إيران تستغل حرب أوكرانيا وتتوغل في سوريا

أندبندنت عربية: الملالي يستفيد من انشغال روسيا ويسعى لملء الفراغ
أندبندنت عربية: الملالي يستفيد من انشغال روسيا ويسعى لملء الفراغ

السبت - 09 أبريل 2022

Sat - 09 Apr 2022








قوات روسية في سوريا                  (مكة)
قوات روسية في سوريا (مكة)
كثف النظام الإيراني جهوده لاستغلال انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية لتعزيز وجوده في سوريا، بحثا عن التوغل بشكل أكبر داخل البلد العربي.

وكشف «أندبندنت عربية» أنه بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في أوكرانيا، زادت إيران وسوريا من شراكتهما الاستراتيجية، حيث ناقش مسؤولون من الجانبين التأثير المحتمل للأحداث في أوكرانيا على المنطقة والحاجة إلى مزيد من التنسيق.

وقالت الصحيفة «كعادة إيران، فإن مشروعها لا يقتصر على المجال العسكري، فقد طالبت بالتنفيذ السريع لمذكرات التفاهم الاقتصادية الثنائية في قطاعات الطاقة والزراعة والنقل. ما يشجع طهران على إنجاز هذه المشروعات هو رغبتها في توسيع وجودها الاقتصادي في سوريا، لا سيما مع رفع العقوبات بعد إحياء الاتفاق النووي».

ولفتت إلى أن «المعضلة التي تواجه سوريا هي أن أي تحالف مع روسيا سيضع سوريا في وضع منبوذ من الغرب، ما يحد من خيارات الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي لها؛ لذا تحاول إيران التي تسعى لوضع أفضل دوليا، ملء الفراغ الذى سببه انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية. ومن ثم تأتي أهمية التقارب السوري العربي أخيرا كخطوة نحو التطبيع الإقليمي مع دمشق في محاولة لموازنة الفراغ الذي تريد إيران ملأه ولمساعدة سوريا على إيجاد حلفاء آخرين لتوسيع هامش الحركة من دون الاعتماد كليا على إيران».

ووفقا للصحيفة، فإنه فضلا عن تعزيز الاستثمارات، ستستمر إيران في جهودها لترسيخ وجودها العسكري عبر نقل الأسلحة وأنظمة الاستطلاع والدفاع الصاروخي والطائرات من دون طيار من الأراضي العراقية إلى سوريا ولبنان.

وتتزايد الزيارات بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وأخيرا، زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان دمشق، مؤكدا أن أولوية بلاده تتمثل في تعزيز العلاقات الاستراتيجية في مشهد عالمي متغير. وأكد أن طهران تقف مع دمشق في الخندق نفسه وأن العلاقات مع دمشق تمر بأفضل مراحلها، ملقيا الضوء على العلاقات الاستراتيجية. ولفت إلى أن أولوية إيران هي العلاقات الاقتصادية. أما على الجانب الميداني، فتشهد الفترة الحالية إعادة تموضع بعض الميليشيات في أجزاء من وسط سوريا وشرقها وشمالها.

وعلى الجانب الآخر، من غير المرجح أن تتخلى روسيا عن مكاسبها في سوريا، التي كانت نافذتها لإعادة ترسيخ وجودها في الشرق الأوسط. فمن خلال سوريا أمنت روسيا وجودا عسكريا دائما في شرق البحر المتوسط، مع قاعدتين عسكريتين في سوريا - قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس - من خلال اتفاقية لمدة 49 عاما.

ومن غير المرجح أن تفوت إيران هذه الفرصة لتعزيز نفوذها وتوسيعه في مختلف المجالات، والعودة المتوقعة للاتفاق النووي والانسحاب من العقوبات الدولية لا يمكن إلا أن يغذيا شهية طهران.