معا نحمي بيئتنا ونحسن جودة الحياة
الأربعاء - 13 أبريل 2022
Wed - 13 Apr 2022
تحظى البيئة باهتمام عالمي سواء على المستوى الرسمي من الحكومات والمنظمات الدولية، أو من منظمات المجتمع المدني والأفراد. وقد تزايد هذا الاهتمام العالمي بشكل ملحوظ بعد أن شهد العالم على مدى العقدين الأخيرين تغيرات مناخية باتت تهدد حياة الكائنات الحية والكثير من البيئات والنظم الطبيعية، والتي نتج عنها الكثير من حرائق الغابات التي نراها خلال فصل الصيف في العديد من الدول، وانتشار الزلازل والأعاصير والسيول وموجات تسونامي، والتقلبات الجوية المتطرفة التي تجتاح مختلف أنحاء العالم على مدار العام، فضلا عن التلوث الذي طال الغلاف الجوي والبحار والمحيطات.
هذا ما دفع المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، ودعاة حماية البيئة حول العالم بمطالبة الدول بضرورة العمل على حماية البيئة والحد من الإضرار بها. ولكن، ما هو مفهوم البيئة وكيف يمكن حمايتها؟
تعتبر البيئة، أو النظام البيئي، هو كل ما يحيط بنا من كائنات حية، مثل الإنسان والحيوان والنبات، وعناصر غير حية، مثل الماء والهواء والتربة وأشعة الشمس، وغيرها. كل هذه العوامل تتفاعل معا بشكل دقيق ومتوازن لخلق النظم البيئية التي نعرفها. ولكن، إذا حدث أي خلل في هذا التوازن أو العلاقة المتبادلة بين جميع هذه العناصر، فهنا تظهر المشكلة؛ وهذا ما شهده العالم بسبب تدخل الإنسان على مر التاريخ، لا سيما في العصر الحديث وبعد الثورة الصناعية في أوروبا، واستغلاله غير المسؤول للموارد الطبيعية والتلوث الذي نتج عن أنشطته الصناعية الكثيفة التي تسببت انبعاثاتها في ظاهرة الاحتباس الحراري.
هذا بدوره أدى إلى ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض وذوبان الصفائح الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، ما نتج عنه ارتفاع في منسوب البحار والمحيطات وتهديد اليابسة في الكثير من المناطق بالغرق، في حين تشهد مناطق أخرى من العالم موجات جفاف ممتد، ما يؤثر على الإنتاج الزراعي ويساهم في عمليات التصحر.
وقد اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات مبكرة للمساهمة بدور فاعل في الحد من التلوث والانبعاثات الكربونية والمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؛ فوضعت الخطط والمبادرات والقوانين لحماية البيئة وتقليص البصمة الكربونية والحفاظ على النظم الطبيعية، كما ركزت (رؤية السعودية 2030) على التنمية المستدامة، وانبثق عنها مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
إلا أن هذه الخطط والمبادرات لا يمكن أن تتحقق دون مشاركة الجميع؛ ومن ثم، التزمت (سابك) بمعايير الاستدامة في كل ما تقوم به من عمليات للمساهمة في الحد من التغيرات المناخية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية البيئة، كما أن حماية البيئة تمثل إحدى الركائز الرئيسة لاستراتيجية (سابك) للمسؤولية الاجتماعية، حيث أطلقت الشركة ونظمت الكثير من الفعاليات لموظفيها لتعزيز مفهوم حماية البيئة.
وفي عام 2021م أطلقت الشركة مبادرة عالمية لحماية البيئة بعنوان «معا، نحمي بيئتنا ونحسن جودة الحياة»، تضمنت العديد من البرامج والأنشطة التي تم تنفيذها على المستويات كافة، المحلية والإقليمية والدولية. ففي «أسبوع البيئة» في مارس 2021م، أطلقت (سابك) حملة توعوية افتراضية لحماية البيئة؛ وخلال احتفالها بيوم الأرض في أبريل، أشركت (سابك) الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال محتوى تفاعلي لتسليط الضوء على أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية البيئة.
