كان صرحا من خيال
الثلاثاء - 05 أبريل 2022
Tue - 05 Apr 2022
أتابع كغيري من حزب الصامتين في وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من المحتوى المتعلق بالشأن المحلي، وخاصة ما يتعلق بالآراء حول قضية مجتمعية، وتحديدا تلك الآراء التي يدونها مواطنون عاديون؛ حيث تحمل في معظمها تلقائية في الطرح والصدق في المشاعر، في حين يأخذ بعضها جانبا فكاهيا بعيدا عن التكلف في الطرح.
الجميل في تعليقات الناس هو أنها تعكس بحق نبض المجتمع، كما أنها تعطي مؤشرا واضحا على حجم إيمان الناس أن إعلام النخبة قد ابتعد عن موقع الصدارة الذي احتله فترة طويلة، الأمر الذي قلب معادلة الإعلام رأسا على عقب.
ففي حين كان الناس ينتظرون بشغف كاتبا أو مقدم برنامج تبني قضية ما أو الإشارة إليها ولو بجملة، أصبح الكاتب والمقدم يتابعان ما يقوله الشارع حتى لا يتجاوزهما زمن أطول مما تجاوزهما حينما كانا في تلك الأبراج العاجية.
قد يغضب هذا الطرح الزملاء الإعلاميين لكن هذا ما يحدث حقيقة، وبالمناسبة فإنه لا يقتصر على أصحابنا في المملكة، بل يمتد إلى معظم دول المنطقة، فمقطع لا تتجاوز مدته 15 ثانية قد يتحول إلى قضية رأي عام، وقد يتحول إلى مقدمة نشرات أخبار أو على رأس الصفحات الأولى للصحف والأمثلة على ذلك كثيرة.
ما يلفت النظر هو تراجع تأثير تلك النخبة التي احتلت مساحات شاسعة من صفحات الرأي وساعات طويلة من البرامج التلفزيونية، وكأنها اكتفت بما قدمته في السابق، مع تحميلها وسائل الإعلام التقليدية وخاصة الصحف التي كانت الوسيلة الأهم فيما يتعلق بالرأي وزر غيابها عن الساحة.
ورغم يقيني ببراءة الوسائل التقليدية من غياب هؤلاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فإن غيابهم عن المشهد كمؤثرين يأتي محصلة طبيعية لنظرة معظمهم إلى المجتمع كمتلق لإبداعهم، ونظرتهم المتعالية تجاه كل ما يحدث في المجتمع، حيث كان خطابهم موجها للنخبة التي ذابت كما ذاب كل شيء في بحور التواصل الاجتماعي.
ونظرا لغياب أهم ما كان يوفره الإعلام التقليدي من خدمة لبعض الكتاب من فلترة تحميه من جنوح فكره أو دخوله الخاطئ في موضوع لا يعرف أبعاده، وحتى من ظهور زلاته اللغوية وأخطائه الإملائية الفادحة، فقد كانت وسائل الإعلام التقليدية حريصة على مكانتها وسمعة كتابها أكثر من حرصهم على أنفسهم.
وهذا ما يفسر سقوط الكثير من الهامات التي كان الجميع يقف إجلالا لها وتقديرا لمكانتهم عندما سمعنا منطقهم في يوتيوب وسناب شات، وعندما قرأنا أفكارهم في تويتر وفيس بوك بعيدا عن حارس البوابة الذي كان عدوهم الأول، وعندما وقفنا على حقيقة علاقتهم بأهم أسلحة الكاتب وهما المعرفة الواسعة واللغة السليمة.
حال بعض أولئك القوم أصبح مدعاة للشفقة، حيث أصبحوا يغردون كطيور مريضة ابتعد عنها السرب ليكتبوا أي شيء وعن أي شيء ولأي شيء، فالمهم بالنسبة لبعضهم هو البقاء في المشهد حتى لو اضطر للتحول إلى عضو في رابطة مشجعي ناد رياضي أو أن يتحول إلى مهرج يبحث بطرحه المعيب عن تصدر وسم ولو كان ذلك في إطار الإساءة إليه أو التقليل من شأنه.
@UNITEDADEL
الجميل في تعليقات الناس هو أنها تعكس بحق نبض المجتمع، كما أنها تعطي مؤشرا واضحا على حجم إيمان الناس أن إعلام النخبة قد ابتعد عن موقع الصدارة الذي احتله فترة طويلة، الأمر الذي قلب معادلة الإعلام رأسا على عقب.
ففي حين كان الناس ينتظرون بشغف كاتبا أو مقدم برنامج تبني قضية ما أو الإشارة إليها ولو بجملة، أصبح الكاتب والمقدم يتابعان ما يقوله الشارع حتى لا يتجاوزهما زمن أطول مما تجاوزهما حينما كانا في تلك الأبراج العاجية.
قد يغضب هذا الطرح الزملاء الإعلاميين لكن هذا ما يحدث حقيقة، وبالمناسبة فإنه لا يقتصر على أصحابنا في المملكة، بل يمتد إلى معظم دول المنطقة، فمقطع لا تتجاوز مدته 15 ثانية قد يتحول إلى قضية رأي عام، وقد يتحول إلى مقدمة نشرات أخبار أو على رأس الصفحات الأولى للصحف والأمثلة على ذلك كثيرة.
ما يلفت النظر هو تراجع تأثير تلك النخبة التي احتلت مساحات شاسعة من صفحات الرأي وساعات طويلة من البرامج التلفزيونية، وكأنها اكتفت بما قدمته في السابق، مع تحميلها وسائل الإعلام التقليدية وخاصة الصحف التي كانت الوسيلة الأهم فيما يتعلق بالرأي وزر غيابها عن الساحة.
ورغم يقيني ببراءة الوسائل التقليدية من غياب هؤلاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فإن غيابهم عن المشهد كمؤثرين يأتي محصلة طبيعية لنظرة معظمهم إلى المجتمع كمتلق لإبداعهم، ونظرتهم المتعالية تجاه كل ما يحدث في المجتمع، حيث كان خطابهم موجها للنخبة التي ذابت كما ذاب كل شيء في بحور التواصل الاجتماعي.
ونظرا لغياب أهم ما كان يوفره الإعلام التقليدي من خدمة لبعض الكتاب من فلترة تحميه من جنوح فكره أو دخوله الخاطئ في موضوع لا يعرف أبعاده، وحتى من ظهور زلاته اللغوية وأخطائه الإملائية الفادحة، فقد كانت وسائل الإعلام التقليدية حريصة على مكانتها وسمعة كتابها أكثر من حرصهم على أنفسهم.
وهذا ما يفسر سقوط الكثير من الهامات التي كان الجميع يقف إجلالا لها وتقديرا لمكانتهم عندما سمعنا منطقهم في يوتيوب وسناب شات، وعندما قرأنا أفكارهم في تويتر وفيس بوك بعيدا عن حارس البوابة الذي كان عدوهم الأول، وعندما وقفنا على حقيقة علاقتهم بأهم أسلحة الكاتب وهما المعرفة الواسعة واللغة السليمة.
حال بعض أولئك القوم أصبح مدعاة للشفقة، حيث أصبحوا يغردون كطيور مريضة ابتعد عنها السرب ليكتبوا أي شيء وعن أي شيء ولأي شيء، فالمهم بالنسبة لبعضهم هو البقاء في المشهد حتى لو اضطر للتحول إلى عضو في رابطة مشجعي ناد رياضي أو أن يتحول إلى مهرج يبحث بطرحه المعيب عن تصدر وسم ولو كان ذلك في إطار الإساءة إليه أو التقليل من شأنه.
@UNITEDADEL