شهباز شريف أسقط بطل العالم ليقود باكستان

عاش 8 سنوات في المملكة.. واستدعي من لندن ليتصدر المشهد
عاش 8 سنوات في المملكة.. واستدعي من لندن ليتصدر المشهد

السبت - 09 أبريل 2022

Sat - 09 Apr 2022

تتجه العيون نحو الرجل القوي شهباز شريف الذي أسقط رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بطل العالم السابق في الكريكيت، وبات مؤهلا لقيادة ثاني أكبر بلد إسلامي من حيث تعداد السكان (220 مليون نسمة).

يملك شهباز خلفية كبيرة عن العالم الإسلامي بعدما قضى 8 سنوات من حياته في السعودية، واستطاع بإرادته القوية أن يرد على كل الاتهامات التي طالته بالفساد وغسل الأموال، ليصبح في النهاية بمثابة المنقذ لباكستان، وينتقل من زعامة المعارضة إلى الأغلبية الدستورية.

ويحمل شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف طموحات وآمال الباكستانيين، بعد أن سحب البرلمان أمس، ثقته في رئيس الوزراء عمران خان، الذي خسر معركة طويلة، وسقط بالضربة القاضية.

سقوط خان

لم يكن طرح الثقة في عمران خان أمام البرلمان أمس مفاجئا للكثيرين، بعد معركة استمرت أسابيع طويلة استخدم خلالها كل أسلحته، بما فيها توجيه الاتهامات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه استسلم في النهاية لحكم المحكمة الدستورية ورغبة البرلمان.

وخسر بطل العالم للكريكيت السابق أغلبيته البرلمانية الأسبوع الماضي، وكان على وشك أن يُجبر على ترك منصبه في تصويت بحجب الثقة قدمته المعارضة قبل أسبوع، لكن نائب رئيس البرلمان، وهو عضو في حزب خان، رفض الاقتراح واعتبره «جزءا من مؤامرة أجنبية وغير دستوري»، مما أدى إلى حل البرلمان.

وصوت أعضاء في حزبه «حركة إنصاف»، ضده، وامتلكت المعارضة أكثر من 177 صوتا، بينما تحتاج إلى 172 صوتا للحصول على الغالبية والإطاحة بالحكومة، ولم يحضر خان جلسة طرح الثقه فيه أمس، ورفع رئيس الجمعية الوطنية الجلسة إلى بعد الظهر بعد مواجهات كلامية استمرت 30 دقيقة، قبل أن يتم التصويت على سحب الثقة من الحكومة التي يترأسها.

انتصار شهباز

وبرز اسم شهباز شريف زعيم المعارضة الباكستانية كأحد أوفر المرشحين حظا في خلافة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، حيث تزعم الرابطة الإسلامية الباكستانية وهو الشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة في باكستان ثلاث مرات.

وعاش شهباز خلال السنوات الماضية في العاصمة البريطانية لندن، منذ إدانته في قضيتي فساد، فيما لو تمكنوا من الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان، حيث يتمتع حلفاء المعارضة بالأغلبية في مجلس النواب بعد انسحاب حلفاء لخان من حكومته.

واعتبر شهباز شريف في تغريدة على تويتر أن عزل عمران خان هو «أهم يوم لكتابة تاريخ جديد لباكستان»، وتابع «مبروك لكل من دعم ودافع ورفع صوته على هذا النضال من أجل سيادة الدستور. سياسة الكذب والخداع والاتهامات مدفونة اليوم. لقد انتصر شعب باكستان».

سنوات السعودية

ويملك شريف علاقة طيبة مع دول العالم الإسلامي، حيث عاش 8 سنوات في حياته بمدينة جدة السعودية، وبالتحديد منذ 1999 وحتى 2007 بعدما ترك مع شقيقه باكستان في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة.

وتزعم المعارضة البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وهو أيضا الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وتولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه، وشغل 3 مرات منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب أغنى ولايات باكستان.

ولد شهباز شريف في كنف عائلة ثرية، لكنه وعلى غرار شقيقه نواز، شق طريقه في عالم السياسة بدلا من إدارة أعمال العائلة، وفي عام 1990 عندما فاز نواز لأول مرة بمنصب رئيس للوزراء، انتخب عضوا في الجمعية العامة للبلاد (البرلمان).

وخلال فترة ولاية شقيقه الثانية على رأس الحكومة الباكستانية عام 1997، أصبح شهباز رئيس وزراء إقليم البنجاب أضخم مقاطعات باكستان من حيث عدد السكان، لكن بعد عامين، عندما حاول نواز استبدال قائد الجيش أطيح بالأخوين في انقلاب عسكري وعوقبا بالسجن، قبل أن يغادرا إلى السعودية حيث قضيا هناك 8 سنوات.

ملاحقات قضائية

عقب العودة من السعودية، تسلم شهباز نفس منصبه السابق، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب، وحين أُقيل رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف من منصبه مرة أخرى عام 2017، على خلفية اتهامات بالفساد، كان شريف أحد المرشحين لخلافته، لكنه خسر انتخابات 2018 أمام عمران خان، ومنذ ذلك الحين، شغل شهباز منصب زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية.

وعلى غرار ما حدث مع العديد من أفراد عائلة شريف، طالت اتهامات بالمحسوبية والفساد وغسيل الأموال شهباز ونجله حمزة.

وفي ديسمبر 2019 جمد ديوان المحاسبة الوطني في باكستان 23 عقارا تعود ملكيتها لهما، ووجهت إليهما اتهامات بغسل الأموال، وفي سبتمبر 2020 ألقي القبض على شهباز شريف بتهمة التورط بغسل أكثر من 7 ملايين و328 روبية (حوالي 40 مليون دولار) في مخطط شارك فيه مقربون وأفراد من العائلة. وقد تم إطلاق سراحه لاحقاً بكفالة.

مصالحة الجنرالات

وفي أبريل 2021 أطلقت محكمة لاهور العليا سراحه بكفالة، وفي 2020 جمدت بريطانيا الحسابات المصرفية للأسرة، وبعد أن فشلت تحقيقات وكالة الجريمة البريطانية في العثور على دليل ضد شهباز شريف، تم إسقاط القضية، لكنها لا تزال مفتوحة في باكستان، إلا أنه تم إرجاء لائحة الاتهام ضده ونجله مرارا وتكرارا، وفقا لمجلة «ذي إيكومونيست».

وعلى الرغم من أن شهباز شريف انتقد الجيش سابقا، لاسيما بعد الإطاحة بحكومة شقيقه نواز، وسجنهما ونفيهما، إثر الانقلاب العسكري عام 1999، إلا أنه اتخذ نبرة أكثر تصالحية خلال السنوات الأخيرة.

وفي الفترة التي سبقت انتخابات 2018، قال شهباز «إن البلاد بحاجة إلى المضي قدما وتجاوز الخلافات مع الجيش»، عارضا العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه رئيسا للوزراء.

شهباز شريف:


  • 72 عاما



  • 8 سنوات عاشها في السعودية.



  • 3 مرات تولى خلالها رئاسة وزراء ولاية البنجاب.



  • 1988 بداية عمله بالسياسة.



  • 2018 بداية تزعمه للمعارضة الباكستانية.



  • 2021 برأته وكالة الجريمة البريطانية من كل الاتهامات