واحتفالا بيوم البيئة العالمي في شهر يونيو، أطلقت (سابك) حملة توعوية افتراضية عن المخلفات وإعادة التدوير، وأطلقت مبادرة «معا لإعادة التدوير» ونظمت حملة توعوية لموظفيها حول أهمية التشجير؛ كما أطلقت برنامج «أصدقاء البيئة» الذي يستهدف الفئات العمرية الصغيرة لتعزيز الوعي لديهم بأهمية الحفاظ على البيئة ومحاولة تغيير السلوك الاستهلاكي اليومي بما يتماشى مع أهداف حماية البيئة وإعادة استخدام النفايات أو إعادة تدويرها.
وفي شهر سبتمبر، احتفلت الشركة باليوم العالمي للتنظيف من خلال حملة أطلقتها لتنظيف الشواطئ والمخيمات والمتنزهات، شارك فيها موظفو الشركة وعائلاتهم، حيث نجحوا في إزالة 450 كيلوجراما من المخلفات في الرياض وينبع والجبيل.
وكذلك أطلقت الشركة مبادرة «تنظيف من أجل التغيير»، والتي شارك فيها موظفو الشركة وعائلاتهم لتنظيف مواقع مختلفة في نحو 13 دولة حول العالم.
في الوقت ذاته، وانطلاقا من رؤيتها للمنتجات المختلفة بوصفها موارد وليست مخلفات، دشنت (سابك) مشروع إعادة تدوير مخلفات النخيل في محافظة الدرعية، إيمانا من الشركة بأهمية المسؤولية الاجتماعية والاستدامة البيئية، وبالتعاون مع محافظة الدرعية وجامعة الملك سعود. يعد تدشين المشروع خطوة متقدمة في الاستفادة من مخلفات النخيل وتحويلها إلى منتجات ومواد مفيدة والتوقف عن حرق تلك المخلفات من أجل حماية البيئة والحفاظ عليها.
وبالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، شاركت (سابك) في مبادرة «لنجعلها خضراء» التي تهدف إلى تشجيع التشجير من أجل تعزيز الغطاء النباتي والحد من التصحر واستعادة التنوع الحيوي في الموائل الأصلية.
وهكذا، تبذل (سابك) جهودا دؤوبة وتواصل خططها ومبادراتها المجتمعية لحماية البيئة، والمساهمة في اقتصاد دائري مستدام، والحد من الانبعاثات والتلوث البيئي، تماشيا مع (رؤية السعودية 2030) وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، لحماية كوكبنا ونظمه البيئية من أجل مستقبل صحي ومستدام لجيل اليوم وأجيال الغد.
* مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية العالمية (سابك)
هذا ما دفع المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، ودعاة حماية البيئة حول العالم بمطالبة الدول بضرورة العمل على حماية البيئة والحد من الإضرار بها. ولكن، ما هو مفهوم البيئة وكيف يمكن حمايتها؟
تعتبر البيئة، أو النظام البيئي، هو كل ما يحيط بنا من كائنات حية، مثل الإنسان والحيوان والنبات، وعناصر غير حية، مثل الماء والهواء والتربة وأشعة الشمس، وغيرها. كل هذه العوامل تتفاعل معا بشكل دقيق ومتوازن لخلق النظم البيئية التي نعرفها. ولكن، إذا حدث أي خلل في هذا التوازن أو العلاقة المتبادلة بين جميع هذه العناصر، فهنا تظهر المشكلة؛ وهذا ما شهده العالم بسبب تدخل الإنسان على مر التاريخ، لا سيما في العصر الحديث وبعد الثورة الصناعية في أوروبا، واستغلاله غير المسؤول للموارد الطبيعية والتلوث الذي نتج عن أنشطته الصناعية الكثيفة التي تسببت انبعاثاتها في ظاهرة الاحتباس الحراري.
هذا بدوره أدى إلى ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض وذوبان الصفائح الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، ما نتج عنه ارتفاع في منسوب البحار والمحيطات وتهديد اليابسة في الكثير من المناطق بالغرق، في حين تشهد مناطق أخرى من العالم موجات جفاف ممتد، ما يؤثر على الإنتاج الزراعي ويساهم في عمليات التصحر.
