مختصون: المشروبات الرمضانية ليست فواكه وأضرارها خطيرة على الجسم

أكدوا أن إرفاق هيئة الغذاء صورة ثمار الكرز في تعليقها على شراب التوت بمثابة تضليل للمستهلكين
أكدوا أن إرفاق هيئة الغذاء صورة ثمار الكرز في تعليقها على شراب التوت بمثابة تضليل للمستهلكين

الأحد - 17 أبريل 2022

Sun - 17 Apr 2022

استغرب مختصون من ترويج أحد المنتسبين للقطاع الصحي لمعلومات خاطئة حول عدم تأثير بعض المشروبات التي تستهلك عادة في شهر رمضان على الصحة بادعائه أن هذه المشروبات ما هي إلا عصيرات لبعض الفواكه مثل التوت والعنب وغيرها، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن رد جهات مختصة مثل وزارة التجارة ووزارة الصحة لم يكن واضحا ومتناسبا مع ما يروج من ادعاءات، لافتين إلى ما وصفوه بالرد الخجول لهيئة الغذاء والدواء، معتبرين إرفاق صورة الكرز ووصف المشروبات بأنها عصير توت مركز في ردها أشبه بالإقرار بأنها فواكه طبيعية بينما هي في الواقع عبارة عن ماء وأصباغ ومنكهات.

شراب التوت

وفي ردها على استفسارات «الصحيفة» أصرت الهيئة العامة للغذاء والدواء على تسمية المشروبات الرمضانية بشراب التوت المركز، مشيرة بشأن ما يتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي بأن منتج «شراب التوت المركز» يحتوي على ألوان اصطناعية تسبب السرطان ومكونات ضارة بالأطفال ادعاءات خاطئة، مبينة أن الألوان الاصطناعية لا يتم السماح باستخدامها في المنتجات الغذائية إلا بعد أن يتم تقييم سلامتها من قبل لجنة الخبراء المشتركة JECFA المنبثقة من منظمة الصحة العالمية WHO ومنظمة الأغذية والزراعة FAO.

حدود للمواد الملونة

وأفادت هيئة الغذاء بأنها تعمل على تقييم سلامة جميع المواد المضافة ومنها الألوان الاصطناعية قبل السماح باستخدامها في المواد الغذائية، ويُسمح فقط باستخدام المواد المضافة الواردة في اللائحة الفنية السعودية رقم SFDA.FD 2500 المواد المضافة المسموح باستخدامها في المواد الغذائي، مؤكدة بأن الهدف الأساسي من وضع حدود قصوى للمواد الملونة المضافة إلى الأغذية هو للتأكد من أن الكميات المتناولة من المواد الملونة المضافة لا تزيد عن الجرعة المقبولة يوميا والتي يمكن أن يتناولها الإنسان يوميا دون حدوث أي خطورة تذكر على صحته.

وأشارت إلى أنه يسمح باستخدام الألوان الواردة فقط في اللائحة الفنية السعودية/ الخليجية رقم GSO 2500 المواد المضافة المسموح باستخدامها في المواد الغذائية، على ألا تتجاوز الكميات القصوى المنصوص عليها في هذه اللائحة، لافتة إلى أنه إضافة إلى ذلك فإن هذه اللائحة قد نصت على ضرورة كتابة عبارة (قد يكون له تأثير سلبي على النشاط والتركيز لدى الأطفال) في حال إضافة ألوان اصطناعية مثل:

E102 tartrazin, E100 Sunset yellow, E122 Azorubine CARMOISINE, E129 Allura red

التجارة تحيل للهيئة

وفي حين اكتفت وزارة التجارة بالإشارة إلى أن أي أغذية أو مشروبات بشكلها وهيئتها ومكوناتها تخضع للفحص والرقابة من قبل الجهة المختصة وهي هيئة الغذاء والدواء، أفادت بأن هذه المنتجات لاتباع في المنشآت التجارية إلا بترخيص من الهيئة، وفي حال وجود أية مخالفة يتم التواصل مع الهيئة.

والصحة تنأى بنفسها

ونأت وزارة الصحة بنفسها عما يثار بخصوص المشروبات الرمضانية بالرغم من أنها كانت على الدوام تحذر من الإفراط في استهلاك المواد التي تحتوي على ماء وكميات كبيرة من السكر المضاف والألوان الصناعية والمنكهات.

وأفاد المتحدث الإعلامي بوزارة الصحة عبدالرحمن الشمراني إلى أن الوزارة ليس لها علاقة بما يثار حول المشروبات، مبينا أن الطبيب الذي أثار الموضوع وأشار إلى عدم ضرر استهلاك هذه المواد تابع لجهة حكومية أخرى وليس للوزارة.

