عناد الدبيبة يهدد بحرب أهلية في ليبيا

ضغوط عسكرية ومدنية واجتماعات مكوكية بين القاهرة وبنغازي لتسليم السلطة إلى باشاغا
ضغوط عسكرية ومدنية واجتماعات مكوكية بين القاهرة وبنغازي لتسليم السلطة إلى باشاغا

الخميس - 14 أبريل 2022

Thu - 14 Apr 2022








فوضى ليبية قد تؤدي إلى حرب                                                 (مكة)
فوضى ليبية قد تؤدي إلى حرب (مكة)
وسط مخاوف من أن يؤدي عناد رئيس حكومة الوحدة الوطنية السابق عبدالحميد الدبيبة ورفضه تسليم السلطة إلى حرب أهلية، بدأت تحركات في القاهرة وبنغازي لإعادة قطار الأزمة إلى المسار التفاوضي السلمي، بعد أن بلغ التصعيد ذروته خلال الأسابيع الماضية، خصوصا بعد تعليق أعمال اللجنة العسكرية، وتجميد كل ما كانت تعمل عليه من ملفات محورية، أبرزها توحيد الجيش وإخراج القوات الأجنبية من البلاد.

وكشفت مصادر بارزة ومتطابقة في مصراتة لـ»إندبندنت عربية»، عن ضغوط تمارس حاليا من قيادات عسكرية في المدينة على رئيس الحكومة الموحدة عبدالحميد الدبيبة، لتسليم السلطة إلى نظيره المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، لتجنب تحول نزاعهما على رئاسة الوزراء إلى صراع مسلح جديد في قلب العاصمة طرابلس.

الانتخابات الحل

وفي محاولة لإيجاد حل للأزمة، انطلقت أمس الأول بالقاهرة مشاورات اللجنة المشتركة المؤلفة من مجلس النواب ومجلس الدولة، برعاية البعثة الدولية في ليبيا، لتحديد قاعدة دستورية لضمان إجراء انتخابات حرة ناجحة وتجنب تعثرها من جديد، مثلما حدث نهاية العام الماضي.

وحسب بيان للبعثة الأممية، قالت المستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، في افتتاح الجلسة الحوارية، «إن عموم الشعب الليبي يؤمن بأن الحل النهائي للقضايا التي تؤرق ليبيا يأتي عبر انتخابات تجرى بناء على قاعدة دستورية متينة وإطار انتخابي يمثل حماية للعملية الانتخابية بمعالم واضحة وجداول زمنية تمكن من المضي قدما».

وأضافت، في كلمتها لممثلي المجلسين، «دوركم حاسم في إيصال صوتكم دعما لـ2.8 مليون من مواطنيكم في ليبيا الذين سجلوا للتصويت في الانتخابات».

صيغة توافقية

وأكد المتحدث باسم مجلس النواب عبدالله بليحق، أن المسار الدستوري الذي استؤنف في مصر برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستستمر جلساته حتى العشرين من أبريل الحالي. وأشارت عضو مجلس النواب، أسماء الخوجة، إلى أن لجنتي البرلمان ومجلس الدولة عقدتا جلسة تشاورية. وقالت «ما زلنا بصدد المشاورات، واتفقنا على أن يكون هناك اجتماعان في اليوم الواحد، وسنحاول الخروج بصيغة توافقية بشأن المسار الدستوري الحاسم في إنهاء الأزمة السياسية والتجهيز لانتخابات شاملة».

أما عضو المجلس الأعلى للدولة، شعبان أبو ستة، فشدد على أن وفد المجلس يجتمع في القاهرة بنوايا صادقة لإكمال المشوار وتأسيس قواعد دستورية راسخة في ليبيا خلال الفترة المقبلة، وشدد على أهمية الاستمرار بروح التوافق خلال هذه الفترة لتجاوز أي تحديات أو أزمات تواجه العملية السياسية، مشيرا إلى أهمية دعم المجتمع الدولي لبناء دولة دستورية وديمقراطية.

