عبدالله محمد الشهراني

مشعر منى.. للعمرة والحج

الخميس - 14 أبريل 2022

Thu - 14 Apr 2022

من الأمور التي نفخر بها في هذا البلد الأمين توسعة الحرمين الشريفين، فكم سهلت على المعتمرين والزوار تأدية شعائرهم ومناسكهم بكل يسر وانسيابية في الحركة، مع مساحات رحبة للصلاة، إضافة إلى الخدمات المرتبطة بالحرمين، من الطرق التي تصلهما بالمطارات القريبة وصولا إلى القطارات مؤخرا والنمو المطرد في أعداد الفنادق، كل هذه الإمكانات سوف تسهل الوصول إلى رؤية المملكة 2030 فيما يخص ملف العمرة، والتي تستهدف الوصول إلى 30 مليون معتمر في عام 2030م.

لكن لو نظرنا إلى ملف الحج فسوف نجد أن مشعر منى هو التحدي الحقيقي وعنق الزجاجة أمام نمو أعداد الحجيج، فالمساحة محدودة وضيقة. منطقة منى محاطة بالجبال لا يمكنها التمدد أفقيا فحدودها معروفة وموثقة ومقررة شرعا. إذن لم يبق سوى أن تتمدد منى رأسيا، لكن السؤال هل هذه الفكرة ممكنة؟ هل الصعود بمستوى جديد «دور ثان» حل يمكن من خلاله مضاعفة عدد الحجيج؟ الإجابة من واقع خبرة «لا بكل تأكيد»؛ فالبنية التحتية لابد لها أن تتوسع أيضا حينها، ولا بد من مضاعفة عدد الباصات لنقل العدد الجديد من الحجيج، الأمر الذي يعني مزيدا من الازدحام والاختناقات المرورية المربكة.

الحل من وجهة نظر شخصية -وقد طرحته سابقا في ورشة عمل في الغرفة التجارية في مكة قبل عدة سنوات- وهو حل يضمن لمنى ليس فقط زيادة عدد الحجيج، بل أن تكون منطقة مأهولة بالزوار «وليس السكان» على مدار العام. نتحدث هنا عن تطوير لمشعر منى بشكل عام وليس مباني فقط. إن السبب الرئيس لعدم الرغبة في بناء فنادق في منى هو انعدام الجدوى الاقتصادية للفكرة، إذ لا يمكن لأي فندق يعمل 4 أيام فقط في السنة أن يسترجع رأسماله فضلا عن أن يحقق قدرا مجزيا من الربح، لكن لو كانت هذه الفنادق مشغولة على مدار العام فسوف تشكل فرصة جاذبة للمستثمرين، وهنا يأتي السؤال «كيف تكون تلك الفنادق مشغولة طوال العام؟» يحدث ذلك عندما نجعل من منى «منطقة مركزية ثانوية – Sub مركزية»، مرتبطة بالحرم مباشرة عن طريق مترو ومونوريل لا عن طريق سيارات وباصات، إن المسافة بين منى والحرم جدا قصيرة «أقل من 8 كلم»، فتخيل كم سوف يستغرق المترو من وقت لقطع مسافة 8 كلم فقط، وتخيل أن تسكن في فندق يبعد عن الحرم 5 دقائق وحسب.

المقترح وباختصار: أن تقوم الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بتوجيه بناء الفنادق إلى منى، وأن تعمل على الربط بين منى والحرم الشريف بوسيلة مواصلات سريعة (أكرر لا سيارات ولا باصات)، وأفضل هنا المونوريل على المترو لتقليل التكاليف، هذه الفكرة سوف تضمن نجاح التمدد الرأسي في منى اقتصاديا وبشكل فعال، وسوف تكون منى خيارا مفضلا للزوار.

لم يعد عام 2030م بعيدا، وكل يوم تأخير سوف تصدر له فاتورة.

@ALSHAHRANI_1400