رواج الإشاعات

من جانبهم أبدى مغردون على تويتر، صدمتهم من وضع صورة ثمار الكرز مع إعلان لهيئة الغذاء والدواء بخصوص الحد المسموح به للمواد والأصباغ في المشروبات، لافتين إلى أن رد الهيئة لم يكن واضحا، وكان المفروض منها إصدار بيان واضح يقطع الشك باليقين ويدحض الأقاويل والإشاعات بخصوص استهلاك المشروبات الصناعية.

تضليل المستهلك

واستغرب الدكتور مروان فيدة الاستشاري في السلامة المهنية والمختص في سلامة الغذاء، من ظهور بعض من ينتسبون للقطاع الطبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهم يشجعون على استهلاك المشروبات المصنعة والتي تستهلك عادة في رمضان وزعمهم بأنها غير ضارة بل والإيحاء بأنها عبارة عن عصير توت، مشيرا إلى أن الأدهى والأمر أن يأتي وصف هذه المشروبات بأنها عصير توت من هيئة الغذاء والدواء.

3 أنواع

وأوضح فيدة أن شركات العصيرات تنتج 3 أنواع من العصيرات، وكثير من المستهلكين ليس لديهم الخبرة في التفرقة بينها، مشيرا إلى أن الأول هو «شراب» وهو يعني أنه فقط ماء وسكر وأصباغ ومنكهات صناعية، وهذا بلا ريب مضر بالصحة، حيث يساعد على تسوس الأسنان ويؤثر على نمو الأطفال بالإضافة تأثيره البالغ على الكبد والبنكرياس.

وأضاف بأن النوع الثاني هو «نكتار» وهو يتضمن 10% عصير والباقي أصباغ ومنكهات، بينما الثالث وهو المسمى بالعصير الطبيعي وهو الذي لا تزيد نسبة عصير الفواكه فيه عن 30% ، فيما الباقي سكر وماء ومنكهات، مشيرا إلى أن ذلك يمكن اكتشافه من خلال القيام بعصر فاكهة طبيعية مثل الرمان بالمنزل ومقارنتها بالمنتج بأحد المصانع، حيث إن الطبيعي يميل إلى اللون الوردي بينما المصنع نجد لونه أحمر قان بعد إضافة الأصباغ إليه، مقدما النصح للراغبين بالعصيرات الطبيعية أن يشتروا الفواكه من السوق ويعصروها بأنفسهم.

أشبه بالتغرير

وأكد فيدة بأن وضع صور الكرز إلى جانب مشروب رمضاني معروف أنه عبارة عن ماء وسكر وأصباغ ومواد حافظة هو أشبه بالتغرير والخداع، والأحرى أن نذكر الحقائق كما هي، حيث إن هذه المشروبات هي عبارة عن سكر وماء ونكهات مركبة والإفراط باستهلاكها يضر بالصحة، وهي تماما كالمشروبات الغازية.

معلومات خاطئة

بدوره أكد استشاري التغذية السريرية الدكتور عبدالعزيز العثمان خطورة الزيادة في استهلاك المشروبات التي أساسها السكر والماء والصبغات الصناعية، مشيرا في رده على الفيديو المتداول لأحد الأطباء، بأن ما ذهب إليه من عدم وجود ضرر من استهلاك هذه المشروبات غير صحيح، لافتا إلى أن الأبحاث العلمية والغذائية حذرت من الإفراط في استهلاك هذه المواد التي تعرض للإصابة بأمراض القلب والشرايين فضلا عن السكري وضغط الدم.

ضعف المناعة

أما الاستشاري المختص الدكتور باسم فوتا فأفاد بأن المشكلة في المشروبات الرمضانية تتعلق بالأساس بالكميات الكبيرة التي يتم استهلاكها من المشروب يوميا، والتي تؤدي ضمن أمور أخرى إلى السمنة التي تؤدي إلى التحول السكري من النوع الثاني، إلى جانب أمراض القلب والدماغ وضعف المناعة، وكل ذلك مثبت ضمن أبحاث محكمة، لافتا إلى أن الحد المسموح به رسميا لكل كأس متوسط من هذه المشروبات هو 20جرام سكر، بينما الواقع أن المشروب يتضمن أكثر من ضعف هذه الكمية، مطالبا المختصين بعدم الترويج لهذه المشروبات على الأقل.

بيانات المنتجات الرمضانية بحسب الشركة المصنعة:

• لم تشر البيانات المرفقة إلى وجود ثمار توت ضمن المحتويات من الأساس

• المكونات الرئيسة عبارة عن مركز الجزر الأسود والزبيب الأسود والكمثرة إضافة إلى ماء وسكر وكراميل ونكهة

• نسبة السكر 12.5جر اما لكل 100 ملل وهي نسبة عالية تماثل الموجود بالمشروبات الغازية

• لا توجد أي إشارة لمواد طبيعية أو ألياف أو فيتامينات مضافة

• عناصر الاحتياج اليومي عبارة عن سكر وكربوهيدرات وصوديوم