محمد النفاعي

كيف يساند رمضان المجتمع الوظيفي؟

الأربعاء - 13 أبريل 2022

Wed - 13 Apr 2022

شهر رمضان يهيئ لبيئة عمل تتميز بتقبل الآخرين لبعضهم البعض أكثر من أي وقت آخر خلال السنة لتفرده عن غيره من الشهور بروحانية فريدة من نوعها لها الأثر البناء الواضح على الجميع.

هو شهر بطبيعته يتسم بأثره الفعال على الأشخاص من خلال السكينة والهدوء عند التعامل مع الضغوط والمشاكل اليومية في بيئة العمل لدى الكثيرين. على الإداري والموظف الناجح أن يستفيد من هذه البيئة المواتية في كل عام بالسعي لزيادة المستوى الإنتاجي له شخصيا ولمؤسسته ولمن يعملون لديه أيضا.

بل حتى يستطيع أن يستفيد من هذا المحيط الإيجابي أيضا داخل باقي الإدارات التي يتعامل معها بشكل منتظم.

في الغالب في يوم عمل من ثماني ساعات، يكون العامل العادي منتجا فعليا لمدة تتراوح ما بين 4-5 ساعات حسب ما أظهرته معظم الأبحاث والدراسات المتعددة في هذا الشأن في الولايات المتحدة الأمريكية.

استخلصت هذه الأبحاث أن باقي الوقت يقضى في أغلبية الأنشطة غير المنتجة الأكثر شيوعا مثل قراءة المواقع الإخبارية وتصفح الشبكة العنكبوتية، التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، مناقشة الأمور غير المتعلقة بالعمل مع زملاء العمل، أخذ استراحات متعددة الأغراض، إجراء محادثات ومكالمات مع الزملاء أو الأصدقاء وغيرها.

مع الأخذ بالاعتبار هذه الحقائق، يستطيع الإداري التركيز على بعض التفاصيل أو الأمور المتعلقة بأن الناس خلال شهر رمضان تقل كثيرا عندهم هذه المشتتات ويكونون أكثر راحة وأكثر تركيزا ومن ثم أكثر إنتاجية على الأرجح على الرغم من تقليص ساعات العمل. هنا سنسرد بعض الإرشادات الإدارية، التي أرى من وجهة نظري الشخصية وحسب ممارسات ذاتية، أنه يمكن تحقيقها بأريحية أكثر في هذا الشهر الكريم بالذات. يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

- تعزيز مفهوم القيادة بالقدوة lead by example وذلك بتطبيق الممارسات الإيجابية أمام الموظفين وعدم إعطاء انطباع بالتهاون أو الكسل بسبب الصيام. في هذا الشهر تزيد فرص حل أحد أهم المشاكل المتعلقة بالموارد البشرية في إدارة المشاريع وهي تبادل المعلومات ووسائل التواصل بشكل عام بسبب تقبل الآخرين لبعضهم.

- تنظيم ورش عمل متعلقة بالقيم داخل المؤسسة وخاصة للموظفين الجدد لتعزيز الانتماء المؤسسي، هنا يمكن الاستفادة من الهمة العالية وروحانية الفترة وربطها بالقيم لديهم.

- التعامل الأسهل في هذا الشهر مع الموظفين غير الفاعلين، يتم ذلك بفتح قنوات تواصل معهم واستغلال الراحة النفسية عندهم، ومحاولة حل مشاكلهم ورفع مستوى تحمل المسؤولية لديهم ودمجهم أكثر من الفاعلين من خلال تنظيم مشاركة اجتماعية للمجموعة خارج وقت العمل لزيادة روح الفريق كإفطار أو سحور جماعي أو مباراة رياضية.

- رفع مستوى الإنتاجية في الأمور المتعلقة بالمتابعة والمحاسبة، هذا الأمر يتطلب التركيز العالي والذي يوفره شهر رمضان الكريم، في هذا الشهر لا تكثر فترات المقاطعة، الاجتماعات غير المجدية والطويلة، الراحة لشرب الشاي أو القهوة أو حتى التدخين.

- الاستفادة من الوقت المكتبي المتوفر لدى البعض من الموظفين لتسريع بعض الأمور المكتبية وتشجيع التدريب الالكتروني والتعليم عن بعد ورفع كفاءة الموظفين نتيجة قلة الزيارات الميدانية.

وأخيرا وبناء على ما ذكر يجب على الإداري المحنك أن يستفيد بشكل بناء من البيئة الروحانية والصحية التي يوفرها هذا الشهر الفضيل، هذا حتما سيساعده على إدارة مشاريعه بفاعلية أكبر ومن ثم المضي قدما بالمؤسسة إلى أعلى المستويات.

@msnabq