الغزالة نايمة
الأربعاء - 13 أبريل 2022
Wed - 13 Apr 2022
«إصحى يا نايم وحد الدايم»؛ ارتبطت هذه العبارة التي يرددها المسحراتي كما هو متعارف عليه في بعض الدول العربية باختلاف الصيغ والعبارات برمضان؛ والتي كانت ولا تزال عادة متوارثة لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور إلى أن أصبحت حاليا صورة ممتعة قابعة في أذهان الكثيرين من باب الاستئناس وذكريات الماضي والطفولة في شهر رمضان الكريم.
أعتقد أننا بحاجة حاليا إلى تغيير هذه الثقافة لتنبيه النائمين في نهار رمضان في مختلف المجالات؛ في الأعمال والوظائف والبيع والشراء وحتى في العملية التعليمية؛ لا أدري لماذا أصبح هذا الشهر تحديدا عند الكثيرين مساحة للكسل والخمول وعدم الحركة في الصباح وعلى العكس من ذلك نشاطا واستيقاظا في وقت المساء.
ألاحظ كثيرا قبل دخول شهر رمضان بأن هنالك حالة استنفار قصوى؛ وعبارات تتكرر على مسمعي مثل «حاول أن تنجز هذه المعاملة قبل رمضان» أو «في رمضان ماني فاضي لأحد» أو «راجعني بعد رمضان» أو «حاول أن تتصل في مساء رمضان» أو «رمضان ليس للدراسة»؛ وغيرها الكثير والكثير من العبارات التي عززت في الثقافة العامة بأن هذه الشهر ليس للعمل وإنما للراحة والاستراحة.
في بداية مطلع هذا الأسبوع تعرضت لعدد من المواقف مع أشخاص في مراجعات لإنهاء مصالح خاصة جعلتني أتساءل؛ هل فعلا بأن الهمة البشرية تنكمش وتتقلص وتتلاشى أحيانا مع الصيام أم هي مجرد عادات وممارسات يتقمصها البعض؟ من الغريب أن تجد هذا التوافق والاتفاق المجتمعي في وحدة السلوك المتبلد الخامل والمنعزل وتحديدا في سمة الإنجاز والدافعية مع الصوم؛ ليس من المعقول أن تتعطل مصالح العباد والبلاد لمجرد أن فكرة الصوم تؤثر على الطبيعة الفسيولوجية أي الجسدية، والسيكولوجية أي النفسية على الإنسان.
على العكس من ذلك تماما لما وجدته في دراسة علمية نشرت مؤخرا في دورية «جورنال أوف بروتيومكس» أجراها فريق من كلية الطب من جامعة بايلور بالولايات المتحدة الأمريكية على عينة من المسلمين ونمط الصيام المتقطع الذي يمارسونه؛ أثبتت أن الصوم يؤثر إيجابا على الصحة العامة ويدعم النشاط والحيوية إذا ارتبط بثقافة وزن عادات الأكل والشرب والكميات المأخوذة من بعد الإفطار والتي تساعد على رفع منحنى الشعور بالنشاط بالإضافة إلى قوة التركيز وقابلية الزيادة المعرفية وتعديل نمط الساعة البيولوجية للإنسان من حيث القراءة والكتابة والاستذكار؛ بالإضافة إلى إصلاح الحمض النووي ورفع كفاء المناعة الجسدية؛ وكذلك يحسن من مستوى الدهون عالية الكثافة.
هذا مصداق لما قاله عليه الصلاة والسلام في حديثه «صوموا تصحوا».
إذن فكرة أن الصوم ورمضان وارتباطه بالخمول وعدم الإنجاز ليست صحيحة كواقع علمي؛ وإنما هي عادة سلوكية وتقليد أعمى وعدوى مجتمعية متناقلة فقط؛ مارسها البعض وكررها الآخرون. وآن الأوان لإيقاظ الغزالة.
@Yos123Omar
أعتقد أننا بحاجة حاليا إلى تغيير هذه الثقافة لتنبيه النائمين في نهار رمضان في مختلف المجالات؛ في الأعمال والوظائف والبيع والشراء وحتى في العملية التعليمية؛ لا أدري لماذا أصبح هذا الشهر تحديدا عند الكثيرين مساحة للكسل والخمول وعدم الحركة في الصباح وعلى العكس من ذلك نشاطا واستيقاظا في وقت المساء.
ألاحظ كثيرا قبل دخول شهر رمضان بأن هنالك حالة استنفار قصوى؛ وعبارات تتكرر على مسمعي مثل «حاول أن تنجز هذه المعاملة قبل رمضان» أو «في رمضان ماني فاضي لأحد» أو «راجعني بعد رمضان» أو «حاول أن تتصل في مساء رمضان» أو «رمضان ليس للدراسة»؛ وغيرها الكثير والكثير من العبارات التي عززت في الثقافة العامة بأن هذه الشهر ليس للعمل وإنما للراحة والاستراحة.
في بداية مطلع هذا الأسبوع تعرضت لعدد من المواقف مع أشخاص في مراجعات لإنهاء مصالح خاصة جعلتني أتساءل؛ هل فعلا بأن الهمة البشرية تنكمش وتتقلص وتتلاشى أحيانا مع الصيام أم هي مجرد عادات وممارسات يتقمصها البعض؟ من الغريب أن تجد هذا التوافق والاتفاق المجتمعي في وحدة السلوك المتبلد الخامل والمنعزل وتحديدا في سمة الإنجاز والدافعية مع الصوم؛ ليس من المعقول أن تتعطل مصالح العباد والبلاد لمجرد أن فكرة الصوم تؤثر على الطبيعة الفسيولوجية أي الجسدية، والسيكولوجية أي النفسية على الإنسان.
على العكس من ذلك تماما لما وجدته في دراسة علمية نشرت مؤخرا في دورية «جورنال أوف بروتيومكس» أجراها فريق من كلية الطب من جامعة بايلور بالولايات المتحدة الأمريكية على عينة من المسلمين ونمط الصيام المتقطع الذي يمارسونه؛ أثبتت أن الصوم يؤثر إيجابا على الصحة العامة ويدعم النشاط والحيوية إذا ارتبط بثقافة وزن عادات الأكل والشرب والكميات المأخوذة من بعد الإفطار والتي تساعد على رفع منحنى الشعور بالنشاط بالإضافة إلى قوة التركيز وقابلية الزيادة المعرفية وتعديل نمط الساعة البيولوجية للإنسان من حيث القراءة والكتابة والاستذكار؛ بالإضافة إلى إصلاح الحمض النووي ورفع كفاء المناعة الجسدية؛ وكذلك يحسن من مستوى الدهون عالية الكثافة.
هذا مصداق لما قاله عليه الصلاة والسلام في حديثه «صوموا تصحوا».
إذن فكرة أن الصوم ورمضان وارتباطه بالخمول وعدم الإنجاز ليست صحيحة كواقع علمي؛ وإنما هي عادة سلوكية وتقليد أعمى وعدوى مجتمعية متناقلة فقط؛ مارسها البعض وكررها الآخرون. وآن الأوان لإيقاظ الغزالة.
@Yos123Omar