أبوبكر أحمد ولي

نظام الأيزو في الإدارة التعليمية

السبت - 16 أبريل 2022

Sat - 16 Apr 2022

لا شك أن الجميع يهتم بجودة التعليم وتميز مخرجاته ونواتجه. وفي مقولة مشهورة عن وزير التعليم السابق الدكتور محمد الرشيد رحمه الله: «أعطني مديرا ناجحا أعطك مدرسة متميزة». بالفعل هناك تناسب طردي بين النجاح وصناعة التميز.

ولأن التعليم هو منطلق وأساس التنمية عالميا، اخترت هذا الموضوع لأذكر وجهة نظري التي لا تتحدث أو تصف أي واقع وليس لهذا الموضع ربط بأي إدارة.

موضوعي هنا هو الربط بين نظام الجودة – نظام ISO 9001:2015 والإدارة التعليمية بشكل عام. والمقصود بالإدارة التعليمية هنا كل الإجراءات المنفذة لتحويل المدخلات إلى مخرجات وخدمات ونتاجات تعلم.

والمدخلات هنا جميع مدخلات المؤسسات التعليمية وعملية التعليم والتعلم (طالب، كتاب، بيئة مدرسية، معلم، استراتيجيات أداء، أدوات قياس ...إلخ).

ما هو نظام إدارة الجودة الأيزو 9001؟ هو أداة إدارة مشتركة للمنظمات التي تقدم خدمات ومنتجات قادرة على تلبية متطلبات المستفيدين. ويتكون نظام إدارة الجودة من عشرة بنود: تحديد المجال، ثم تحديد المراجع المعيارية، ثم التعريف بمصطلحات المجال، ثم السياق، والقيادة، والتخطيط، والدعم، وإجراءات التنفيذ، ثم القياس، وأخيرا تكتمل الحلقة بالتحسين.

ترتكز هذه البنود على ثمانية مبادئ مهمة هي: التركيز على المستفيدين، والقيادة برؤية، ومشاركة العاملين، واعتماد منهجية العملية في تنفيذ جميع البرامج والأنشطة، والتحسين، واعتماد البيانات في اتخاذ القرارات، وإدارة العلاقات والمسؤولية الاجتماعية وأمن المعلومات، بالإضافة لذلك يعتمد نظام إدارة الجودة مبدأ إدارة التهديدات والمخاطر لضمان تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة.

نظام الأيزو 9001 يعتمد حلقة الأمريكي إدوارد ديمنج المعروفة بحلقة التحسين بالإضافة إلى تأثير القوة المعرفية والمهارية لمدير المؤسسة التعليمية.

يعتمد نظام إدارة الجودة في تطبيقه على منهجية العملية والتدفق في حلقة تبدأ بتحديد متطلبات الأطراف المعنية إلى دراسة السياق العملي إلى تحديد الأدلة المرجعية وتحديد المستهدفات وبناء البرامج والأنشطة والإجراءات ثم توفير الأدوات والتطوير المهني اللازم للموارد البشرية ليكون التنفيذ بشكل صحيح من أول مرة وكل مرة دون أخطاء، ثم بعد التنفيذ تستمر الحلقة في الدوران إلى مرحلة القياس الدوري التكويني والقياس التجميعي.

ولا شك أن مع كل قياس نستطيع استخلاص فرص التحسين لرفع كفاءة العمليات وجودة الأداء.

وكلما استمرت العملية الإدارية والتعليمية في الدوران مع التركيز على المستفيد ومشاركة جميع العاملين واعتماد البيانات في اتخاذ القرارات واستمرار القياس والتقييم التكويني نستطيع تحقيق مستويات أعلى في جودة الأداء وجودة المنتجات والخدمات التي نقدمها كمؤسسة تعليمية ويزداد مستوى الجودة ارتفاعا كلما زاد دوران الحلقة.

نظام الأيزو 9001 يدعم تجويد الأداء ونواتجه بشكل كبير ومتكامل مع جميع الأدوات المستخدمة في مجال تطوير عمليات التعليم والتعلم. ولك أن تتصور عزيزي مدير المؤسسة التعليمية كيف سيكون شكل الأداء ومخرجاته عندما تكون إجراءات كل عملية تسير في حلقات تدور لتحقيق النجاح والنتائج الأفضل وقوة المنافسة.

وأخيرا: أيا كانت الطريقة.. فإن جودة المعرفة والمهارات، ترفع مستوى جودة الأداء، ونتيجة لذلك ترتفع جودة الخدمات والمنتجات المقدمة للأطراف المعنية.

abubakrw@