تعديلات خلافية

ويترقب الجميع في ليبيا نتائج المشاورات الخاصة بالمسار الدستوري التي تستضيفها القاهرة، كونه واحدا من أهم المسارات التي يمكن أن تسهم في وضع حل نهائي للأزمة المعقدة، التي تجاوزت عامها العاشر.

وتكمن أهمية هذه الجولة التفاوضية في مناقشتها للتعديلات على مسودة الدستور الخلافية، التي لم تطرح للاستفتاء الشعبي على الرغم من مرور 5 سنوات على إنجازها، بسبب الاعتراضات الكثيرة عليها من الطرف الممثل لإقليم برقة وبعض المكونات الثقافية مثل الأمازيغ والتبو.

وبالتزامن مع نجاحها في إطلاق الحوار المهم بشأن القواعد الدستورية، شرعت البعثة الأممية في محاولة أخرى لحل الأزمة الخاصة باللجنة العسكرية المشتركة، التي لا يقل عملها أهمية عن المسار الدستوري، بعد تعليق ممثلي الجيش في بنغازي أعمالهم في اللجنة، احتجاجا على سياسات الحكومة الموحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

مطالب الليبيين

وحط الأمين المساعد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا زيزدون زينينغا، في بنغازي، للاستماع لمطالب أعضاء اللجنة العسكرية التابعين للجيش، والتي دفعتهم للانسحاب منها.

وأشاد خلال اللقاء، بـ»الإنجازات المهمة للجنة العسكرية المشتركة (5+5) خلال الفترة الماضية»، وأكد «التزام الأمم المتحدة بمواصلة الجهود لإيجاد حل دائم للقضايا العالقة».

وبحسب بيان للبعثة الأممية، فإن زينينغا شدد خلال لقائه بأعضاء اللجنة العسكرية بالقيادة العامة للجيش، في بنغازي، على أهمية تجنب التصعيد، وحل الخلافات من خلال الحوار، والحفاظ على العمل المهم والإنجازات التي حققتها اللجنة العسكرية المشتركة.

ودعا إلى استمرار تعاون اللجنة العسكرية المشتركة مع الأمم المتحدة، بما في ذلك توفير الدعم الأساسي لتمكين عمل فريق مراقبة وقف إطلاق النار التابع للأمم المتحدة في سرت.

ضغوط عسكرية

وكشفت مصادر متطابقة من مدينة مصراتة عن ضغوط يتعرض لها رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، لنقل السلطة إلى خلفه المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، علما أنهما ينتميان للمدينة، التي تشكل ثقلا سياسيا وعسكريا كبيرا في الغرب الليبي.

وأكد الناشط السياسي من مصراتة، سمير الصفروني، أن عددا من القيادات العسكرية أبلغوا الدبيبة، أنه يجب عليه تسليم مهامه لفتحي باشاغا، وقال، «إن ما دار في اجتماع مجموعة من القيادات العسكرية والمدنية داخل مدينة مصراتة مع رئيس الحكومة، كان بخصوص حجم الفساد الحكومي الكبير، إضافة إلى عدة نقاط أخرى أهمها التسليم السلمي لرئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، ولكن للأسف كانت ردود الدبيبة غير مقنعة».

لماذا يهاجمون حكومة الدبيبة؟


  • رفضت تسليم السلطة عقب انتخاب فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة.



  • أخفقت في توحيد المؤسسات و تحقيق المصالحة.



  • فشلت في إجراء الانتخابات الرئاسية و البرلمانية.



  • لم تسهم مع اللجنة العسكرية المشتركة في تحقيق نجاح المسار الأمني.



  • عملت على زيادة الفرقة و تفويض ما تحقق من مكاسب عقب اتفاق جنيف.



  • منعت صرف رواتب منتسبي المؤسسات العامة لقرابة المليون مواطن.



  • استباحت المال العام من دون وجه حق بارتجالية و بقرارات غير مدروسة.



  • لم تنجح في وقف الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.