدخل مجلس النواب ليتحمل مسؤولياته.