لم أصم يا صاحبي!
الثلاثاء - 05 أبريل 2022
Tue - 05 Apr 2022
قال لي صاحبي: لم أصم، فأدرت وجهي نحوه في استغراب، فقال لي: ليس عن الطعام والشراب، فقد صمت عنهما، لكن الذي ظهر لي أن أسهل أنواع الصوم أن تصوم عن الأكل والشراب، لكني لم أتغير، في سلوكي وطبعي في نواياي ومعاملتي، هل تظن أنني صمت؟ لم أنبس، فأردف قائلا: الذي يظهر لي أن أسهل أنواع الصيام أن تصوم عن الأكل والشراب كما قلت لك، فيمكن أن تصوم بدافع تحقيق شرط رمضان بالامتناع عن الأكل والشرب نهارا، ويمكن أن تصوم بدافع الحمية وتخفيف الوزن، أو بدافع صحي يأمرك به الطبيب، أو تسهر الليل كله، ولا يبقى لك وقت للنوم إلا النهار فتنام من الآذان للآذان فتعتبر صائما، هذا أمر سهل للغاية، لأنه صيام شكلي يمثل «نص» الصيام وقانونه، أما روح الصيام يا صاحبي أن أحاول أن أصوم عن الشك في الناس، وأن تصوم أعصابي عن العصبية والتوتر في حق أبنائي وبيتي وأثناء قيادتي للسيارة ومعاملاتي مع من هم حولي.
قال صاحبي: الصوم يعني أن يصوم لساني عن الشتائم التي تسكن في داخله حتى بدأت تخرج بطريقة تلقائية مؤذية للجميع بسبب اعتيادنا على ترديدها، أظن أن روح الصيام أن تكون فرصتين اثنتين: أحدهما اكتشاف عيوبك الروحية من غضب وحسد وغش وكسب لمال غير مشروع وغيرها، أما الفرصة الثانية أن تسعى لتغييرها، فأمامك أحد وعشرون يوما من الصيام الجسدي والروحي تمرن نفسك عليها، أما بقية الشهر فهي فرصة أخرى، فتختبر تعودك عليها وتراجعها، وبعد أن ينتهي الشهر الفضيل تفكر مليا أن يستمر صيامك الروحي عن تلك الموبقات السلوكية طوال عمرك، على أن تمنح جسدك بعد شهر أن يأكل ويشرب فقد قدم لروحك وحياتك أجمل هدية.
قال صاحبي أيضا: الصيام هو النص الذي نلتزم به، أما اختبار روح الصيام فهو المقصد الحقيقي منه، فمعظم حياتنا شكليات مؤذية، كرم ضيافة مع منّ وأذى، إحسان بالعطاء مع إيذاء بالكلام، ثناء باللسان يناقضه سوء بالأفعال، مجاملة في الوجوه الحاضرة، غيبة ونميمة عند الغياب، وما شهر الصيام إلا فرصة لاكتشاف نفسك أولا ثم تعديلها ثانيا.
قال صاحبي: لاحظت أن الصيام فرصة لتحدي سلوك الصائم العابث، فكيف تعد نفسك صائما وأنت نائم، وإن كان ذلك كذلك فيمكنك أن تصوم السنة كلها ولا تحتاج إلا أن تعدل من نمط عملك اليومي للمواعيد المسائية بدلا من أن يكون صباحيا، ألا يمكن أن تكون مفعما بالعمل في رمضان حتى يصبح ليومك قيمة، وعملك قيمة ومشاريعك قيمة، وحتى نومك يصبح له قيمة هو الآخر، فأنت تنام من التعب!
قال صاحبي: فرصة رمضان فرصة رائعة لتطبيق بعض الرسائل التي تصلنا في تطهير ذواتنا، فمعظمنا يرسلها بهدف تغيير غيره، ولا يريد إلا أن يكسب أجر تمرير الرسالة، أما أجر التغيير في ذاته فإنها آخر اهتمامه، لذلك هو يكلف نفسه كثيرا حتى حد التعب، بتمرير تلك الرسالة وكفى به أجرا في نظره، أما سلوكه فهو مخالف لما أرسل، فيرسل عن بر الوالدين وهو عنه أبعد، ويرسل عن الإحسان وهو لا يعرفه، ويرسل عن الحلم والصبر وهو الغاضب المتوتر، أما أولئك الناجون، فيكفي من عشرات الرسائل بضع رسائل يطبقها فيغير حياته ويومه ولو اعتمدها عشر طرق كل عام؛ فبظرف بضعة أعوام هو إنسان آخر بل كائن آخر!
