"إثراء" يأخذ زوّاره في رحلة لمناطق المملكة لاحتساء القهوة عبر "مجلس تعاليل"

الاحد - 10 أبريل 2022

Sun - 10 Apr 2022

أخذ مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي(إثراء) زوّاره في رحلة حول مناطق المملكة لاحتساء القهوة السعودية عبر "مجلس تعاليل"، الذي يقام خلال أيام من شهر رمضان، حيث القهوة الجنوبية والحساوية والنجدية والحجازية والشمالية وذلك تزامنًا مع "عام القهوة السعودية "؛ مما أتاح فرصة التعرّف على ارتباطها بالعادات والتقاليد وقيم الكرم والضيافة، بعد أن أصبحت رمزًا وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة، سواءً في زراعتها أو طرق تحضيرها إلى مرحلة إعدادها وتقديمها للضيوف، بهدف تعزيز مكانتها بوصفها موروث ثقافي وعبق للماضي.

وعلى الرغم من اختلاف المناطق ونكهات القهوة في المكان الذي يعجّ بالمرتادين، إلا أن رائحتها تفوح بنكهة واحدة، ومن اللافت أن شغف الاحتساء لم يكن مقتصرًا على فئة عمرية معينة فالشباب والفتيات وكبار السن من أكثر المتواجدين؛ لخوض التجربة والاستمتاع بمذاقها، متبادلين الآراء حول أكثر مناطق المملكة إنتاجًا وتميزًا بالقهوة.
واستهل "مجلس تعاليل" أولى جلساته التي أقيمت في حديقة "إثراء"، بسرد تاريخ القهوة على مرّ العصور حيث سرد ضيف الجلسة وهو أديب وناقد، ومؤلف كتاب " غواية الاسم - سيرة القهوة وخطاب التحريم" الدكتور سعيد السريحي، السجالات التاريخية لـ "القهوة"، وما لها من تأثير في عصرنا الحالي واصفًا أماكن القهوة المتراصّة ومراكز بيعها بأنها "بلا ذاكرة".

ووصف السريحي خلال حديثه الذي استمر زهاء ساعتين، بأن القهوة كانت الجسر الذي يربط بين الأمم، مستعرضًا تاريخها بمنأى عن القهوة المنتشرة في الوقت الحالي، فالأيدولوجية التي تفوح منها رائحة القهوة ترتكز على الدلائل والروايات والمعنى التي تحيل إليه، لاسيما أنه في اكتشافها حكايات ترتقي إلى مقام التقدير؛ لارتباطها بمضمار الفكر الديني، مبينًا "في القهوة سر يمتد تاريخها بين غايات عدّة، بعيدًا عن الجانب الوثائقي وإنما تتعمّق بزوايا الروايات".

وللقهوة حكايات موغلة على مرّ العصور، ولطالما كانت نبتة ارتبطت بالعديد من الروايات العربية والإنجليزية، فإن السريحي أشار إلى أنها نبتة لا يدرك سرّها إلا من أبحر في حيثياتها، موضحًا أن "القهوة محاطة بهالة الروحانية، ومع مرور الأيام خرجت عن بيئتها وباتت أمرًا اعتياديًا بين الناس، بيد أن التاريخ يكشف أسرارها ومدى علاقتها بما حولها"، وتابع السريحي حديثه وسط أجواء رمضانية، أعادت نبض الجلسات التاريخية، حيث ازدان المكان بالنقوش والزخارف التراثية، مستفيضًا بذاكرة الكتب المليئة بالحقائق التاريخية وأماكن ظهور القهوة والعلاقة الوثيقة بين هويتها والمهتمين بها.