وقد اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات مبكرة للمساهمة بدور فاعل في الحد من التلوث والانبعاثات الكربونية والمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؛ فوضعت الخطط والمبادرات والقوانين لحماية البيئة وتقليص البصمة الكربونية والحفاظ على النظم الطبيعية، كما ركزت (رؤية السعودية 2030) على التنمية المستدامة، وانبثق عنها مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
إلا أن هذه الخطط والمبادرات لا يمكن أن تتحقق دون مشاركة الجميع؛ ومن ثم، التزمت (سابك) بمعايير الاستدامة في كل ما تقوم به من عمليات للمساهمة في الحد من التغيرات المناخية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية البيئة، كما أن حماية البيئة تمثل إحدى الركائز الرئيسة لاستراتيجية (سابك) للمسؤولية الاجتماعية، حيث أطلقت الشركة ونظمت الكثير من الفعاليات لموظفيها لتعزيز مفهوم حماية البيئة.
وفي عام 2021م أطلقت الشركة مبادرة عالمية لحماية البيئة بعنوان «معا، نحمي بيئتنا ونحسن جودة الحياة»، تضمنت العديد من البرامج والأنشطة التي تم تنفيذها على المستويات كافة، المحلية والإقليمية والدولية. ففي «أسبوع البيئة» في مارس 2021م، أطلقت (سابك) حملة توعوية افتراضية لحماية البيئة؛ وخلال احتفالها بيوم الأرض في أبريل، أشركت (سابك) الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال محتوى تفاعلي لتسليط الضوء على أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية البيئة.
واحتفالا بيوم البيئة العالمي في شهر يونيو، أطلقت (سابك) حملة توعوية افتراضية عن المخلفات وإعادة التدوير، وأطلقت مبادرة «معا لإعادة التدوير» ونظمت حملة توعوية لموظفيها حول أهمية التشجير؛ كما أطلقت برنامج «أصدقاء البيئة» الذي يستهدف الفئات العمرية الصغيرة لتعزيز الوعي لديهم بأهمية الحفاظ على البيئة ومحاولة تغيير السلوك الاستهلاكي اليومي بما يتماشى مع أهداف حماية البيئة وإعادة استخدام النفايات أو إعادة تدويرها.
وفي شهر سبتمبر، احتفلت الشركة باليوم العالمي للتنظيف من خلال حملة أطلقتها لتنظيف الشواطئ والمخيمات والمتنزهات، شارك فيها موظفو الشركة وعائلاتهم، حيث نجحوا في إزالة 450 كيلوجراما من المخلفات في الرياض وينبع والجبيل.
وكذلك أطلقت الشركة مبادرة «تنظيف من أجل التغيير»، والتي شارك فيها موظفو الشركة وعائلاتهم لتنظيف مواقع مختلفة في نحو 13 دولة حول العالم.
في الوقت ذاته، وانطلاقا من رؤيتها للمنتجات المختلفة بوصفها موارد وليست مخلفات، دشنت (سابك) مشروع إعادة تدوير مخلفات النخيل في محافظة الدرعية، إيمانا من الشركة بأهمية المسؤولية الاجتماعية والاستدامة البيئية، وبالتعاون مع محافظة الدرعية وجامعة الملك سعود. يعد تدشين المشروع خطوة متقدمة في الاستفادة من مخلفات النخيل وتحويلها إلى منتجات ومواد مفيدة والتوقف عن حرق تلك المخلفات من أجل حماية البيئة والحفاظ عليها.
وبالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، شاركت (سابك) في مبادرة «لنجعلها خضراء» التي تهدف إلى تشجيع التشجير من أجل تعزيز الغطاء النباتي والحد من التصحر واستعادة التنوع الحيوي في الموائل الأصلية.
وهكذا، تبذل (سابك) جهودا دؤوبة وتواصل خططها ومبادراتها المجتمعية لحماية البيئة، والمساهمة في اقتصاد دائري مستدام، والحد من الانبعاثات والتلوث البيئي، تماشيا مع (رؤية السعودية 2030) وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، لحماية كوكبنا ونظمه البيئية من أجل مستقبل صحي ومستدام لجيل اليوم وأجيال الغد.
* مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية العالمية (سابك)