شروق المحمادي

مفهوم الوقت: بين الفيزياء والأعصاب

الخميس - 07 أبريل 2022

Thu - 07 Apr 2022

هيا، اخلدوا إلى النوم. لم يتبق على الساعة الواحدة شيئا.

- لكن الآن الساعة التاسعة يا أبي!

قد ظننت ولفترة بأن الوقت يمر سريعا وأخبرني أجدادي بأنه «يجري»! حتى وقعت عيناي على مقالة منشورة على صفحات الـ BBC بعنوان:

«what we get wrong about time» وهنا فقط صححت مفاهيمي الخاطئة والمكتسبة تجاه الوقت.

نحن نعتقد بأن الوقت يمضي سريعا والحقيقة أن الوقت عند بعض الفيزيائيين غير موجود وما هو إلا ضرب من ضروب الأوهام، والأصل أن عقولنا هي من تخلق «الشعور بالوقت والإحساس بالزمن» وحسب إدراكك للوقت يكون!

فمن يشعر بأنه سريع هو كذلك سريع، ومن يشعر أنه ثقيل هو كما اعتقد؛ لذا نحن لا نتحكم في الوقت ولا نستطيع تغييره لكن نستطيع تغيير طريقة إدراكنا تجاهه.

من الخطأ أن ننظر إلى الزمن على أنه خط مستقيم: ماض، حاضر، مستقبل. والحقيقة أنها عملية متصلة ببعضها البعض. لنفهم أكثر خذ معي هذا التمرين:

تخيل شجرة ذات جنحين ذهبيين تطير في السماء!

«الشجرة» «الجنحان» «السماء» كلها صور من الماضي مؤرشفة في ذاكرتك، قد استعنت بها لصنع هذه الصورة الخيالية.

فالماضي هو أداة للتفكير المستقبلي العميق، وعندما تتضرر ذاكرة الماضي نفقد معها القدرة على تخيل المستقبل.

طلبت عالمة الأعصاب إليانور ماغواير من مجموعة أشخاص أن يتخيلوا أنفسهم واقفين في متحف، ثم طلبت منهم تخيل شكل السقف؛ منهم من تخيله على شكل قبة والبعض تخيله رخاما أما الذين كانوا يعانون من فقد الذاكرة فلم يتمكنوا من التخيل. هذا يعني أن من يتخلص من ماضيه، يتخلص من مستقبله.

كلما قضينا وقتا مع أشياء ممتعة شعرنا بالسعادة ومعها شعرنا بسرعة الوقت، وكلما شعرنا بالاكتئاب أو الوحدة ترك الوقت شعورا ثقيلا وبطيئا على أنفسنا؛ يقترح الكاتب أن تقضي إجازتك الأسبوعية في تجربة أشياء جديدة لتشعر بطولها! وكلما تخلصت من الطرق الروتينية للعمل وجربت طرق جديدة، خلقت ذكريات مثرية تعينك على الإبداع والابتكار مستقبلا.

إذا شعرت أن حياتك تمر بسرعة فهذا دليل أنها غنية وممتلئة وثرية!

shrooqmi@