قال صاحبي: رمضان مدرسة، نتعلم فيها نظريا كل شيء، أما عمليا فالحمد الله أن النتائج عند رب العالمين لا يعلم بها إلا هو، وإلا لخرجت بعض القوائم لم ينجح أحد!
Halemalbaarrak@
قال صاحبي: الصوم يعني أن يصوم لساني عن الشتائم التي تسكن في داخله حتى بدأت تخرج بطريقة تلقائية مؤذية للجميع بسبب اعتيادنا على ترديدها، أظن أن روح الصيام أن تكون فرصتين اثنتين: أحدهما اكتشاف عيوبك الروحية من غضب وحسد وغش وكسب لمال غير مشروع وغيرها، أما الفرصة الثانية أن تسعى لتغييرها، فأمامك أحد وعشرون يوما من الصيام الجسدي والروحي تمرن نفسك عليها، أما بقية الشهر فهي فرصة أخرى، فتختبر تعودك عليها وتراجعها، وبعد أن ينتهي الشهر الفضيل تفكر مليا أن يستمر صيامك الروحي عن تلك الموبقات السلوكية طوال عمرك، على أن تمنح جسدك بعد شهر أن يأكل ويشرب فقد قدم لروحك وحياتك أجمل هدية.
قال صاحبي أيضا: الصيام هو النص الذي نلتزم به، أما اختبار روح الصيام فهو المقصد الحقيقي منه، فمعظم حياتنا شكليات مؤذية، كرم ضيافة مع منّ وأذى، إحسان بالعطاء مع إيذاء بالكلام، ثناء باللسان يناقضه سوء بالأفعال، مجاملة في الوجوه الحاضرة، غيبة ونميمة عند الغياب، وما شهر الصيام إلا فرصة لاكتشاف نفسك أولا ثم تعديلها ثانيا.
قال صاحبي: لاحظت أن الصيام فرصة لتحدي سلوك الصائم العابث، فكيف تعد نفسك صائما وأنت نائم، وإن كان ذلك كذلك فيمكنك أن تصوم السنة كلها ولا تحتاج إلا أن تعدل من نمط عملك اليومي للمواعيد المسائية بدلا من أن يكون صباحيا، ألا يمكن أن تكون مفعما بالعمل في رمضان حتى يصبح ليومك قيمة، وعملك قيمة ومشاريعك قيمة، وحتى نومك يصبح له قيمة هو الآخر، فأنت تنام من التعب!
قال صاحبي: فرصة رمضان فرصة رائعة لتطبيق بعض الرسائل التي تصلنا في تطهير ذواتنا، فمعظمنا يرسلها بهدف تغيير غيره، ولا يريد إلا أن يكسب أجر تمرير الرسالة، أما أجر التغيير في ذاته فإنها آخر اهتمامه، لذلك هو يكلف نفسه كثيرا حتى حد التعب، بتمرير تلك الرسالة وكفى به أجرا في نظره، أما سلوكه فهو مخالف لما أرسل، فيرسل عن بر الوالدين وهو عنه أبعد، ويرسل عن الإحسان وهو لا يعرفه، ويرسل عن الحلم والصبر وهو الغاضب المتوتر، أما أولئك الناجون، فيكفي من عشرات الرسائل بضع رسائل يطبقها فيغير حياته ويومه ولو اعتمدها عشر طرق كل عام؛ فبظرف بضعة أعوام هو إنسان آخر بل كائن آخر!
قال صاحبي: رمضان مدرسة، نتعلم فيها نظريا كل شيء، أما عمليا فالحمد الله أن النتائج عند رب العالمين لا يعلم بها إلا هو، وإلا لخرجت بعض القوائم لم ينجح أحد!
Halemalbaarrak@