عائشة العتيبي

البعض من الظواهر المجتمعية

الخميس - 14 أبريل 2022

Thu - 14 Apr 2022

الاندهاش والذهول كلمتان تعبران عن حال وقع به شخص ما خلال موقف معين أو ربما صدمة جعلته يمسك بكلتا يديه على قمة رأسه من مشهد قد ‏رآه، فماذا لو أننا مجتمع يصاب بالذهول تجاه ما يراه من الآخرين من سلوك واعتقاد وحدث، عندما نتحدث عن القبح لهذا الحدث سوف نذكر ظواهر كثيرة تتصل بذات الشخص نفسه ثم تتصل فيما بعد بمجتمعه، كل جزء بك هو الجزء الأكبر من هذا المجتمع، فمثلا عندما نرى ظاهرة سيئة قد نحكم على فئات كبيرة من المجتمع، ولن ننظر إلى الشخص بعينه بل سنرى ما أظهره إلى المجتمع كنتيجة، فالمريض قد ينقل العدوى إلى أشخاص أصحاء حين يقترب منهم.

فمن أقبح الظواهر التي تنتشر وتجد قبولا، فهي سيئة مقارنة بغيرها، كظاهرة تدعي أن الشخص لديه حرية كبيرة تجاه دينه ونفسه ومجتمعه دون تحديد قيود معينة عليه، ثم يفرض الحكم على نفسه ويتجاهل المجتمع والضوابط العامة والتشريعية.

من السيئ تقديم الآخرين بأمكنة لا تناسب الموقف الذي يشعرون به ثم يطلق شخص ما ذو مكانة الحكم عليهم بأنهم هم الأفضل و‏الأجدر؛ فكيف يقود الشخص نفسه حين يضع وجهة ليس هو قائدها الفعلي فماذا تتوقع النتيجة؟ ومن السيئ فرض قيود على مجتمع لم ير قط حرية الرأي من قبل، ثم يريدون منهم الالتزام بحكم أطلقه شخص ما باسم قضية رأي عام فلن يتم الفصل فيها بنظرهم فماذا تعتقد من ذلك المتجمع؟ ومن السيئ تمني الخير للغير حين يأتي لهم هذا الخير يسجد صاحبه بشكل مذموم على فضل ونعمة إعطاء الله له.

وكل السوء في التقليد والانجراف خلف أمور معقدة ومجهولة! معتقدين بأنها علو لهم، حيث في الحقيقية هو علو لا يُرى له قمة، فالسقوط أمر ممكن، فما بني على باطل فهو باطل وربما الذي أمرهم بذلك هو مشاعرهم وما يعتقدون.

كل شيء حولنا يدعونا إلى النظر بشدة وعمق تجاه قراراتنا وآرائنا ومعتقداتنا وما الذي يجب أن نصحح به من تلك الأمور، وما الذي سوف يكون واضحا وملائما، حين نفرض على أنفسنا قرارات وأفعالا؛ لذا يجب أولا أن نسأل هل فعلا ستكون ملائمة لنا أم هي مجرد تقليد أعمى؛ لأن فئات كبيرة من المجتمع ستنحني لمفهوم التقليد وتعتقد بأنه تطور وحداثة لابد من عيشه قبل فوات الأوان.

نحن نندهش من المجتمع وننسى أننا أشخاص في هذا المجتمع بل عناصر تؤثر بشكل واضح وملموس، ونحن من نعطي لغيرنا الحرية في التعبير بشكل لا يناسب أفكارنا ومجتمعنا ومعتقداتنا الدينية والفكرية، نحن وبكل أسف من نعطي لهم فرصة حين نشجع ونعزز لهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة ثم نلوم ذلك الشخص، لأنه ظهر.

الحرية والقرار هما وجهان لعملة واحدة، لا الأشخاص ولا المنابر الإعلامية والرقمية والتكنولوجيا بشكل عام تستطيع التحكم والسيطرة بهما إلا حين نسمح بذلك لهم، ثم نقف صامتين تجاه ذلك التغيير.

3ny_dh@