فيصل الشمري

حلم الطاقة المتجددة والواقع

الثلاثاء - 12 أبريل 2022

Tue - 12 Apr 2022

العالم متجه نحو مستقبل جميل مثالي في عالم الطاقة، نحن متجهون للطاقة البديلة أو المتجددة بالكامل لعالم أفضل ومستقبل أجمل لأطفالنا. الرياح والطاقة الشمسية سوف تغذي عالم الغد بالطاقة النظيفة.

هذا الحلم الوردي حان الوقت للاستيقاظ منه، هذه هي الحقيقة وما يحدث في القارة العجوز حاليا أزمة الطاقة تثبت ذلك. يوفر النفط والغاز الطبيعي والفحم 84% من جميع الطاقة في العالم، وهذا أقل بنقطتين مئويتين فقط عما كان عليه قبل عشرين عاما، ولا يزال النفط يشغل ما يقرب من 97% من إجمالي وسائل النقل العالمية، على النقيض مما تسوق له وسائل الإعلام ومنظمات الطاقة البديلة التي تدعي أننا ننتقل بسرعة بعيدا عن الوقود الأحفوري. عقدان من الزمن، وخمسة تريليونات دولار من الحكومات حول العالم «تستثمر» في الطاقة الخضراء وبالكاد إثر ذلك على واقع الطاقة حول العالم.

حسب ما سوقت له بعض الحكومات والمنظمات الأممية كان من المفترض أن يكون هذا سهلا؛ لماذا هو صعب جدا؟ الحقيقة الصعوبة تكمن باختصار للحصول على نفس كمية الطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي نحصل عليها الآن من الوقود الأحفوري، سيتعين علينا زيادة التعدين بشكل كبير حول العالم بأكثر من 1000% ليست تكهنات لكن هي الفيزياء. النحاس وخام الحديد والسيليكون والنيكل والكروم والزنك والكوبالت والليثيوم والجرافيت والمعادن الأرضية النادرة مثل للنيوديميوم. نحن بحاجة إليهم جميعا. ثم يجب تحويل هذه المعادن والمواد إلى محركات وشفرات توربينية وألواح شمسية وبطاريات ومئات المكونات الصناعية الأخرى، وهذا يتطلب أيضا الكثير من الطاقة، الأمر الذي يتطلب المزيد من التعدين. وكما قالت دراسة للبنك الدولي، فإن هذه «التقنيات» الخضراء... هي في الواقع أكثر كثافة في المواد بشكل ملحوظ من مزيج الطاقة الأحفورية.

تجاهل هذا التصويب لدينا؛ فالمواد الخام تمثل 50-70% من تكاليف تصنيع كل من الألواح الشمسية والبطاريات. الطلب على الطاقة في المستقبل أكبر بكثير من الطلب اليوم، ذلك ثابت طوال التاريخ الإنساني. لن يكون للمستقبل المزيد من الناس فحسب، بل سيضم أيضا المزيد من الابتكارات، وكان رواد الأعمال دائما أفضل في ابتكار طرق جديدة لاستخدام الطاقة بدلا من إنتاجها.

قبل اختراع السيارات أو الطائرات أو المستحضرات الصيدلانية أو أجهزة الكمبيوتر، لم تكن هناك حاجة إلى طاقة لتشغيلها، مع تزايد أعداد الطبقة المتوسطة حول العالم إذا أخذنا في الاعتبار أن هذه أفضل مرحلة في التاريخ الإنساني من حيث ارتفاع جودة الحياة حول العالم، الطبقة المزدهرة سيرغبون في الحصول على حياة أفضل من الرعاية الطبية الأفضل إلى الإجازات وإلى السيارات.

في أمريكا، هناك حوالي 80 سيارة لكل 100 مواطن. في معظم أنحاء العالم، 80 سيارة لكل خمسمائة شخص. أكثر من 80% من السفر الجوي هو لأغراض شخصية. حوالي ملياري برميل من النفط سنويا. تستخدم المستشفيات طاقة أكثر بنسبة 250% لكل قدم مربع من المبنى التجاري العادي. انطلقت التجارة الالكترونية وتدفع النمو القياسي في استخدام المستودعات، المليئة بشكل متزايد بالروبوتات المتعطشة للطاقة. وزاد مؤشر شحن الشاحنات في أمريكا بأكثر من الضعف في العقد الماضي لتسليم البضائع من وإلى تلك المستودعات.

هذه هي الاتجاهات المعروفة اليوم، في حين أننا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل، يمكننا التنبؤ بأنه سيكون هناك المزيد من الابتكار في مجال الروبوتات والطائرات دون طيار والحوسبة الكمونية والتكنولوجيا الحيوية، وصناعات جديدة لم يتم تخيلها بعد، كل ذلك سيتطلب المزيد من الطاقة. الوقود الأحفوري لن يتم التخلي عنه والطاقة النووية سوف تعود تستخدم بشكل أكبر، نعم سيكون هناك حاجة إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس لكن سوف تظل الطاقة الأحفورية لاعبا مهما في الطاقة عالميا لمدة طويلة من الزمن.

إن كنت تعتقد أنه يمكننا الحصول على كل شيء من الرياح والطاقة الشمسية؛ فاحلم.

mr_alshammeri@