إيمان أشقر

التفاتة تصنع الفرق

الخميس - 07 أبريل 2022

Thu - 07 Apr 2022

خطوة واحدة في أي اتجاه تكتب ملامح باقي الطريق.

خطوة واحدة قد تهزم بها فريقا مغرورا.

خطوة واحدة قدما أو تراجعا ستكون يوما ما بداية لذكريات.

خطوة واحدة وبعدها كش ملك. خطوة واحدة تأتيك بمن تحب.

ماذا لو كانت الخطوة التفاتة في اتجاه آخر، أو التفاتة للوراء؟ لو نظرنا إلى ما مضى من أعوام، هل نستطيع إحضار بعض اللحظات التي لم نلتفت إليها أو تجاهلناها؟ هل نستطيع أن نخبر من كانوا معنا فيما سبق عن ما كان يساورنا حينها، وخشينا البوح به؟! هل نستطيع إحضار أمس ونجعل للقاء بقية؟

الالتفاتة تكون دائما لأحد الجانبين أو للوراء و لا تكون أبدا إلى الأمام. الالتفاتة شبه جزيرة لها ثلاث اتجاهات فقط، كلها غرق لمن لا يجيد فن الالتفات.

من قناعاتي ألا أنظر للوراء أبدا، ألا أراجع ما مضى ولا أحمل معي بقايا الأمس من وجع أو ندم أو خيبة أمل، ولكن هناك التفاتة مباغتة، تأتي إليك لتأخذ بيد أحدهم، لتحقق أمنية كم تمناها، أو يأخذ أحدهم بيدك، ويجس نبضا أتعبك.. التفاتة وكفى، قد تحدث فرقا.

ماذا لو التفت لتجد ما كان خلفك أصبح أمامك، فراغ واسع ومسافة كبيرة لا يسكنها أحد؟ ماذا لو التفت لتجد صمتا كان وراءك وهو يطيح بكل حديثك، أو غبارا يذرأ الدمع في عين لهفتك؟ ماذا لو كانت الالتفاتة بداية لحنين وألم لن تستطيع البوح به؟! ماذا لو كانت الالتفاتة أمنية وأتت بأقصى الألم؟! ماذا لو كان كل ذلك في استقبالك؟!

بعيدا عن كل تلك الإجابات التي قد تحمل ندما وقد تحمل توبيخا وعتابا، نتوقع الأجمل في التفاتة من أحد ما بيده مفتاح سعادتك الذي كنت تبحث عنه.

عندها يأتي السؤال: هل كانت الالتفاتة قرار صائب؟!

الالتفاتة غالبا ما تكون قرارا شجاعا وإن صاحبها بعض التهور أحيانا. إن لم تكن كذلك، تأكد يكفيك إنك أتبعت حدس قلبك حينها إن أصبت لك أجران وإن لم تصب فلك شرف المحاولة.

التفاتة في الوقت المناسب قد تكون هي كل المتاع الذي تحتاج إليه لتكمل رحلتك. التفاتة إليهم أو التفاتة عنهم، هي التفاتة لمرة واحدة لكي يحدث الفرق.

DrEmanMA@