عبدالله المزهر

صنّاع النكد

السبت - 13 أغسطس 2016

Sat - 13 Aug 2016











أريد أن أفهم كيف يشعر ذلك الذي يؤلف الإشاعات والأكاذيب، أريد تجربة الثقة التي يمتلئ بها وهو يكذب ثم يهم بنشر كذبته.




ومع أن الإشاعات والكذب بشكل عام شيء ممجوج وكريه ـ في أغلب الأحيان ـ إلا أن المعني هنا هو الإشاعات التي لا معنى لها، وليس لها مبرر منطقي، من المفهوم أن الإنسان قد يكذب خوفاً من أمر، أو طمعاً في أمر، أو تحاشيا لأمر، لكن الذي يؤلف كذبة لا معنى لها ولا هدف ولا غاية، كذب من أجل الكذب فقط.



تقع بين يديه صورة أو مقطع لا يعلم عنه أي شيء ولا متى وكيف تم تصويره، فيقوم بتأليف قصة وهمية ويرفقها بالصورة أو المقطع، ثم ينتشر حتى لا يكاد أحد يصدق القصة الحقيقية إن عُرفت..



ومرة أخرى، سيكون مفهوما لو أن من يصنع الإشاعات يوقعها باسمه، ربما سيقال أنه يبحث عن شهرة أو يسعده أن يردد الناس اسمه قبل أن تنكشف كذبته، لكن المعضلة غير المفهومة أن أغلب من يصنع تلك الإشاعات لا أحد يعرفهم، فهم يكذبون لا يريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا!



أريد أن أتعرف على أحد هؤلاء.. فقط لأعرف كيف يفكر، هل يضحك وهو يرى إشاعته الساذجة تنتشر، ويتناقلها السذج ليفسدوا بها كل وسيلة للتواصل؟



هل يتعامل مع إشاعاته كما يتعامل الفنان أو الكاتب مع أعماله، يبحث عن التحسين والتجويد في المرة المقبلة؟



هل يشعر بالامتنان لمؤسس برنامج الواتس اب؟